عذرا ياسادة….سطات في حاجة للمبادرات وليس لتبادل اللكمات

حديثنا اليوم تؤطره مجموعة من المرجعيات الدستورية والقانونية، وعلى رأسها الخطب الملكية السامية، وهي التي خاطب فيها الأحزاب والمرشحين أكثر من مرة بالقول: “إن الهدف من الانتخابات لا ينبغي أن يكون هو الحصول على المناصب ، وإنما يجب أن يكون من أجل خدمة المواطن فقط”.

وأضاف جلالته حينها مخاطبا المواطنين ” إن التصويت حق وواجب وطني، وأمانة ثقيلة عليكم أداءها، فهو وسيلة بين أيديكم لتغيير طريقة التسيير اليومي لأموركم، أو لتكريس الوضع القائم، جيدا كان أو سيئا”.

هنا نقف وقفة تأمل، لنستحضر جميعا مضامين هذه الخطب السامية في علاقتها بما وقع داخل المجلس الجماعي لمدينة سطات أمس الثلاثاء من تبادل للاتهامات واللكمات، ضمن مشاهد مقززة انتشرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي موثقة بالصوت والصورة، هذا في الوقت الذي ظل المواطن يتابع مجريات الأحداث عن بعد في جهل تام حتى لنقط جدول الأعمال المبرمجة لمناقشتها في الدورة..

عذرا ياسادة…فمدينة سطات في حاجة لبرامج طموحة تلبي انتظارات شريحة واسعة من الشباب العاطلين عن العمل، فبدل أن تنكب التركيبة المنتخبة في انسجام تام بين أغلبية ومعارضة على رسم معالم جديدة برؤية واضحة وسقف زمني محدد للنهوض بالمدينة على مختلف الأصعدة وفق مقاربة تشاركية، ( فبدل من ذلك كله) تحول المجلس المنتخب ديمقراطيا إلى حلبة للتدافع والصراخ والشتم والسب وتبادل اللكمات يا للأسف…
عذرا ياسادة احترموا اختيارات المواطنين لاسيما ممن صوتوا عليكم وعلى برامجكم الانتخابية….
واقعة أمس في دورة المجلس المنتخب ديمقراطيا ببلدية سطات، أضحت حديث المقاهي وما تلوكه الألسن، حتى أن صداها بلغ مبلغ العالمية لاسيما وأن العالم بات يعيش على وقع التطور التكنولوجي وتقاسم المعلومة….
عذرا ياسادة…. لقد انتظرنا وانتظر الجميع أن تترجم الوعود الانتخابية على أرض الواقع بعد صراع مرير صاحب الحملات الانتخابية وصولا إلى ابرام التحالفات لتشكيل أغلبية مريحة، حينها خرج الناجحون منتشين وملوحين بشارات النصر، حينها ارتمت عليهم حشود الناس من كل حدب وصوب، يأملون فيهم التغيير وينشدونه انشادا ولحنا وزغاريدا…وهم يتصببون عرقا ويلوحون بأيديهم يمنة ويسرة وألسنة أحوالهم وكأنها تردد ” ماكين غير التغيير”.

حينها، استفسر البعض وطرحوا أسئلة عدة، منها ما تعلق بالوضع الصحي مع غياب المستوصفات أو ضعف الخدمات بها وقلة التجهيزات والموارد البشرية وهشاشة البنيات التحتية، وحتى الممرات الطرقية المؤدية إليها….ومنها ما تعلق بمناصب الشغل في ظل انتشار مخيف للبطالة…. منها ما تعلق بالنقل بمختلف أنواعه سواء العمومي أو المدرسي بغية تجويده…مع المسالك الطرقية والإنارة العمومية التي تعاني بدورها…مطالب كبيرة وعديدة، قابلها كلام معسول من القادمين على صناديق الاقتراع بالقول: ” كل شيء يهون في سبيل تحقيق الوعود”…غير كونوا هانين….

عذرا ياسادة…..واعلموا علم اليقين أن كل مريض يئن في منزل أو زاوية من بيته المتواضع، يعاني وسيلة نقل أو سيارة اسعاف أو وعورة مسالك، فذنبه في رقبتكم…يُحاجِجُكم به غدا أمام رب العزة…
إليكم ياسادة أقول: لا تنسوا كرم الناس عليكم وفرحتهم بنصركم وفوزكم يوم خروجكم وأنتم تتصببون عرقا…فهم قابلوكم على باب النصر بالثمر والحليب والورود..فهم ينتظرون منكم أن تقابلونهم بتحقيق الوعود واليوم الموعود لبناء غد منشود…
عذرا ياسادة…. فمدينة سطات في حاجة للمبادرات وليس للمبارزات وتبادل اللكمات…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى