الدبلوماسية المغربية ومنطق “الدّق والسْكَات” “فيديو”
“الدّق والسْكَات”، عبارة لازمت ولازالت تلازم تحركات الدبلوماسية المغربية على كافة الأصعدة في تعاطيها مع القضية الوطنية الأولى، إذ أنها أكسبت المغرب غنائم سياسية كثيرة في زمن ظلت فيه الجارة وكابرناتها يعزفون على وثر المظلومية والحقد الدفين وشعار العروبة المصطنعة، وهم ذاتهم يهرولون تحت الدف كسبا للتعاطف الدولي في قضية لاتعنيهم في الأمر شيئا سوى أنهم باتوا يروجون لمغالطات وأكاذيب حتى أنها عرّت عوراتهم أمام المنتظم الدولي.
“الدّق والسْكَات”، مصطلح يطلق على صاحب حق عندما يعمل جاهدا لتنوير الرأي العام الدولي والتعريف بقضيته بنوع من الحكمة والتبصر بعيدا عن منطق “التغليف والتزييف وخلق الذرائع”، وما التغيير الجذري والتاريخي الذي أعلنت عنه اسبانيا لخير دليل على حنكة “الماكينة الدبلوماسية المغربية” في ” تقريع” ما بقي من فلول شردمة البوليساريو ومن يقف في صفهم ويدعمهم علانية.
” الدّق والسكات”، هي تلك العبارة التي ظلت تلازم تحركات الآلة الدبلوماسية تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس نصره الله بصفته مهندس وراسم للسياسة الخارجية للمغرب في مواجهة خصوم وحدتنا الترابية، وما الرسالة الاسبانية الأخيرة التي تخلت فيها مدريد عن موقفها التقليدي المتمثل في الحياد في ما يتعلق بنزاع الصحراء المغربية والاصطفاف جنبا لجنب للدفاع عن قضيته العادلة، لخير دليل على نجاح هذه الدينامية الدبلوماسية التي تبناها المغرب في تعاطيه مع كل شبر من أراضيه، بيد أنها جاءت في وقت حساس ومهم لتضع بذلك حدا للأزمة الدبلوماسية التي استمرت لشهور طويلة بين البلدين الجارين، مُتوجة موقفها بالتأييد الكامل لمقترح الرباط منح الصحراء المغربية حكما ذاتيا، واصفة إياه بأنه “أساس جدي وواقعي لحل النزاع”، وهو ما تفاعلت معه الخارجية المغربية بطعم الإشادة العالية بالمواقف الإيجابية و”الالتزامات البناءة” لإسبانيا إزاء مقترح المملكة منح حكم ذاتي لحل نزاع الصحراء المغربية، كل ذلك من شأنه أن يعيد الدفء للعلاقات بين الجارتين، ويساهم بشكل في تطوير العلاقات الثنائية برؤية واضحة وطموحة لضمان الاستقرار والسيادة والسلامة الإقليمية والازدهار للبلدين الجارين .
“الّدق والسكات” والصرامة المغربية في التعاطي مع كافة القضايا التي تهم الحفاظ على سيادة أراضيه ووحدتها، ناهيك عن المكانة التي يتميز بها المغرب في علاقته مع المنتظم الدولي، كلها عوامل ساهمت بشكل كبير في حلحلة قضية الصحراء المغربية وأكسبتها الشرعية الدولية، وما الموقف الأميركي العام الماضي القاضي بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء لخير دليل على نجاح الدبلوماسية المغربية.
الخطوة الاسبانية الجريئة والحكيمة، لاشك أنه سترفع من منسوب التصريحات المعادية لأزلام البوليساريو ومن يقف وراءهم، الذين اعتادوا على سلك مسلك التباكي والهجوم الإعلامي البئيس، فليس غريبا علينا نحن المغاربة أن نسمع مثل هذه الأساطير والخزعبلات من الجارة الشرقية التي عودنا حكامها على حقدهم الدفين، مادام مغربنا الحبيب يتقدم بخطى ثابتة نحو الأمام بقيادة ملك شاب الذي يشهد له العالم بالدور الذي يلعبه من أجل الرقي ببلده وازدهاره على جميع الأصعدة.
من التفاعل الايجابي مع هذا القفزة النوعية التي عرفتها قضيتنا العادلة، ما صرحت به ” زهرة حيضرة رئيسة الجمعية الصحراوية للتضامن والتوعية لمشروع الحكم الذاتي والتنمية المستدامة”، التي تفاعلت مع القرار الاسباني الأخير منوهة بالخطوة الإيجابية التي تبنتها مدريد لطي هذا الملف الذي عمر طويلا، حيث قالت في حوار مع هبة بريس: ” نحن كمغاربة نحتفل بهذه المبادرة وهو يوم تاريخي، أن نرى الحصار يُفك عن إخواننا المحتجزين بمخيمات العار بتندوف وهم يعانون من كل أنواع القيود والاحتجاز والتعذيب.
وأضافت حيضرة، أن الموقف الاسباني هو خطوة مهمة لطي هذا الملف، ونحن كمغاربة وكصحراويين، نجد في القرار جمعٌ للشّمل الصحراوي وبداية لدخول هؤلاء إلى وطنهم لأم للعيش بسلام وطمأنينة وكرامة، مشيرة أن موقف اسبانيا يأتي انسجاما مع الخطب الملكية التي أكد فيها الملك محمد السادس نصره الله في أكثر من مناسبة بأن الحكم الذاتي هو الحل السلمي والعادل والشامل للقضية الصحراوية تحت السيادة المغربية…المزيد من تصريحات حيضرة ضمن الفيديو التالي: