خبير : زيارة ” أورسولا فون دير لاين” تأتي لترتيب أمور عالقة بين المغرب والتكتل الاوربي

هبة بريس-ادريس بيگلم

تقوم رئيسة المفوضية الأوروبية “أورسولا فون دير لاين”، بزيارة عمل إلى الرباط، ستجري خلالها لقاءات ومحادثات مع عدد من كبار المسؤولين المغاربة، وذلك حسب ما أعلنه مكتب المسؤولة الأوروبية.

وكشف المتحدث باسم المفوضية الأوروبية إريك مامر، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “هذه هي الزيارة الأولى لفون دير لاين إلى المغرب في إطار مهامها كرئيسة للمفوضية الأوروبية” مضيفا أن “هذه الزيارة تندرج في سياق الشراكة الثنائية بين المغرب والاتحاد الأوروبي التي تحرص رئيسة المفوضية على تعزيزها”.

وتأتي هذه الزيارة كذلك بعد توقيع المغرب والاتحاد الأوربي في 27 يونيو 2019 في بروكسيل “الشراكة الأورو-مغربية من أجل ازدهار مشترك”، والذي يعد اطارا قانونيا جديدا ينظم العلاقات الثنائية المتمحورة على أربع فضاءات مهيكلة، تتمثل في فضاء تقارب القيم، وفضاء التقارب الاقتصادي والتماسك الاجتماعي، وفضاء المعرفة المشتركة، وفضاء التشاور السياسي والتعاون المتقدم في قضايا الأمن؛ كما تقوم على أساس محورين رئيسيين بطابع أفقي سيكونان، أيضا، موضوع إجراءات عملية محددة، ويتمثلان في التعاون في مجال البيئة ومكافحة تغير المناخ والتعاون في مجال التنقل والهجرة، اللذين سيتعززان بشكل متبادل.

كما أن هذه الزيارة تأتي في سياق يتسم بنشوب أزمات سياسية بين المغرب وعدد من دول الاتحاد، على خلفية ممارسات أو تصريحات أو مواقف معادية للمصالح المغربية وخاصة المرتبطة منها بقضية الصحراء المغربية، كما هو الشأن في الأزمة مع اسبانيا وألمانيا وحتى فرنسا كما يرى متتبعون، مما يجعل هذه الزيارة للمسؤولة الاوربية تكتسي أهمية بالغة، بالنظر إلى ثقل الملفات التي تحملها أو تتطلع إلى معالجتها مع الرباط.

وفي هذا السياق قال الخبير في العلاقات الدولية، عصام العروسي في تصريح لجريدة “هبة بريس” الالكترونية، أن توقيت هذه الزيارة هام جدا، لترتيب كثير من الأمور العالقة بين المغرب والتكتل الاوربي، حيت أن الاتحاد لا يدخل لتنسيق الشراكة مع المغرب، الذي يحضى بوضع متقدم في الشراكة معه قياسا مع درل اخرى في المنطقة.

ولفت الخبير في العلاقات الدولية إلى أن علاقة المغرب والاتحاد الاوربي عرفت بعض التراجع في السنتين الماضيتين، بالمقابل زحفت على هذه المكانة دول أخرى، عقب العديد من الأزمات والمشاكل وكثير من لحظات سوء الفهم والخلافات المبدئية بخصوص عدد من قضايا الشراكة والملفات السياسية والثنائية، سيما لدى بعض الدول الاوربية التي نهجت سياسات لا توافق المصالح المغربية كاسبانيا والمانيا كدا الفتور الذي يشوب علاقات المغرب بفرنسا.

واعتبر المتحدث كذلك أن هذه الزيارة تأتي في هذا الاطار، حيت يأمل التكتل بانفراج الازمة بين المغرب واسبانيا، لكنها تفاقمت في الآونة الاخيرة، وخاصة تعنتها في دعم الطروحات الانفصالية للبوليساريو، وهذه الزيارة ستكون محاولة لتجسير الهوة بين المغرب والاتحاد الاوربي في اطار العلاقات الجماعية وتصحيح مسار هذه العلاقات وتمثينها.

وختم العروسي بالقول أن هناك ملفات متعددة تقتضي محاولات تمثين هذه الشراكة بين المغرب والاتحاد الاوربي، منها قضايا التنمية والقضايا الأمنية والهجرة وعدد من الملفات التي تؤرق الطرفين.

من جانبه اعتبر عبد العزيز أقلالوش، أستااذ القانون العام بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور، أن هذه الزياة تأتي تمهيدا لعودة العلاقات بين المغرب والتكتل الأوربي بشكل كامل، بعد اللقاء الذي جمع وزير الخارجية ناصر بوريطة بالمفوضة الأوروبية في شتنبر 2020، وكذلك عقب إطلاق مرحلة جديدة من الاستراتيجية متعددة الأبعاد في يونيو 2019، في بروكسيل تحت عنوان “الشراكة من أجل الازدهار المشترك” والتي تتمحور حول اربع مجالات هيكلية.

وابرز المحلل السياسي أن الطرفين أكدا على طموحمها لاعطاء زخم جديد يرقى الى انتضاراتهما، لافتا إلى أن هذه الزيارة تأتي في سياق التطور الايجابي الملحوظ للعلاقات المغربية الألمانية، والتي كان لها وقع قوي ساهم في تزكية العلاقات المغربية الأوربية، كما سيساهم لا محالة في الدفع بالعلاقات الثنائية مع مجموعة من الدول الاخرى حسب المتحدث.

واعتبر أقلالوش، أن من شأن هذه الزيارة أن تضع النقط على الحروف وتحدد الأولويات الاستراتيجية والمواضيع التي تحظى بالأولوية لذى الجانبين، الذين باتا على قناعة تامة أن المحيط الاقليمي والعالمي يعرف تعقيدات وتحديات متنامية وكذا فرصا جديدة من شأنها تحديد مستقبل المنطقة.

وختم أستاذ القانون العام بالتذكير بالأسس التي باتت ترتكز عليها العلاقات الخارجية للمملكة والتي حددها الخطاب الملكي السابق في ضرورة احترام السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة، وأن أي تطلع لتطوير الشراكات بين المغرب والدول والتكتلات الاقليمية رهين بتوضيح المواقف من قضايانا الوطنية وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية للمملكة.

مقالات ذات صلة

‫21 تعليقات

  1. ما على المغرب فعله اليوم تجاه الاتحاد الاوروبي هو الضغط على هذا التكتل بغية معرفة مصداقيته وحسن نيته نحو قضيتنا الوطنية الاولى الا وهي الصحراء المغربية اي على اوروبا ان ارادت الحفاظ على هذه الشراكة لتبقى قوية وناجحة عليها الاعتراف بسيادة المغرب على اقاليمه الجنوبية دون لف او دوران

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى