صرامة تطبيق السير والجولان بسطات تُعري واقع احتلال الملك العمومي

أدى تنزيل مضامين الإجراءات الصارمة التي اتخذها والي الأمن المعين حديثا عزيز بومهدي، عبر حثه لمسؤولي إدارته على تطبيقها بالحرف في وجه الجميع دون محاباة ولا اتصالات هاتفية، (أدى) إلى وضع حد لفوضى السير والجولان التي كانت تعد من النقاط السوداء بمدينة سطات، وبدت شوارع المدينة في حلة جديدة وظهرت ملامحها بعد أن كانت مستباحة من قبل أصحاب التوقف العشوائي للسيارات فوق “الطوار” وحتى عشاق السير في الاتجاه الممنوع، كما أن هذه الاستراتيجية المحكمة عرّت واقع احتلال الملك العمومي الذي صار منتصبا وكأنه وقع في حالة شرود بلغة كرة القدم.

الاستراتيجية المحكمة التي استهلتها العناصر الأمنية بانزال محكم بمختلف الشوارع والأزقة والأحياء لتعقب المخالفين لقانون السير والجولان ممن اعتادوا ” على حريگ الضوء بالعلالي والوقوف في الأماكن غير المسموح بها” ناهيك عن فوضى الدراجات النارية لأصحابها المراهقين خاصة القادمين من القرى والمناطق المجاورة الذين عاثوا فسادا في الأرض بأصوات محركاتها المزعجة، (اجراءات) ساهمت في استرجاع ما تم استباحته لحق المواطنين الراجلين خلال تنقلاتهم، كما انها عرّت في المقابل ظاهرة باتت من المسكوت عنها تلك المتعلقة بظاهرة احتلال الملك العمومي لأصحاب المحلات التجارية والمقاهي والباعة الجائلين.

اخلاء الشارع العام وضبطه من مخالفي السير والجولان بمنطق “لي فرط كيكرط”، جعل من المدينة نقطة تحول، يضرب لها ألف حساب في مجال الانضباط لقانون السير والجولان، فلا مبرر للقيادة بدون استعمال حزام السلامة، ولا تسامح مع السياقة مع الهاتف النقال، أمام التوقف العشوائي فمصيره المستودع البلدي.

فمع تثبيت قانون السير وزجر المخالفين واخلاء الشارع العام من التوقفات العشوائية، لاحت في الأفق ظاهرة الاحتلال العمومي التي كانت مختبئة وراء فوضى السير والجولان والاكتظاظ بالشارع العام، وهو ما يتطلب من السلطات الإقليمية التحرك وإعطاء تعليماتها للسلطات المحلية للنزول الميداني وإعادة الملك العمومي لأصحابه، إذ أن المواطن السطاتي وزوار المدينة باتوا مضطرين للمشي وسط الشارع، بعد الهجمة الشرسة التي طالت المكان المخصص للسير فوق الرصيف.

ظاهرة الباعة المتجولين التي استفحلت بقوة على الرغم من بعض الحملات المحتشمة، تبقى عنصر تهديد لسلامة المواطنين و تهديدا لاستمرارية الوضعية البيئية بالمدينة، لاسيما وأن كثيرين من الباعة الجائلين الذين يسترزقون من الشوارع لا يقومون أبدا بتنظيف مخلفاتهم من القمامة.

فبالقيام بجولة قصيرة في هاته المواقع و خاصة في الفترة المسائية كفيل للوقوف على الوضعية الكارثية جراء تراكم الأزبال وغياب النظافة، مما يعطي صورة سيئة للمدينة إضافة إلى الفوضى المنتشرة في كل مكان. ويخلف تراكم الأزبال على مستوى النقط السوداء المذكورة أعلاه خاصة أثناء الليل إنبعاث روائح كريهة تزكم الأنوف ناهيك عن إنتشار الحشرات التي باتت تزعج راحة المواطنين، هذه الأخيرة التي ضاقت ذرعا من الأمر وأضحت تتساءل بحرقة عن تقصير وتقاعس كل من المجلس البلدي والسلطات المحلية في التدخل بشكل جدي ومسؤول لوضع حد للصورة القذرة التي يسجلها الوالج إلى وسط المدينة في ظل إستنكار الساكنة، وإذا كانت حالة وسط المدينة سيئة لهده الدرجة، فما بالك بالأزقة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى