تأخر التساقطات.. نزار بركة يدق ناقوس الخطر

دقّ وزير التجهيز والماء “نزار بركة” ناقوس الخطر محذرا من موجة عطش قد تضرب المغرب في السنوات المقبلة على اعتبار ان المملكة عرفت نقصا حادا في التساقطات المطرية.

نزار بركة الذي أطلق صرخته هاته على هامش أشغال الجلسة العمومية التي خصصت أمس الاثنين للأسئلة الشفهية الأسبوعية بمجلس النواب، استعرض كرونولوجيا التساقطات المطرية بدءا من السنوات الماضية وإلى غاية شتنبر لهذه السنة، في علاقتها بحقينة السدود الرئيسية، ومقارنة مع حصيص كل فرد ومتطلباته من هذه المادة الحيوية، شدد من خلالها على أن المغرب يمر من منطق تدبير ندرة المياه إلى تدبير قلة المياه بكيفية هيكلية، داعيا إلى تبني رؤية موحدة بتدابير استعجالية تروم تحقيق الاكتفاء الذاتي من الماء عبر تقنين وترشيد استعماله خاصة في مجال الاقتصاد والفلاحة وغيرها.

وأعلن نزار بركة في السياق ذاته، أن الحكومة أخذت بعين الاعتبار خطورة الوضع، بيد أنها وضعت استراتيجيات للخروج من الأزمة لا قدر الله، من قبيل اطلاق مشروع تحلية مياه البحر بالاستفادة من التجارب التي انطلقت بجنوب المملكة، وتسريع وتيرة تشييد السدود للاستفادة من مياه الأمطار بدل هدرها.

وفي انتظار أن تجود السماء بعطائها بإذن ربها، لاحديث اليوم بين صفوف الفلاحين وخاصة بمنطقة الشاوية، إلا عن التأخرات المطرية مع دخول شهر نونبر، بعد أن رفعوا أكفهم للمولى عز و جل توسلا وطمعا في رحمته، لاسيما وأن الفرشة المائية التي كانت تعتبر ثروة حقيقية تقيهم شبح العطش، باتت مهددة أكثر من أي وقت مضى، بسبب سياسة الحفر العشوائية للتنقيب عن المياه التي طالت معظم تراب اقليم بسطات.

مصادر “هبة بريس” أكدت أن حالة من التخوف أضحت السمة البارزة المهيمنة على ملامح العديد من الفلاحين البسطاء بإقليم سطات، مفادها أن آبارها باتت قاب قوسين أو أدنى من تحولها إلى حفر جافة بلا ماء بسبب انتشار عمليات الحفر العشوائية بواسطة آليات متطورة عكس الطرق البدائية التي اعتاد القرويون على استعمالها، الأمر الذي أثر سلبا وبشكل مباشر على الفرشة المائية لاسيما وأن عملية الحفر هاته تفوق بعض الأحيان 200متر، مما جعل العديد من الآبار ذات العمق المتوسط توضع خارج الخدمة بعدما جفت مياهها.

مناطق قروية بإقليم سطات كانت حتى الأمس القريب تعد من المناطق الغنية فلاحيا بسبب وفرة مياه السقي الجوفية، وكانت حقول الفلاحين مزدهرة بمزروعات الجزر والنعناع والأشجار المثمرة خاصة بمنطقة بني ياكرين، قبل أن تتحول إلى شبه مناطق قاحلة وآثار شاهدة على آبار جافة، لتتحول معها وضعيات شبابها ورجالاتها وطاقاتها إلى أشباه رجال عاطلين عن العمل، فتوقفت عجلة الاقتصاد لديهم، ومنهم من بات يفكر في الهجرة والتخلي عن مهنة الأب والأجداد، ومنهم من تاه في الأرض يبحث عن مواطن أخرى أكثر وفرة للمياه يجدد فيها نشاطه الفلاحي بأيادي عاملة ذات تكلفة مضاعفة واكراهات جمة تعترض سبيل النجاح والخروج بنتيجة التعادل.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. يجب ان نعلم بان المغرب من بين الدول المهددة بالجفاف وشح الامطار لذلك علينا ان ناخد حذرنا من الان في التفكير في كيفية ايجاد الحلول الناجعة بالعمل على تحلية مياه البحر وسياسة السدود ان جاد الرحمان بقطرات الامطار كي نواجه افة الجفاف والتصحر الذي اصبحت تعاني منه العديد من دول افريقيا فالله تعالى نسال ان يجود علينا برحمته ويعيد الامل في نفوس الفلاحين والمواطنين انه قريب مجيب الدعوات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى