إلى النكرة ” الدّراجي” مع حذف الألف واللام
في خرجة أقل ما يقال عنها، بأنها رقصة من ديك مذبوح…خرج ” دراجي” – بصيغة النكرة، حتى الألف واللام رفضا ملازمة اسمه العار- (خرج) من جحره مخاطبا معلقا ومحللا، وهو الذي آوته إحدى كبريات القنوات الرياضية، ونفضت عن كتفيه غبار الفقر والذل والعار وتكميم الأفواه ببلاد الغاز والبترول، ومنحته راتبا محترما يقيه شر البطالة والعطالة رغم أن تكوينه لم يرق للمستوى المطلوب، وهو بصراحة يبقى اعلامي تحت الطلب.
الخرجة ال “مُضْحكة”، لهذا الكائن الإعلامي، ما هي إلا رقصة لديك مذبوح منبوذ، وضع نفسه موضع الشفقة على حاله، لأن الكلام الصادر عنه ليس نابعا من جعبته، بقدر ما هي تعليمات صادرة من بني جلدته من العسكريين الذين هيمنوا على كافة القطاعات بلباس مدني، واستعمروا البلاد الغنية بالغاز والبترول، وأهانوا شعبها الشجاع المضياف صاحب السجل النضالي في وجه المستعمر…
هذا القزم المدعو ” دراجي” الذي اختار النضال الفايسبوكي وهامش الحرية الذي منحته إياه الصحوة المعلوماتية….اتخذ لنفسه مكانا في الصفوف الخلفية وراء ” العسكر” بدل اصطفافه مع الشعب وحراكه البطولي ومواقفه البطولية… تبقى رقصته هاته تلزمه نفسه دون غيره من باقي مكونات شعب الجزائر رمز العزة، وهي رقصة مفضوحة تأتي متأخرة ردا على الفشل الذريع لدبلوماسية العسكر وعقليته المتحجرة التي لا زالت تحن إلى زمن الصراعات وخلق النعرات وإثارة الفتن ما ظهر منها وما بطن….
ألم يعلم هذا القزم، أن العالم المتحضر باتت تحكمه قواعد قانونية جديدة بعلاقات دولية حديثة هدفها الانفتاح والتواصل وتبادل الخبرات والتجارب وحسن الجوار خدمة للشعوب…
ألم يعلم هذا القزم المدعو ” دراجي” أن المغرب بسياسته الحكيمة بقيادة الملكية، قطع أشواطا كبيرة على مختلف الأصعدة، وأربك حسابات حكم العسكر المهيمن على رقاب العباد على الرغم من ثروات البلاد، وأحرجه أمام العالم وحتى في سياقه الإقليمي، وهو ما أكده ” تبون” في تصريحاته الأخيرة بعظم لسانه حين قال” بأن الجزائر فقدت مكانتها وتقهقرت نحو الوراء”.
طبيعي أن يخرج هذا القزم ومعه يخرج وخرج الكثيرون ممن يفكرون مثله عن صمتهم، وهم يرون ويسمعون أن المغرب بات يضرب له ألف حساب اقليميا ودوليا، بفضل السياسة الحكيمة التي انتهجها وينتهجها الملك محمد السادس حفظه الله، صاحب الأيادي الممدودة، وهو الذي أكد في أكثر من مرة على ضرورة فتح الحدود وتقوية جسور الأخوة والمحبة بين الشعبين الشقيقين.
ليعلم هذا القزم ” دراجي”، أن الحكمة والرجولة والمواقف، تقتضي أن يقول المرء الحق ولو في نفسه، يعني كان لزاما على هذا النكرة أن ينتفض في وجه من استعبدوه واستعبدوا الشعب ونهبوا خيراته والعزف على وثر أن البلاد مستهدفة ويجب أن تعطى الأولوية للسباق نحو التسلح….
ليعلم هذا النكرة، أن المغرب، ماض في سياسته الحكيمة ضاربا بعرض الحائط مثل هاته الخزعبلات والتصريحات الطائشة المدفوعة الأجر مسبقا….ماض في سياسته الانسانية في مد يده لكافة أشقائه، ماض في سياسة ادفع بالتي هي أحسن…
وبالمقابل، فالمغرب دولة لها مكانتها وعزتها واستقلال قراراتها، وهي ولله الحمد مقومات جعلت منه دولة قوية سواء على المستوى السياسي أوالدبلوماسي، والاقتصادي والاجتماعي، كان آخرها القرار الحكيم الذي اتخذه المغرب منذ الوهلة الأولى في مواجهة كورونا….ولك أن تقف أيها القزم وترى كيف للعالم بأسره، نوه وأعطى النموذج بالتجربة المغربية في تصديها لهذه الجائحة بحزم، وكيف وفرت اللقاحات لشعبها، وكيفية حافظت على أرواحهم وممتلكاتهم….كل ذلك أربك حسابات الأعداء وخصوم وحدتنا الترابية وباتوا ينفثون سمومهم وينهشون في لحوم بعضهم البعض.
فما عسى للمرء وهو يتابع تدوينات النكرة ” دراجي”، إلا أن يتحسر عليه ويطلب الله عز وجل أن يفك قيده، وأن يطلق لسانه في قول الحق، بدل أن يبقى أسيرا كبوق من أبواق العسكر، فهو في المحصلة لا يملك قرارا ولا صاحب ولا قضية..
لننهي الكلام معك أيها النكرة، بأن الصهيوني الحقيقي هو من سرق خيرات بلاد المليون شهيد….هم من رفضوا سياسة الأيادي الممدودة مجانا لإطفاء الحرائق، وهرولوا نحو الدول الأوروبية توسلا ، وهي التي أدارت ظهرها ولم تتفاعل مع توسلات رئيسكم كما قالها بلسانه.
فلتعلم أيها النكرة، أن الصهيوني الحقيقي من زرع بذور الشقاق والفتنة بين الشعبين الشقيقين الذين تربطهم رابطة الأخوة في الدم…
أما عن القضية الفلسطينية التي تتشدق بها في كل مرة وكأنك بطل مغوار، فهي أكبر منك وهي في غنى عنك وعن تأويلاتك ونضالاتك الكارتونية….وهي قضية كل عربي حر يدافع عنها من خلال القنوات الديبلوماسية المعترف بها تماشيا والقانون الدولي، وليس من خلال خرجات لأشخاص هم بدورهم يحتاجون إلى من يحرر رقابهم ويدافع عنهم.
أيها الدراجي، الصحفي المُعسكر، كيف لك أن تأكل النعمة وتسب الملة…وأنت الذي زرت المغرب مرات عدة، ومنحتك نفسك صفة قبطان على متن يخت بمارينا آكادير وسط شعب مضياف كما وصفته أنت بنفسك هاربا من بلد الغاز والبترول؟
فإلى أن نضيف الألف واللام للتعريف به، وقبل أن يصبح لكلامه معنى….سيبقى نكرة في رأيي ورأي كل صوت حر، وكل مواطن شريف هدفه رأب الصدع، وتمثين روابط الأخوة بين الشعبين الشقيقين وليس العمل على التفرقة بينهما مقابل الفتات