سطات…”تصدير” سيدتين حاملين وعدم التكفل بهما يخلق الحدث

عاينت ” هبة بريس” صباح اليوم السبت من قلب قسم الولادة بمستشفى الحسن الثاني بسطات، إمرأتين وهما على وشك المخاض تعودان أدراجهما على متن سيارة اسعاف تابعة لمدينة برشيد، بعد أن طلب منهما العودة بدعوى عدم وجود الطبيبة المختصة في الولادة وكذا طب التخدير.

وقد شوهدت مغادرة السيدتين وهما تجران آلامهما، إحداهما جاءها المخاض داخل سيارة الاسعاف، فيما الأخرى تراقب الوضع وتناشد إنقاذها وسط موجة سخط وتذمر بادية على ملامح أقاربهما وعائلاتهما.

وقد اتصلت هبة بريس بأحد الكوادر الطبية بمدينة برشيد، لمعرفة ظروف وملابسات مابات يعرف ب” ظاهرة تصدير النساء الحوامل من مدينة برشيد”، حيث أكد الأخير أن المستشفى يعرف اكتظاظا كبيرا ناهيك عن إصابة إحدى الطبيبات المختصات في الولادة بمدينة برشيد بفيروس كورونا.

مشاهد السيدتين وهما تجران وراءهما أذيال الخيبة والألم، بعد أن ظلتا تتوسلان على الباب الرئيسي لقسم الولادة بسطات، قبل أن تنطلق بهما سيارة الاسعاف نحو طريق العودة دون التكفل بهما والعمل على انقاذ حياتهما.

واقعة اليوم تلقي بظلالها من جديد على واقع صحة الأم والطفل، وهي رسالة إلى كافة المسؤولين إقليميا وجهويا ووطنيا، قصد التدخل لوقف نزيف ما أصبح يعرف ب”تصدير النساء الحوامل” من مستشفى الرازي بمدينة برشيد إلى قسم الولادة بسطات، ليتم تغيير الوجهة من جديد صوب مستشفيات الدار البيضاء، إما للغيابات المتكررة للأطباء الأخصائيين في عمليات التوليد، أو لاستعصاء أمر العمليات القيصرية، الأمر الذي بات يهدد حياة كل سيدة حامل تقصد المستشفيات العمومية، حتى صار البعض من هن يذرفن الدموع حزنا وحسرة على زمن ” القابلة” والطرق البدائية.

وتساءل العديد من المتتبعين للشأن الصحي عن سبب هذا الإهمال الذي باتت تعرفه أقسام الولادة بكل من مدينتي سطات وبرشيد….هل هي محاولة من الأطر الطبية للتخلص من النساء الحوامل وتصديرهن صوب أقسام الولادة بمستشفيات البيضاء؟ أم الأمر مرتبط بالنقص الحاد في الموارد البشرية كما يدعي البعض، وإصابة البعض الآخر بفيروس كورنا؟

أسئلة وأخرى باتت تتردد على لسان حال زوار مستشفى الحسن الثاني بسطات وأطره الطبية، التي وجدت نفسها في حيرة من أمرها أمام الضغط الكبير الذي أصبحت تعرفه أروقة هذا القسم حتى في زمن كورونا.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. برشيد أصبح إقليم مستقل بذاته و مستشفى الحسن الثاني لم يعد سوى مستشفى اقليمي، التصدير بدأ في برشيد، لأنه يجب الذهاب بهما الى الدارالبيضاء و ليس سطات عالجوا الامر في برشيد قبل الكلام عن سطات، لكن كل هذا لا يعفي مستشفى الحسن الثاني من عدم التكفل بالحالتين و لو انسانيا.

  2. أنا ساكنة فسطات ودايما كنسمع بلي سبيطار سطات كيشدو رشوة عاد كتولد أمرا وتهلا فيها أما لي مسكين مافهمش ومعطاهومش كترجعها منين جات الله ياخد فيهم الحق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى