محلل سياسي : ” البيجيدي” يسمح لرموزه بركوب أمواج خطاب التطرف والكراهية
قال عمر الشرقاوي في تدوينة فيسبوكية ان ” عبد العزيز افتاتي يهدد بالثورة ويقول ان فوز التجمع الوطني للأحرار يعني قيام الثورة في المغرب، مهددا الذين يسعون إلى “إنجاح” الحمامة أنهم يبحثون عن الثورة التي لا يمكن توقع نتائجها، بسيمة الحقاوي الوزيرة السابقة، وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، ترفع السقف عاليا وتعلن أن النظام المغربي لم يكن له من خيار سوى القبول كرها أو طوعا بحزب العدالة والتنمية، وعبد العزيز رباح الوزير الحالي يحسم القول بأنه لا خيار سوى تصدر الحزب الحاكم للانتخابات المقبلة، هذه فقط عينة بسيطة من توجهات الخطاب السياسي لحزب العدالة والتنمية وتجسيدا بسيطا للعبة تبادل الأدوار لتحقيق نفس الهدف السياسي المنشود”
واضاف الاخير ” لقد اعتاد الرأي العام مع بدء العد التنازلي لكل استحقاق انتخابي أن يطلق “حمائم” و”صقور” وحتى “جاوز” المصباح العنان لخطاب سياسيوي غير مسؤول يتجاوز الحدود والضوابط، بغية تحقيق مكاسب انتخابية، دون الأخذ بعين الاعتبار تداعيات ذلك الخطاب على اللعبة السياسية ومصالح الوطن”
واسترسل الأخير ” صحيح أن الخطاب السياسي في زمن الانتخابات قد يتميز بارتفاع حدته بعض الشيء، وقد تلجأ بعض الأحزاب إلى استخدام نبرة عالية ومشنجة غايتها دغدغة بعض العواطف لاستقطاب بعض الأصوات، لكن لم يكن الأمر يصل إلى التلويح بقيام الثورات بسبب عدم الرضا عما ستسفر عنه نتائج الاقتراع، ما يعكس حجم القلق الذي يعتري الحزب من كشف وهم الشعبية الجارفة”
واشار عمر الشرقاوي ان ” الحزب السياسي الذي يسمح لمرشحيه ورموزه بركوب أمواج خطاب التطرف والكراهية دون أن ينبههم إلى مخاطر ذلك، لا يدرك أن ذلك الخطاب السياسي الحاد وتلك الشعارات المتشنجة قد تحقق هدفا مصلحيا للحزب أو للمرشح، بلفت الأنظار إليه وخلق نوع من “البوز” الإعلامي لكن في المحصلة فإن مثل هاته الخطابات لا تخدم مصلحة البلاد بل تصور المغرب وكأنه على حافة الهاوية وأمام ويلات قائمة، وان بقاء حزب العدالة والتنمية في السلطة ضدا على السيادة الشعبية لولاية ثالثة ورابعة وخامسة..هو الحل الوحيد لإخراج البلاد من سجن “الاستبداد” إلى رحاب “الديمقراطية”، وللأسف أصبح الحزب الحاكم يعتقد أن بقاءه في الحكم مرتبط بالابتزاز والخروج عن المألوف والتهديد والوعيد وكأنه هو الوصي على إرادة الشعب والحامي للدستور، والمؤهل الوحيد لتوزيع صكوك الفوز والهزيمة في الانتخابات”
وختم تدوينته بالقول ” الغريب في الأمر، أن حزب العدالة والتنمية لم يأخذ الدرس السياسي مما يقع هاته الأيام في تونس التي لفظت التيار الإخواني ومستعدة لمحاكمته سياسيا وجنائيا، بعد عشر سنوات من الوعود الكاذبة والسياسات الفاشلة، ومن غير المستبعد أن تمتد عدوى الجزر كما امتدت في السابق عدوى المد إلى كل الدول العربية، أنذاك لن يجد الحزب الحاكم من خطابه العنيف والمتشنج سوى السراب ”