فاس.. الإهمال والتهميش يطال المعلمة التاريخية جنان السبيل

عندما يثار اسم مدينة فاس؛ فإن أول شيء يتبادر إلى الذهن، الطالعة الكبيرة والطالعة الصغيرة وضريح مولاي إدريس وجامع القرويين والشراردة وحفرة مولاي إدريس وحلويات مولاي إدريس وحلايقية بوجلود ومتحف الأسلحة بالبرج الشمالي وغيرها من الاسماء الأخرى.. التي لا تقل أهمية في الذاكرة الفاسية ألا وهي معلمة حديقة جنان السبيل التي تشكل موضوع هذا المقال.

لاشك أن كل من يعرف مدينة فاس فانه يعرف حديقة جنان السبيل، لأن اسمها أصبح جزء لا يتجزأ من تراث وذاكرة مدينة فاس و عشاق مدينة فاس وزوارها من داخل و خارج الوطن.

الجدير بالذكر، أن هذه الحديقة تأسست في القرن الثامن عشر و فتحت أبوابها لأول مرة سنة 1917 وفق ما تؤكده الوثائق التاريخية قبل أن يتفاجأ سكان مدينة فاس وزوارها بتغيير تسميتها الى ” حديقة المسيرة الخضراء ” الشيء الذي أثار جملة من التساؤلات و الاستنكارات عن خلفيات محو عبارة ” جنان السبيل ” و تعويضها بـ ” تسمية ” المسيرة الخضراء” علما أن هذه الأخيرة تعطي الانطباع لمن لا يعرف تاريخ الحديقة بأنها تأسست في سنة 1975؛ في حين أن تاريخها يعود الى القرن الثامن عشر؛ كما تمت الإشارة لذلك أعلاه .

المثير في هذا الصدد وفق عدد من الملاحظين و المتتبعين لتاريخ مدينة فاس و حماة البيئة يوثقون أن الحديقة بتسميتها الجديدة بدأت تتعرض للاهمال و النسيان و اندثار معالمها ، اذ أن المنتدى المغربي للمبادرة البيئية يدق ناقوس الخطر من خلال مراسلة إخبارية تتوفر “هبة بريس “على نسخة منها، وجهها رئيسه الأستاذ “عبد الحي الرايس” الى السلطات المختصة يقول فيها ، أن بحيرة جنان السبيل تعرضت الى تلوث مركز و متفاقم أدى الى نفوق الأسماك التي كانت تزخر بها و تسهم في تخليصها مما كان يطفو على سطحها من طحالب، مضيفا أن ذلك انعكس سلبا على منتزه جنان السبيل الذي اعتبرته المراسلة بالتراث البيئي و مفخرة فاس و محجا لعشاق البيئة من مختلف بقاع العالم .

و دعا رئيس المنتدى في ذات المراسلة السلطات المختصة بكف الأذى عن بحيرة هذه المعلمة البيئية الثمينة، و التدخل العاجل لا نقادها لاسترداد نقاوة البحيرة و استئناف الأسماك لنشاطها .

للإشارة فقط ، أن مراسلة المنتدى تحدثت عن حديقة جنان السبيل و لم تعترف بتسمية ” حديقة المسيرة الخضراء ” .

لابد من اثارة مجموعة من التساؤلات يتداولها الرأي العام الفاسي وهي ما هو موقع مجموعة الجماعات الترابية لجنان السبيل من الكارثة البيئية والإهمالية التي تطال هذه المعلمة، وما سبب وجودها ؟.

الى ذلك علمت هبة بريس من مصادر خاصة، أن ولاية فاس دعت الى اجتماع متعدد الأطراف من ضمنها ممثلي الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بفاس ، ممثلي مجموعة الجماعات الترابية لجنان السبيل و عدد من المنتخبين و الفاعلين الاقتصاديين و البيئيين لتدارس مخرجات انقاد هذه الحديقة الا أن واقع اهمال الحديقة لازال على حاله.
ليبقى السؤال مطروحا؟ من المسؤول الأول عن هذه الكارثة البيئية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى