و تتواصل الدروس من رجال الأمن.. الصورة التي سيفتخر بها المغاربة طويلا
هبة بريس – الدار البيضاء
دروس بالجملة استقيناها خلال فترة الطوارئ الصحية ببلادنا ، هاته الأزمة التي أظهرت لنا المعدن الأصيل لكل المغاربة ملكا حكومة و شعبا ، الأزمة التي جعلت حبنا و افتخارنا بهذا الوطن يزداد و يتقوى ، الأزمة التي جعلتنا نذرف الدموع لتضحيات جبهة الدفاع الأولى التي تجندت خلف عاهل البلاد من قوات مسلحة و أمن وطني و درك ملكي و قوات مساعدة و سلطات محلية وقاية مدنية و أطباء و ممرضين و عمال نظافة و غيرهم كثر.
افتخر و ارفع رأسك فأنت مغربي ، نعم ، كيف لا و نحن نشاهد عشرات الصور و المقاطع التي ستظل موشومة للأبد في ذاكراتنا لنستقي منها الدروس و العبر ، سنتذكر مقطع “الكوميسير با العربي” رجل الأمن الذي ذرف الدموع غيرة و خوفا على هذا الوطن و أبنائه، و اخرون ضحوا بحياتهم ليمنعوا النيران من الوصول لعلم الوطن ، سنتذكر رجل الأمن الذي قام بإطعام قطط و كلاب لم تجد ما تأكل خلال فترة الطوارئ الصحية ، و سنتذكر ذاك الأمني الذي تواصل مع أبناء الشعب بلغة الأب الذي يريد أن يحمي أبناءه من كل الشرور.
هي مقاطع و صور تحمل الكثير من الدلالات ، و اليوم تأتي صورة جديدة لتكرس هاته النظرة الجميلة عن رجل الأمن ، المواطن الإنسان قبل كل شيء ، فما أجمل أن يقدم رجل الأمن التحية لعامل نظافة بسيطة ، عربون محبة و احترام و تقدير عن المجهودات التي يبذلها رفقة الألاف من زملائه للحفاظ على نظافة الوطن و المساهمة في عمليات التعقيم و الوقاية.
هي صورة غير عادية يا سادة ، نعم ، لأنها تعني الكثير لذاك المواطن البسيط الذي سلاحه مكنسة و عربة مجرورة و إيمان بالخالق و رضى بالقضاء ، لحظة عرفان و وفاء و تكريم رمزي لمجهودات جبارة مضنية من رجل مسؤول بدوره يقاتل و يكابد من جهته لدرء الخطر عن الوطن ، و كلاهما يستحقان منا كل التقدير و الاحترام.