”معرفتينيش شكون أنا”.. مواطنة تتحدى السلطات و نشطاء يطالبون باعتقالها كسائر المخالفين للحظر
هبة بريس – ياسين الضميري
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مساء أمس مقطعا مصورا تظهر من خلاله سيدة خرقت قانون الحظر الليلي المطبق موازاة مع حالة الطوارئ التي أعلنتها سلطات البلاد ، و التي أكدت على أن الخروج من البيوت لا يتم إلا في الحالات الاسثتنائية مع ضرورة التوفر على بطاقة التنقل الاسثتنائي تشير بوضوح لسبب الخروج و بطاقة التعريف الوطني.
و عودة لتفاصيل هذا الفيديو الذي أثار غضب عدد كبير من المغاربة بسبب سلوكيات و عجرفة صاحبته، فقد أوقف قائد منطقة كان مرفوقا بعميد أمن و بعض عناصر الشرطة سيدة تقطن بحي الأدارسة بمدينة فاس و كانت على متن سيارتها سوداء اللون و برفقتها شخص أخر لا تربطه بها أي علاقة قرابة في ساعة متأخرة من الليل.
و حسب مضامين الفيديو ، فقد طلب القائد رفقة عميد الأمن من السيدة بكل لباقة و أدب أن تدلي بوثيقة الخروج الاسثتنائي و هو ما تماطلت في تنفيذه بالبداية قبل أن تسحب الورقة و تقدمها بطريقة تحمل الكثير من التعالي و عدم الاحترام لرجال السلطة و الأمن.
الوثيقة و حسب رد فعل القائد في الفيديو تفتقد للشروط القانونية الأساسية ، حيث أنها لا تشتمل على أي معلومة مدونة و لا تشير لحاملها بالإسم و هو ما دفع ممثل السلطة المحلية لطلب ملئها من طرف السيدة التي عقبت بالأمر “واش معرفتينيش أنا شكون؟” قبل أن تخرج له بطاقة مهنية تشير لهويتها و صفتها.
تصرف القائد و عميد الأمن كان في الوهلة الأولى نموذجيا للتطبيق الجيد للسلطة، حيث عقب عليها القائد بعبارة : “أشريفة ، ماباغيش نعرف نتي شكون ، لأنك مواطنة بحالك بحال كل المواطنين و القانون يسري على الجميع” ، لتجيبه هي بعبارة: “أنا عارفة القانون” ، قبل أن يعقب القائد: “حنا عندنا كلشي بحال بحال ، لي كيعرف القانون كنحتارموه و حتى لي مكيعرفش القانون كنحتارموه”.
هنا ستتدخل السيدة من جديد و تعلق بعبارة : “نتا عندك معايا مشكل شخصي ، واقيلا مكتعرفنيش”، قبل أن يتدخل عميد الأمن بطريقة لبقة و يحاول أن يشرح للسيدة و مرافقها بأن خروجهم في هذا الوقت المتأخر من الليل خاصة أن لا علاقة قرابة تجمعهما و في مكان بعيد عن منزل الاثنين معا و بدون عذر اسثتنائي يعتبر مخالفة للقانون و يشكل خطرا على سلامتهما و سلامة الغير.
و استمرت عجرفة و تعالي المواطنة الخارقة للقانون و التي استعملت في حديثها لعناصر السلطة بعض الكلمات الفضة ، خاصة أن سبب خروجها في وقت متأخر على متن سيارتها رفقة شخص “غريب” حسب ما أكدته هو “مالقاش طاكسي و بغيت نوصلو لدارو”، قبل أن يسمح القائد و العميد لهما بمغادرة المكان مع التأكيد لهما على ضرورة التقيد بالقانون مستقبلا.
تصرفات و كلام المواطنة التي تتباهى بصفتها و حسبها و نسبها و تعاليها على السلطة و خرقها لقانون الحظر قبل كل شيء ، أثار غضب عدد كبير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين طالبوا باعتقالها بحكم أن القانون أولا يسري على الجميع ، و كما تم اعتقال العشرات ممن لم يممثلوا لقانون الحظر في مدن أخر كان حريا بسلطات فاس أن تعتقل تلك السيدة و مرافقها.
و أكد ذات النشطاء في تعليقاتهم كذلك أن سلوكيات تلك المواطنة و تباهيها بعبارة “ماعرفتينيش أنا شكون” و عدم امثثتالها بالشكل اللازم لتعليمات السلطات يستحق فتح تحقيق معها بشأن استغلالها لسلطتها و نفوذها في محاولة لترهيب عناصر السلطة في ظرفية تتطلب منا جميعا كمغاربة و دون اسثتناء أن نكون يدا واحدة و نستجيب و نتقيد بما يمليه القانون و ما يأمر به الساهرون على حماية البلاد و العباد ليلا نهارا بكل نكران للذات و بكل حس عال من المسؤولية،”ولي عندو شي عقدة ديال مكانتو الاجتماعية يخليها عندو”.