مساخيط العهد الجديد.. الحلقة السابعة : “ريتشارد عزوز”
لبنى ابروك – هبة بريس
الوطن كلمة محدودة الأحرف، واسعة المفهوم، الوطن، ذاك المكان والمصير والاحساس المشترك، هو البيت الكبير الذي يجمعنا والحضن الدافئ الذي يدفينا، هو المساحة التي نفتخر بالانتماء إليها ونشتاق ونتشوق للعودة إليها اذا ما ابتعدنا عنها.
يقال أن الوطن أم، وكل متمرد عن أمه “عاق” و “مسخوط” كما يقال بالعامية المغربية، أي ناكر لجميل والداه اللذان احتضناه وربياه ورعاه.
سنتحدث في هذه السلسلة، عن أشخاص “أكلوا من الغلة وسبوا الملة”، أشخاص ولدوا ونشأوا وترعرعوا وتعلموا في هذه البلاد السعيدة، وأكلوا من خيرات هذا الوطن وتمتعوا بامتيازاته، قبل أن ينقلبوا عليه ويصبحوا من أعدائه.
أشخاص أصبحوا دون أعذار أو سابق إنذار، يلبسون عباءة “المعارضة” ويتحدثون بلسان “العدو”، أشخاص يهاجمون ويعارضون دون الدفاع عن مبدأ وموقف عام، بل لتحقيق مصلحة شخصية ومنفعة معينة.
قد نتسامح مع شخص ثار عن القوانين وتعدى الحدود الحمراء، للدفاع عن موقف أو حق عام، لكننا لن نغمض أعيننا عن شخص رفع شعارات “نضالية” للدفاع عن مصلحته الشخصية ولاستغلال ذلك في تحقيق أغراض مادية .
“بلادي وان جارت علي عزيزة وأهلي وان ضلوا علي كرام” قولة يجهلها أو يتجاهلها عدد من هؤلاء الذين اختفلت أسباب وأهداف معاداتهم لوطنهم، لكنهم اجتمعوا في اختيارهم الهرب الى بلدان أجنبية للاستقرار بها والخروج إعلاميا في قنواتها لقصف وجلد وطنهم الأم دون أن يندى لهم جبين أو يحسون بتأنيب ضمير.
مساخيط العهد الجديد.. الحلقة السابعة : “ريتشارد عزوز”
لا يمكنك تصفح موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” وموقع “يوتيب” دون ان تصادف مقطع فيديو للمدعو ريتشارد عزوز يسب ويشتم ويلعن السلطات المغربية وينتقد النظام الملكي ويبدي رأيه “الغريب” في عدد من القضايا التي تثير ضجة في الساحة الوطنية.
ريتشارد عزوز، او رحال الهواري، من مواليد سنة 1950، بجبال الاطلس الكبير، عمل لفترة محدودة كمفتش في مصلحة الضرائب بمدينة الدار البيضاء، قبل أن يتورط في فضيحة رشوة وابتزاز، عن طريق محاولته رفقة اخرين النصب على سيدة من أزيلال والاستيلاء على أرضها.
تورط عزوز في فضائح مالية تسبب في متابعته قانونيا والحكم عليه بالسجن، ما دفعه للفرار الى الديار الامريكية سنة 1972، ومن ثم الارتماء في أحضان ما يسمى ب “حركة الجمهوريين المغاربة” .
انخراط ريتشارد عزوز في “حركة الجمهوريين المغاربة” المعروفة بضمها لعدد من الخونة وأعداء الوحدة الترابية، دفعه الى الخروج علنا وإعلان تمرده ونشر عقده “النفسية” بالصوت والصورة على مواقع التواصل الاجتماعي.
خروج ريتشارد عزوز للعلن تزامن وخروج ما يسمى بحركة “20فبراير” سنة 2011 للشارع، ومهاجمته للنظام الملكي وانتقاده لسياسة الدولة، فتارة يدعي انتمائه ل”حركة الجمهوريين المغاربة” وتارة يدعي تبعيته ل”الحركة الأمازيغية” التي تبرأت منه مرة وعشر.
“ريتشارد عزوز” أو “المناضل الأحمق” كما يلقبه عدد من المغاربة، لم يخن فقط وطنه بل خان أهله ووالدته، هذه الأخيرة التي تبرأت منه وأكدت على أن خرجات ابنها تمثله لوحده ولا تمثل العائلة أو تشرفها.
وأضافت والدة “رحال الهواري” في تصريح أدلت به قبل سنتين، أن ما ينشره ابنها يمس بالمغرب وبمصالح البلاد، مشددة على تشبتها وأسرتها بالمؤسسة الملكية وبعاهل البلاد الملك محمد السادس.
حماقات عزوز التي يعبر عنها بلغة “سوقية” و”زنقاوية” تؤكد بالملموس معاناته النفسية الكبيرة، ونزعته الانتقامية المرضية التي تظهر جليا، عبر فيديوهاته الكثيرة، التي أصبح يتخذها ملجأ وهواية لملء العزلة والفراغ الكبيرين الذين يعيشهما في بلاد العم سام.
تفاهات عزوز التي يصف نفسه ب”الثوري” و”المناضل” أصبح يتخذها النشطاء مادة فكاهية كوميدية، بدل اعتبارها رسائل وتحليلات سياسية واجتماعية ورياضية وثقافية عميقة، ليتحول المناضل بقدرة قادر الى بهلوان ومهرج.
فهل يلجأ عزوز لطبيب نفسي للعلاج من عقده والكف عن نشر حماقاته?