بورتريه وتعليق: هدى ريحاني الممثلة التي ابكت الجمهور في فيلم البرتقالة المرة

اعداد: ربيع بلهواري

في إطار تواصلها الدّائم مع زوّار الجريدة ورغبة منها في تنويع وتكثيف مواضيعها الثقافية والفنّية، ستعمل جريدة هبة بريس على تقديم سلسلة بورتريه وتعليق وهي سلسلة أسبوعية تتضمّن بروفيلات لفعّاليات فنّية و ثقافية معروفة تشمل نبذة مقتضبة عن مسيرتهم الإبداعية والشّخصية على أمل أن تشكّل تعليقات القرّاء ورأيهم في الشّخصية الأسبوعية محور البورتريه الجزء المكمّل للمادّة الصّحفية المرجوّة، كما نهيب بزوّارنا الكرام في هذا الإطار أن تكون تعليقاتهم في مستوى أدبي مقبول ترّكّز بالأساس على مسيرة وأعمال الشّخصية المقدّمة دون الإنزياح في ركن لا أخلاقي محضور يمسّ بسمعة هذه الشخصية.

هدى ريحاني الممثلة التي ابكت الجمهور في فيلم البرتقالة المرة

رغم مسارها القصير نسبيا، ومشاركاتها الفنية المعدودة، استطاعت الفنانة هدى ريحاني، خلال سنوات اشتغالها في المسرح والتلفزيون والسينما، أن تضع اسمها على اللائحة الفنية الحقيقية، وأن تحتل الصدارة في المشهد الإبداعي المغربي، إلى جانب ممثلات مغربيات أصيلات، يشهد لهن بالحضور والنجومية، كثريا العلوي و ماجدولين الادريسي وراوية وفاطمة عاطف والسعدية .موقع احتلته عن جدارة واستحقاق، بفضل موهبتها العميقة المصقولة.

بأدوار إبداعية، عديدة متعددة ومختلفة وخالدة، خلود الأعمال الفنية الصادقة، حجزت هدى لنفسها مقعدا فنيا مشرفا، ودخلت دون استئذان قلوب الجمهور الذي أحب إطلالتها وحضورها الطاغي على الشاشات الفضية، جمهور مغربي صعب الترويض والتماهي، أو منح بطاقة مفتوحة لمن لم يثبت موهبته وتوحده مع الأدوار التي يؤديها…

وعنها يقول المخرج المتميز والناقد عبد الاله الجوهري : لهدى الريحاني، كاريزمية خاصة وبهاء استثنائي في الأداء، وذكاء قل نظيره في حسن اختيار المخرجين والأدوار، ممثلة تمثل لكنها في العمق لا تمثل، تلبس كل الأقنعة والسحنات و الهيئات، بشكل رباني خلاق: أدوار وأدوار تقمصتها بشكل حربائي متفرد، وأعطتها من موهبتها الخلاقة معاني جديدة، ومنحتها أبعادا فنية غير متوقعة. جميلة حد الفتنة في أدوار، وذميمة في أدوار أخرى، مثقفة وجاهلة وحمقاء وبدوية وظالمة ومظلومة..، هي الواحد المتعدد في الوقوف أمام الكاميرات، والنجمة العالمة المتواضعة في العلاقات، والمناضلة الحقة في المواقف وكل اللحظات..

عشاق الفن وكل متتبعي الكتاب الفني المغربي، يتذكرون إطلالتها الأولى على الجمهور المغربي، في المسلسلات التلفزية: “دواير الزمان” و”المصابون” و”ماريا نصار”..، مثلما يتذكرون بزوغ شمسها السينمائية المتفردة في الفيلم التجريبي المختلف “خيط الروح” لحكيم بلعباس، ومن بعده في عشرات الأعمال التلفزية والسينمائية، نذكر منها: “رحمة” لعمر الشرايبي و”فيها الملح والسكر” لحكيم نوري و”تسقط الخيل تباعا” و”زمن الرفاق” لمحمد الشريف الطريبق و”البرتقالة المرة” لبشرى إيجورك و”الأيادي الخشنة” لمحمد عسلي و”مول البشكليط” لليلى التريكي و”انكسار” لعبد الكريم الدرقاوي و”نهار تزاد طفا الضو” لمحمد الكغاط و”عايدة” لإدريس المريني..

لهدى الريحاني، قوة فنية داخلية لا يتوفر عليها إلا القلة القلية من الممثلين المغاربة، وإمكانيات إبداعية خلاقة يعدمها الكثير من مدعي الخلق وحسن التدبير، وحضور طاغ على الشاشات والمنابر الإعلامية والأنشطة المجتمعية، والتزام نادر بالوقت والوعود، التزام أهلها لامتلاك قيمة المصداقية واستيطان تخوم العشق والحب والريادة الأخلاقية، ريادة متمثلة في الانضباط للقوانين المرعية والوفاء للمسؤوليات الإبداعية والقرب من النفوس الإنسانية السوية..

في افتتاح الدورة11 لمهرجان مراكش الدولي للسينما، كانت إطلالتها الفاتنة، إطلالة رفقة النجم شاه روخان، من فوق منصة قصر المؤتمرات، رقصت رقصة هندية لافتة، وقفت إلى جانبه بندية واحترافية عالية، استحقت إعجاب وتصفيق الجمهور وبقية الزمرة الحاضرة الفنية، كان الحفل يبغي تكريم النجم الهندي، فصارت هي النجمة المغربية المكرمة، هي الحضور والبهاء وعنوان الاشتغال والحرفية..

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. فنانة متمكنة من أدوات التمثيل جميلة ودكية وقادرة على تقمص جميع الشخصيات مزيدا من التوفيق والتألق

  2. في الحقيقة هي فنانة محبوبة وتدخل الخواطر وتكسب المتفرج بتشخيصها للادوار بكل احترافية يجب ان تفكر جيدا قبل ان تدخل مغامرة اتمام الجزء الثاني من فلم البرتقالة المرةالذي كان سببا في شهرتها

  3. أتذكر هذه المرأة التي أنبلجت من وسط عتمة المرأة التي إلى جانب الفن كان لها برنامج قوي قدمت من خلاله خدمات جليلة لهذا الوطن سواء بترميم المدارس أو غيره ثم انطفا هذا الومبض و لا نعرف لذلك سببا ربما لانها قامت بما كان على الحكومة و الأحزاب القيام به

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى