عبد العزيز افتاتي .. الممكن في الزمن المستحيــــــــــــل
عبد الله عياش
عبد العزيز افتاتي .. اشار الى المثلث الذي يقود إعطاب الإصلاح ، مثلث لم يكن سوى ” احزاب ومكونات تحسب نفسها على المعارضة وهي في الحقيقة تعارض الإصلاحات، ولا تعارض بالشكل المتعارف عليه، وتخدم النكوص، وتندرج في أجندة الانقلاب على الربيع الديمقراطي.
اذا سألت افتاتي كيف تنظر للعلاقة بين القصر وحزب العدالة والتنمية بين وجوده في الحكومة اليوم، وما كان عليه أيام المعارضة فبكل تأكيد سيقول انه “هناك تعاون بين مؤسسات الدولة، وهذا يتضح بجلاء وباطراد، في الاتجاه الصحيح، وبالمناسبة ليس لدينا من اختيار آخر أمام بؤس الاختيارات المطروحة، وخصوصية المغرب لا تسمح باستنساخ ما يقع في بؤر أخرى، لذلك أكاد أجزم أن قضية الإصلاح في المغرب هي قضية حتمية، قد تتم إعاقتها لمدة، ولكنها حتمية، الى جانب أن الأطراف المؤثرة مقتنعة بأن مستقبل المغرب في الإصلاح وفي المضي قدما في ذلك”
افتاتي قيادي بحزب العدالة والتنمية ..دافع بشراسة على الحزب وهو القائل ” إن الجهات التي تعول على حدوث انقسام داخل الحزب رهانها خاسر ” مضيفا أن ” التحديات التي يواجهها حزبه تتجلى في التمسك بالمشروعية المقترنة بالإصلاحات، واستكمال توطيد البناء الديمقراطي، “لأن المغاربة صوتوا علي الحزب من أجل الإصلاحات وعلى رأسها الإصلاحات السياسية”.
عبد العزيز افتاتي.. برلماني أصبحت صفة “إثارة الجدل” لصيقة باسمه ..هاجم العشرات من الجهات ..هاجم بنكيران و مجلس المنافسة وأخنوش و اصفا أصحابه بهامان وقارون ..هاجم الفيدرالية الوطنية للجمعيات الأمازيغية وصعد ضد “الصبار” متهما اياه بتحريض المحامين ضد بنكيران
أفتاتي هاجم رئيس جامعة وجدة والوزير الخلفي على خلفیة نقل سھرة جینیفر لوبیز على قناة دوزيم وحزب الاستقلال مشيرا الى ان
” التعادلية أصبحت استغلالية في “جرادة” العمالية ”
حتى الفن قاربه افتاتي بالهجوم ..وهو الذي اعتبر فيلم “موشومة “منكر لا يعتبر فتحا كبيرا” ودعا لانتخابات سابقة لأوانها مهاجما مزوار ويقول إنه ارتمى في أحضان الفساد ..
أفتاتي هاجم “خدام الدولة” منتقدا في نفس الوقت صمت بنكيران بخصوص قضية “أراضيهم ” ، مطالبا ماء العينين بالوضوح تجاه المغاربة ..
عضو الأمانة العامة لحزب “العدالة والتنمية” لم يترك جهة الا وانتقدها وهو الذي انتقد امريكا حيث قال : إن ” هذه الدولة تلجأ إلى سياسة الترغيب والترهيب ومن ثم الابتزاز في التعامل مع ملف ما يسمى “صفقة القرن”.
وأضاف أفتاتي تعليقا على زيارة مستشار الرئيس الأمريكي وصهره جاريد كوشنر إلى المغرب، أن “مواقف المغرب ثابتة ولن تتغير إزاء القضية الفلسطينية”، لافتا إلى أن “بعض الأقطار العربية تتخذ مواقف غير جلية بالنسبة للقضية، إلا أن بعض الدول لها مواقفها المعلنة من الخطة الأمريكية”.
وقال في هذا الصدد، إن “الولايات الأمريكية تتبع سياسة الابتزاز خاصة أن الدولة العربية ليست على مواقف موحدة حتى الآن بشأن القضية”.
قيادةَ حزب العدالة والتنمية لم تسطع تحمّل الخرجات والمواقف المثيرة للقيادي في الحزب ورئيسُ لجنته الأخلاقية والنائبُ البرلماني عبْد العزيز أفتاتي اذ بادرت الأمانة العامّة للحزب في وقت سابق إلى تعليق جميع المسؤوليات الحزبية لأفتاتي، التي يتولّاها في الحزب، وكذا تعليق عضويته في هيئاته التي ينتمي إليها.
والقطرة التي أفاضت الكأس بـ”حزب المصباح” كانتْ الزيارة التي قامَ بها لمقطع من الحدود المغربية الجزائرية، . ما دفعَ بالأمانة العامّة للحزب لعقْد اجتماع “استثنائي” لتدارُس تداعيات الزيارة، وهو الموعد الذي انتهى بتعليق المسؤوليات الحزبية لأفتاتي، وتعليق عضويته في هيئات “تنظيم بنكيران”.
عبد العزيز افتاتي قيادي يظل على مواقفه ..لا تغير اطلاقا ويواجه الاسئلة باجوبة مقنعة واحيانا مزلزلة ..ففي الوقت الذي تباينت فيه ردود القول حول تحالف الاصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة رفض افتاتي هذا التحالف .
و ذكر أفتاتي ـ حينها ـ أن أعضاء في الأمانة العامة للحزب عارضوا التحالف مع الحزب، وأنه من غير الجائز التحالف مع الأصالة والمعاصرة، مضيفاً في تصريح صحفي :” إلا أن رغبة بعض الأحزاب في التحالف لدعم تسيير الأوضاع بالجهة لعامين، دفع البعض بالموافقة”.
و أوضح أفتاتي أن سبب رفضه للتحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة يعود لبعض الأسباب قائلا إن: “الحزب أداة للسلطوية، ويصعب أن يكون له مسار آخر، وأنه تم تأسيسه في ظروف معينة لمحاصرة الأحزاب المستقلة”.
وتابع أنه كان على الحزب الابتعاد عن “البام ” في كل نقاط المغرب، وعدم الاقتراب منه في الشمال أو الجنوب، إلا أن “استجابة الحزب جاء لطلب جماعي من بعض الأحزاب الأخرى في إطار العملية الديمقراطية”.
موقف كهذا في ظرفية دقيقة لا يمكن الا ان يصدر عن رجل اسمه عبد العزيز افتاتي ..سياسي يعمل بمنطق ان المصلح الناجح لا يرضخ لضغط الواقع ولا يتأثر بمطالب المتحمسين ليتزحزح عما يعتقده صوابا. وإذا فاوض أو طالب لم يرض بأنصاف الحلول لأن الحق كتلة واحدة .
اختيارنا لهذا الرجل في سُلم ” طالع ” لهذا الاسبوع كان ايمانا منا بأن الاشخاص تتغير جلودهم بمجرد وصولهم الى مراكز القرار عكس عبد العزيز افتاتي الذي لا يتغير تحت أي ضغط أو تأثير ..
عبد العزيز افتاتي ..بمواقفه يُحصن التجرية الديمقراطية ويُثبت الخيار الديمقراطي ويعطي لكلمة السياسة معناها النبيل ، بل ويجعلنا نمير بين اشخاص يعيشون من السياسة وجهة ثانية تعيش من اجلها كمشروع
في ظل الميوعة المنتشرة بين رجال السياسة يمكن الحسم ان عبد العزيز افتاتي يعيد بين الفينة والاخرى الاعتبار لاسس النضال الصادق والنبيل عن اسس التضحية و الصدق و العطاء النضالي الدائم بعيدا عن الارتزاق السياسي الذي يقتضي من صاحبه أن يكون شخصا انتهازيا و وصوليا، الغاية عنده تبرر الوسيلة، شخص يتقن فن الدهاء والمراوغة، بارع في بيع الأوهام للناس، يعرف من أين تأكل الكتف كما يقال …