بودن ل”هبة بريس” :” الحكومة الجديدة تقارب المعايير الدولية وربع أعضائها هم نساء”
اسماعيل بويعقوبي – هبة بريس
استقبل الملك محمد السادس، عشية اليوم الأربعاء، بالقصر الملكي بمدينة الرباط، التشكيلة الحكومية الجديدة برئاسة سعد الدين العثماني.
ويأتي تعيين الحكومة الجديدة استجابة لدعوة الجالس على العرش في خطاب الذكرى العشرين لعيد العرش بضرورة الاعتماد على نخبة جديدة من الكفاءات في مختلف المناصب والمسؤوليات بغية ضخ دماء جديدة على مستوى المؤسسات والهيئات السياسية والادارية والاقتصادية لمواكبة “جيل جديد” من المشاريع التي ستعرفها “المرحلة الجديدة”.
في السياق ذاته، يرى محمد بودن محلل سياسي في تصريح خص به جريدة “هبة بريس” ، أن تعيين الحكومة الجديدة يعد تفعيلا عمليا لما ورد في خطاب العرش، كما يعكس بوضوح أولويات المرحلة الجديدة وخطوة نحو تطور نوعي في تعريف المسؤولية الحكومية.
واضاف بودن ، انه ثمة مؤشرات واضحة على الشروع في تبني مقاربات جديدة تعتمد المصلحة الوطنية والكفاءة كمعايير مرجعية بعيدا عن اية حسابات اخرى، لافتا الى ان الحكومة المعينة اليوم تعتبر أصغر حكومة عرفها المغرب وبالتالي تمثل تحولا مفصليا بحيث يصعب العودة إلى حكومات تضم أكثر من 40 وزيرا،علاوة على حذف جملة من القطاعات بشكل نهائي الحكومة كقطاع الاتصال و قطاع المجتمع المدني ودمج عدد من القطاعات بهدف تحقيق المزيد من التناسق و الالتقائية والفعالية.
وبخصوص التغييرات التي طرأت على التشكيلة الحكومية الجديدة،. يرى محمد بودن ان الأمر لايتعلق بتعديل وزاري عادي، بل بإعادة هيكلة و بلورة للسلطة التنفيذية بحيث تمت إعادة النظر في التشكيلة الحكومية بشكل معمق سواء في هيكلتها ومكوناتها وايضا في مهامها، بيد ان هذا التعديل – يضيف بودن – ليس تغييرا لمجرد التغيير، فالوزراء الذين أظهروا فاعليتهم تم الاحتفاظ بهم أو منحهم حقائب أخرى.
واردف المحلل السياسي أن الحكومة الجديدة تترجم انفتاحا على الكفاءات ، قائلا :” بغض النظر عن انتماءاتها السياسية. إنه توافق حول الفاعلية أينما كانت، داخل أو خارج الأحزاب السياسية وهذا يظهر جليا من تركيبة أعضاء الحكومة المعينين،فالحكومة تزاوج بين المقاربة السياسية (لأنها منبثقة عن أغلبية نيابية) وكفاءات متحررة من الانتماءات الحزبية لكنها متمكنة من الملفات ولها الخبرة اللازمة لتقديم اجوبة عن الأسئلة الماثلة.”.
وواصل بودن بالقول :” إنها ليست “حكومة تكنوقراط” ولكنها “حكومة كفاءات” وحكومة مصلحة وطنية و تمت التعيينات على أساس الكفاءة “.
وختم المحلل السياسي تصريحه، بملاحظة كون نصف أعضاء الحكومة هم وزراء جدد كما يضم النصف الآخر من الحكومة وزراء تم الاحتفاظ بهم في مناصبهم نظرا لفاعليتهم، بالاضافة الى ان ربع أعضاء الحكومة هم نساء تعزيزا لمكانة المرأة في صناعة القرار العمومي ، مشيرا الى ان الحكومة الجديدة تقارب المعايير الدولية لتشكيل الحكومات (إسبانيا وإيطاليا والمفوضية الأوروبية…).