ماء العينين: “هل نحن ديمقراطيون؟”
علقت البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، أمينة ماء العينين، عن الخلاف القارم بين النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب الاختلاف في الأراء والمواقف.
وقالت ماء العينين في تدوينة نشرتها على حسابها الفيسبوكي: “في تفكيك السلوك العام من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي صارت تشكل رافدا أساسيا للاعلام الالكتروني، يمكن رصد ظواهر لا تبعث على الارتياح حينما نسلم أن للديمقراطية جذورا فكرية وشروطا ثقافية يجب أن تنضج قبل الاحتكام للقواعد المؤسساتية.. ما أن يحاول أحدهم فتح فمه للتعبير عن رأي مخالف، حتى تتفجر كمية مخيفة من العنف بشتى أنواعه تجاه صاحب الرأي، غير ان الذي يبعث على القلق هو التوجه للشخص وليس للفكرة في حد ذاتها.”
هناك حالة انتشاء سادية مرضية، تقول البرلمانية البيجيدية، تسود حينما يتم النيل من شخص المختلف وليس دحض فكرته أو تفنيد وجهة نظره بالحجاج والدليل الفكري والعقلي، وكأن الذي يهم هو التسبب في إذاية الأشخاص بدل مناقشة الأفكار، مشيرة الى “أنها حالة ضعف عام تلك التي يستثمر فيها من يتقنون التجييش واللعب على أوتار العاطفة الإثنية أو العرقية أو الدينية لبث خطابات العنف والتحريض، بدل ترسيخ قيم حرية الفكر والرأي وحرية النقد والاعتراض على الرأي بالحجج والادلة والزخم الفكري الذي يدفع نحو تثقيف المجتمع ودفع أفراده للبحث والقراءة لامتلاك الزاد اللازم للاسهام في النقاش العمومي، بدل ترسيخ ثقافة السطحية والاستسهال والخفة التي تجعل الجميع يتطاول على الجميع، بلغة غالبا ما تكون لغة سوقية تمتح من قواميس القذف والسب والإهانة والحط من الكرامة الانسانية التي لا يجب أن يسقطها اختلاف في الرأي مهما كان عميقا.”
وختمت ماء العينين تدوينتها بالقول:”لا يمكن أن نطالب بالديمقراطية والقبول بالآخر وتدبير التعدد والاختلاف قبل أن نكون ديمقراطيين، ولا يمكن أن نلوم السلطة العنيفة إذا لم نخلص أنفسنا من نزوعات العنف.”