عامل إنزكان ينجح في إطفاء مواجهات بين الرعاة الرحل

ع اللطيف بركة : هبة بريس

يخيم على أجواء سوس ماسة، نوع من الاحتقان، تسبب فيه ما يطلق عليه ” الرعي الجائر” ثارة بين موالين لقبائل صحراوية وثارة أخرى بين الرعاة وفلاحين بسوس، بعضه لازال مستمرا خصوصا بمراعي تيزنيت وكذلك أشتوكة ايت باها وتارودانت، لكن إنزكان شكلت الاستثناء بهذا الخصوص، بعد محاولة نشوب مواجهات ليلة السبت الماضي، بين مجوعات من الرحل المنتمين لقبيلتي ايت اوسى وايت ابراييم بسبب التوتر القائم بينهما.

وقالت مصادرنا، أنه في الوقت التي كاد ان تندلع فيه المواجهات بين القبيلتين، بغابة أدميم وهو مجال غابوي يوجد بالقرب من مطار المسيرة الدولي بأيت ملول، تدخلت السلطات الاقليمية للحيلولة دون الاصطدام، مقابل تغليب الحوار والمصلحة العليا للوطن، والبحث عن اساليب جدية للتهدئة والهدنة بين الأطراف المتنازعة.

الخلاف ” الرعوي ” أخذه المسؤول الإقليمي ” اسماعيل ابو الحقوق ” المنتمي لقبيلة ايت باعمران ، بجذية حيث قام بالتنسيق بين كل من والي كلميم وادنون وعامل اشتوكة ايت باها ،وعامل أسا ووالي العيون ووالي جهة سوس ماسة.

وبعد اتصالات مكثفة ، حلت بمكان النزاع شخصيات من القبيلتين وخلال التقاء الأطراف والسلطات المحلية وشيوخ القبيلتين ، والقائد الجهوي للدرك الملكي والقائد الجهوي للقوات المساعدة وبحضور عامل انزكان ايت ملول والجمعيات المهتمة بقضايا الرحل والغابات والاركان والشان المحلي حيث جمع الأطراف وألقى عامل انزكان كلمة اذابت جليد الخلاف بين القبيلتين بحكم معرفته بطقوس واعراف أهالي الصحراء ، وهي الكلمة المؤثرة التي استطاعت ان تجمع الجميع لاستحضار المصالح العليا للوطن .

تدخل عامل انزكان ايت ملول وتعامله لأول مرة مع هذه الظاهرة، يعتبر وسيلة ناجعة في التعامل الايجابي المبني على تغليب الحوار والاستماع لكل الاطراف المتدخلة في الرعي، من أجل تغليب المصلحة العليا للوطن، وتنظيم الرعي وحكاية الممتلكات الخاصة للمزارعين.

وتعد هذه الخطوة أشارة قوية لكل المسؤولين الترابيين بالجهة، من أجل التحضير للقاء جهوي يضم كل المتدخلين بالرعي، والاستماع الى الرعاة الرحل والجمعيات الفلاحية والقبائل بسوس، من أجل الاصلاح بين ذات البين، والدخول في مرحلة جديدة تأخد بعين الاعتبار استحضار المصلحة العليا للوطن، واطفاء نار الفتن والاحتقان بين مكونات الرعي، مع التخطيط لبرنامج سنوي يحدد مناطق تحرك الرعاة الرحل، للاسهام في تتثمين هذا الموروث الصحراوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى