تعزيز كفاءات القرى يدفع القرض الفلاحي لإطلاق مشاريع مالية مبتكرة

هبة بريس – الدار البيضاء

غالبا ما تكون معرفة الفلاحين الصغار، والأسر القروية عموما، بالبنك والمنتجات والخدمات المالية محدودة، لذلك، قام القرض الفلاحي للمغرب، باعتباره مؤسسة بنكية مواطنة ومسؤولة اجتماعيا، بتطوير برنامج طموح يستهدف «تعزيز قدرات التسيير في العالم القروي»، والذي خصصت إحدى مكوناته للتربية المالية الأساسية لصغار الفلاحين والأسر القروية.

إلى حدود اليوم، و وفق بلاغ توصلت هبة بريس بنسخة منه، فقد تم إنجاز ست عمليات كبيرة في مجال تكوين القرب لفائدة السكان القرويين، والتي استفاد منها 10700 فلاح صغير وأسرة قروية، وشملت على الخصوص النساء والشباب.

واستهدفت هذه العمليات بشكل خاص المناطق البعيدة التي لم تصلها الشبكة البنكية، خاصة في مناطق الغرب والريف والأطلس المتوسط ودرعة- تافلالت وسوس- ماسة، وتجري حاليا في جهة سوس ماسة أطوار آخر هذه العمليات، والتي تستهدف زهاء 2500 مستفيد في 30 قرية، بينها 15 موقعا مخصصا للنساء (تيكيوين، أمسكرود، دراركة، أورير، أكادير، بلفاع، إنشادن، إنزكان، أيت عميرة، سيدي بيبي، دشايرة، لقليعة، تمسيا، |ايت ملول، أيت لعزا، الكردان، أولوز، أولاد برحيل، تليوين، سيدي موسى الحمري، تفراوت، ترودانت، طاطا، تزنيت…).

وتدور جلسات التكوين، المندرجة في إطار البرنامج الشامل للتربية المالية في العالم القروي، حول خمسة محاور أولها شرح وتوضيح دور المؤسسة البنكية وإبراز فائدة التوفر على حساب بنكي؛ و ثانيها تحديد وتقييم ووضع أولويات المشاريع الاستثمارية (المهنية والعائلية)؛ و ثالثها وضع ميزانية مبسطة وأساليب قراءتها؛ و رابعها العرض البنكي من المنتجات والخدمات الأساسية وأنماط الادخار؛ بينما المحور الخامس هو مخطط التمويل، اللجوء المعقلن والمبرر للإقتراض وتحليل مخاطر الاستدانة المفرطة.

الهدف المتوخى من هذه التكوينات ، يضيف البلاغ، هو تحسيس المستفيدين بأهمية المعطيات الرقمية في تدبير شؤون الضيعات الفلاحية و\أو ميزانيات الأسر القروية، ومن خلال ذلك التمكن من اكتشاف مكامن الاختلالات وحالات ضعف المردودية أو انعدامها في بعض الأنشطة التي يمارسها الفلاح، وبالتالي التمكن من طرح الأسئلة المناسبة حول هامش التقدم الذي يتم إحرازه وحول الإمكانيات المتاحة لتحسين الدخل وظروف عيش الساكنة المستهدفة.

وتتسم هذه التكوينات بالطابع التفاعلي والتشاركي، من خلال استعمال حكايات وقصص وأمثلة مستوحاة من واقع الوسط القروي، وغالبا ما يشارك المستفيدون أنفسهم في تنشيط جلسات التكوين من أجل استيعاب أفضل للمحتوى والرسائل الأساسية المتضمنة في الوحدات التكوينية، وفي بعض المواقع، تم اعتماد الأمازيغية كلغة للتكوين في إطار القرب من الواقع السوسيو-ثقافي للمستفيدين.

وسبق للقرض الفلاحي للمغرب أن تقاسم بعض تجاربه خلال المناظرة الدولية للتربية المالية التي عقدت في الصخيرات، وكذلك بمناسبة منتدى حول التربية المالية في الوسط القروي بالمغرب الذي نظمه البنك في مكناس خلال الدورتين الأخيرتين للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، في إطار الاحتفال باليوم العربي للتربية المالية، وعلى المستوى العملياتي، فإن التنفيذ الميداني للبرنامج النموذجي جرى تحت إشراف خبراء مركز الدراسات والأبحاث التابع للقرض الفلاحي للمغرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى