احتقان وغليان بسيدي قاسم.. إصابات و اعتقالات في فض اعتصام
عاشت مدينة سيدي قاسم عشية أمس على وقع احتقان غير مسبوق بالمدينة، وذلك على إثر تدخل عنيف للقوة العمومية توخى فض معصتم احتجاجي لعمال نظافة شركة الأوزون ما أدى إلى إصابة العديد منهم و اعتقال 11 شخصا أفرج على 8 منهم صباح اليوم بينما تم الإبقاء على 3 آخرين رهن الاعتقال.
و عرف محيط مقر شركة “أوزون سيدي قاسم” طيلة ليلة أمس إنزالا مكثفا لمختلف العناصر الأمنية، حيث تم فرض طوق محكم على مقر بناية الشركة من أجل تسهيل عملية خروج حافلات النظافة بعد استقدام عمال وسائقي الشاحنات من مدن أخرى للقيام بعملية تنظيف المدينة التي عرفت مختلف أحيائها وضعا كارثيا نتيجة إضراب عمال النظافة.
و بالرغم من بساطة المطالب المرفوعة من طرف عمال النظافة و التي تتمثل في صرف مستحقات شهرين سابقين، وتعويضات المناسبات الدينية، و إرجاع تسع عمال مطرودين، إلا أن شركة النظافة تمادت في “تعنتها وتجبرها و غطرستها المبالغ فيها ضد فئة العمال المهمشين بعد تواطئ بين من طرف عامل الاقليم و رئيس المجلس الجماعي” وفق ما جاء على لسان “جواد لكريم” ممثل نقابة الكنفدرالية الدمقراطية للشغل بسيدي قاسم.
و استطاع ممثل نقابة الCDT الذي يشغل في الوقت نفسه كاتبا عاما للمجلس البلدي، أن يشد الانتباه إليه في كلمته القوية، التي عرفت إشادة واسعة من مختلف الفعاليات السياسية و المدنية، حيث وضع نقاطا على حروف متعددة، كانت محل تساؤلات للرأي العام المحلي، خاصة و أن الصفقة المخصصة من طرف المجلس البلدي قدرت قيمتها في مليار و 850 مليون سنتيم، أي ما معدله 5 ملايين سنتيم في اليوم الواحد، وهو ما شكل صدمة لدى الرأي العام المحلي بسيدي قاسم.
هذا ومن المنتظر أن يعرف هذا الملف احتقانا متزايدا، خاصة في ظل استمرار اعتقال العمال الذين يحظون بتعاطف متزايد من طرف ساكنة المدينة، حيث بدأت العديد من الفعاليات السياسية و المدنية التنسيق لوقفة احتجاجية ضد تعنت مسؤولي الشركة.