جميعنا ضحايا.. جميعنا مشتكيات..

جميعنا ضحايا في مجتمع ذكوري، يعيب على المرأة ربط علاقات مع الرجل وينعتها ب”العاهرة” و”المنحرفة” ويقيس رجولة الذكر بتعدد علاقاته “المشبوهة”

جميعنا مغتصبات في مجتمع يسب ويقذف ويشتم أم عازبة، كانت ضحية علاقة غير ناجحة وضحية ذكر مستذئب، ويحملونها ذنب شخصين وتعاقب اجتماعيا وحقوقيا .

جميعنا ضحايا مجتمع يعيب على المغتصبة إغوائها لمغتصبها بلباسها أو بطريقة حديثها أو بزمن خروجها، ويختلق ل”معذبها” الأعذار ويلتمس له التبريرات.

جميعنا ضحايا ذكور لا يستحقون صفة الاب والأخ والزوج، ذكور يتلذذون بتعنيف واستغلال والاعتداء على الأنثى نفسيا وجسديا وماديا.
جميعنا مغتصبات في مجتمع تهان وتدهس نساؤه في معابر حدودية وتوصف ب”بغال” بسبب الجري والقتال مقابل الحصول على لقمة عيش حلال.جميعنا مغتصبات في مجتمع تبيع نساؤه أجسادهن ل”الذي يسوى والذي لا يسوى” مقابل الحصول على كسرة خبز حافي، أو ضمان منصب عالي.

جميعنا مغتصبات في مجتمع يقيس أخلاق المرأة من لباسها، ويحكم عليها من مظهرها، مجتمع تستغل فيه صورة المرأة اقتصاديا وحقوقيا، مجتمع يضع صاحبة الساقين العاريتين في المقدمة، ويترك تلك التي تسدل ثوبها الى رجليها في الخلف.

جميعنا ضحايا في مجتمع يحمل المطلقة مسؤولية فشل زيجتها، مجتمع يعيب على امرأة تأخر زواجها وينعتها ب”العانس” ويعيب على زوجة تأخر انجابها وينعتها ب”العاقر”

جميعنا ضحايا في مجمتع ذكوري لم يتحرر بعد من معتقدات ربطت مهمة المرأة في جسد وجنس، وطبخ وتربية، ولم يعي بعد أنها خلقت لتكون الأم التي وضعت الجنة تحت أقدامها والزوجة التي تكمل نصف دين زوجها، والسيدة التي تتقلد أعلى المناصب وترفع رأس عائلتها وبلدها وبنات جنسها.

جميعنا ضحايا ومغتصبات، مشتكيات لله تعالى ظلم وقهر مجتمع ذكوري وتجبر وتكبر رجال بالاسم وذكور بالفطرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى