الأحياء الشعبية ببرشيد تتجاهل التعليمات و سكانها يواصلون الخروج بشكل عادي

هبة بريس _ ياسين الضميري

حركة عادية تقريبا كسائر أيام السنة تشهدها بعض الأحياء الشعبية بمدينة برشيد خلال فترة الحظر المتزامنة مع فرض حالة الطوارئ ببلادنا، حيث يلاحظ الزائر لتلك الأحياء أن هناك تجاهلا كبيرا للتعليمات الرسمية لوزارتي الداخلية و الصحة.

البداية بمنطقة الحي الحسني بمدينة برشيد و بالضبط بشارع الشفشاوني الذي يتواجد وسط منطقة شعبية آهلة بالسكان، بالقرب من “مارشي الدجاج” كما يسميه أبناء المدينة، حركية كثيفة و عدد كبير من الراجلين يتجولون في تجاهل تام على الأقل لمعايير الوقاية المفترض اتخاذها.

في هذا الشارع الذي يتواجد به باعة الخضر و الفواكه، وحده التنظيم العشوائي من اختفى مقارنة بالأيام العادية بينما ظل الاكتظاظ سيد الموقف بالرغم من تواجد بضعة أمنيين و عناصر السلطة الممثلة لمقاطعة المنطقة مرفوقين ببضع من عناصر القوات المساعدة.

في جنبات الشارع، يعرض الباعة سلعهم من خضر و فواكه و خبز و غيرهم من المواد الغذائية، و حركة الزبائن و حتى المارة لا تتوقف طيلة ساعات النهار، بينما تبدأ في الانخفاض تدريجيا مع اقتراب المساء.

مجهودات كبيرة بل و مضنية يبذلها عناصر الأمن بالرغم من قلة عددهم رفقة القوات المساعدة و عناصر السلطة المحلية، غير أن ما يسجل بهذا الحي الشعبي هو بعض التساهل الذي جعل المنطقة و كأنها مسثتناة من حالة الحظر.

الأمر ذاته تقريبا بوسط المدينة و بالضبط بمنطقة “القيسارية”، غير أن الاختلاف البسيط بينهما أن الأخيرة تشهد حركية أقل و احتراما نسبيا لمعايير الوقاية رغم أن غالبية زوارها حاليا هم من سكان القرى المجاورة الذين يفدون للتبضع و اقتناء حاجاتهم الضرورية.

أما حركة السيارات فحتى و إن خفت بشكل كبير غير أن بعض الشوارع ماتزال تشهد حركة دؤوبة، و ذلك راجع لغياب سدود المراقبة الأمنية وسط المدينة بعدما اكتفت السلطات الرسمية باعتماد “باراجات” بمختلف المداخل و المعابر المحيطة بالمدينة فقط.

هذا الأمر، عزاه أكثر من مصدر لقلة و محدودية الموارد البشرية بالمنطقة الأمنية لبرشيد، هاته المدينة التي يتعدى سكانها رقم المائة ألف بكثير، مما يضاعف محنة عناصر الأمن التي تعمل جاهدة في حدود المتوفر من إمكانيات على القيام بالعمل المنوط بها و الذي يتطلب نجاحه انخراط الساكنة و استجابتهم الطوعية للقرارات الرسمية لتجنيب السلطات عملا إضافيا و شاقا.

و على نقيض ذلك، سجلت بعض الأحياء بمدينة برشيد إلتزامها شبه التام بحالة الطوارئ، ومنها حي الهدى و الازدهار و الليالي و ياسمينة و 9 يوليوز و الأخوين و السعد و كاليفورنيا و التيسير و غيرهم.

و في الوقت الذي لم تسجل فيه رسميا أي حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا بمدينة برشيد بالرغم من كون عدد من الحالات المشتبه بها قد سبق و خضعت لتحاليل مخبرية كانت سلبية و لله الحمد، غير أن تصدر جهة الدار البيضاء سطات التي تنتمي لها المدينة إداريا لقائمة الجهات الأكثر تسجيلا للحالات المصابة دفع بساكنة المدينة لمطالبة السلطات الرسمية بالتعامل بصرامة مع كل مخالفي حالة الحظر خاصة أن البيضاء و سطات التي سجلت بهما عديد الحالات لا تبعدان عن برشيد سوى بحوالي 30 كيلومتر.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. عناصر الجيش لها القدرة على اجبار الاشخاص الذين يخرقون الحجر الصحي بهذه المدينة
    اتساءل لماذا السلطات لم تستعن بطائرة مسيرة (الدرون) مثل دولة قطر او روبوا متحكما به كتونس لحل هذا المشكل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى