حديث الاربعاء ..إلى رئيس الحكومة :”أعِنّا على مكافحة السرطان لنُعِنك على محاربة الفساد! “.

وأنا أطالع حديث رئيس الحكومة ، سعد الدين العثماني ، أمس الثلاثاء بخصوص مكافحة الفساد ومحاصرته، وإضعافه، وإغلاق منافذه، والحد منه، بما ينعكس إيجابا على المدى المتوسط والبعيد في تحسين المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية ببلادنا، وحثه المواطنين على الانخراط الفعلي في “العملية” ، تذكرت خطابا ألقاه “جيمس وولفنسون” رئيس البنك الدولي عام 1996 شبّه فيه آنذاك الفساد بالسرطان، قائلا: “إن الفساد يحوّل الموارد من الفقراء إلى الأثرياء..” ، بيد أن الأمر ليس بالصدفة، مادام الداء الخبيث يواصل في افراغ جيوب فئات معوزة وتشريد أسر وملأ خزائن المصحات الخاصة، أمام صمت وعجز حكومي ظاهر للعيان.

دعوة رئيس الحكومة ، الجميع، الى الانخراط في عملية محاربة ومكافحة الفساد ، أمر محمود ولايختلف حوله المغاربة أفرادا وجماعات، فالعثماني شدّد على ضرورة تكثيف الجهود والتنسيق وضمان التقائية المبادرات والمخططات في مجال مكافحة الفساد،معتبرا أن الكلمة المفتاح لإنجاح محاربة الفساد هي العمل الجماعي والتكامل والتنسيق والتعاون ، فهل تناهى الى مسامع رئيس الحكومة أن هناك اجماع وارادة موازية لاحداث صندوق من أجل مكافحة السرطان؟

العثماني يدرك جيدا أن “ظاهرة” استشراء الفساد ببلادنا ، الذي كان لوقت قريب ولا زال – وإن بدرجة أقل – جزءا بنيويا في النسيج السياسي والاقتصادي والاجتماعي وحتى الثقافي ، بما يعطل عجلة النمو الاقتصادي ويعرقل تطور النظام السياسي ويعمق تأخرنا الاجتماعي، لايمكن مجابهته بمجتمع ينخر جسده داء لايقلّ فتكا عن الفساد، فالمجمتع مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ فرد تدَاعَى لَه سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَر وَالْحُمى ، كيف لا والسرطان اليوم يحقق “الروكور” كل سنة في عدد الوفيات ببلادنا.

ربما أمام الجهود الحثيثة لمحاصرة الفساد والتي أعطت نتائج ايجابية، بوجود عدد من المؤسسات والآليات لمحاربته من قبيل المجلس الأعلى للحسابات والهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، واللجنة الوزارية لتعزيز النزاهة والشفافية، ومبادئ ربط المسؤولية بالمحاسبة والحكامة الجيدة، تتيه مفكرة المغاربة وسط كومة من التساؤلات بخصوص ماذا أعدت الحكومة لمكافحة السرطان؟

المغاربة، اليوم، بصموا على خطوة تاريخية ، أكدت بمالايدع مجالا للشك أن التضامن الجماعي سبيل أمثل للتغلب على الداء الخبيث ، باطلاق مبادرة “احداث صندوق لمكافحة السرطان”، والتي تجاوزت عالم الافتراضي الى الواقع، بجمع توقيعات المواطنين على عريضة المطالبة بإحداث الصندوق، حيث لقيت تجاوبا كبيرا من طرف المواطنين من مختلف المناطق المغربية، مما مكن من تجاوز النصاب القانوني الذي يفرضه القانون التنظيمي للعرائض بأضعاف، رغم الشروط التعقيدية التي يفرضها هذا القانون.

أمام رغبة المغاربة وأملهم في انجاح هاته الخطوة الانسانية ، لتتحقق على أرض الواقع، تُبدي شريحة عريضة داخل المجتمع، تخوفها من أن يتم وأد المبادرة بعد أن قطعت شوطا كبيرا، بسبب تصفية حسابات سياسوية ضيقة، او تحت ضغط جهات لها مصلحة في “امتصاص دماء” المغاربة، كما تعالت الأصوات المطالبة بمأسسة العلاج ومجانية التكفل بمرضى السرطان ، رافعة شعار :” الى العثماني :” أعنّا على مكافحة السرطان لنعنك على محاربة الفساد ”

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. اعينا على إيجاد شغل للشباب كي يبتعد عن الاحرام اعن من لا دخل له على شراء ما يسد رمقه اعن من لا مأوى له أن ينعم بالدفى اعن من لا يصور درهم في جيبه لشراء الدواء و اعنا عن إلغاء الامتيازات التي يتمتعون بها من الضرائب و اعنا على محاربة الريع و تهريب خيرات البلاد بالقانون و ليس ب عفا الله عما سلف فالمسؤولية جسيمة و لكن وافقت على تقلدها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى