عبد الرحيم العلام يتجه لاغراق سفينة اتحاد كتاب المغرب 

لا يمكن للمتتبعين للشأن الثقافي المغربي أن يمروا مرور الكرام أمام ما آلت إليه أوضاع اتحاد كتاب المغرب اليوم. فقد أثارت الوضعية التي انزلقت إليها هذه المنظمة في المؤتمر الأخير، المجهض بطنجة، حفيظة العديد من المثقفين واشمئزاز العديد من المنخرطين الذين وفدوا على الاتحاد ربما لصورة مثلى رسمت لديهم حوله أو النظارات كانوا يعتقدون أن الاتحاد سيجيب عن بعضها فعادوا بخيبات أمل لا أقل ولا أكثر. فما الذي يقع؟

رسالة الشافعي تحدثت عن خروقات تدبيرية للاتحاد ووجهت اتهامات مباشرة لرئيسه، بل ووجهت له اتهامات أخلاقية في رسالة مفتوحة نشرتها الصحف، ثم تنازعت الميكروفون مع الرئيس عبد الرحيم العلام إبان افتتاح مؤتمر طنجة الذي لم يكتمل الجمعة الماضي . اتهامات وجهت سهامها نحو الاستغلال الذاتي للسفريات والتراجع المطرد المنشورات وتفشي ظاهرة البحث عن ولاءات باستخدام وسائل الترغيب والإغراء بمشاركات خارج الوطن هنا وهناك في معارض ولقاءات. هذا على الرغم من أن المكتب الحالي حاول الهروب بمنآى عن تلك الانتقادات من خلال توسيع دائرة اللجنة التحضيرية  للمؤتمر وجلب وجوه ثقافية ذات مصداقية للعمل فيها. ولكن لم يوقف ذلك سلسلة الانتقادات العنقودية التي لو فطن لها الرئيس الحالي لما في هذه الوضعية المشروخة الحالية.

” هبة بريس ” طرحت السؤال على العديد من المهتمين، بل الغيورين على تاريخ هذه المنظمة التي لعبت أدوار شتى في العقود الأخيرة، فكان جواب أغلبهم قطعيا، من كون الحسابات الداخلية الضيقة طفت وتغلبت على كل الرهانات الأخرى، وأن سبب ذلك نزاع “شخصي” نشب منذ المؤتمر السابق وظل كالجمر تحت الرماد يشعل قتيلا هنا وهناك. وقد أشارت أغلب التوضيحات التي تلقيناها في هذا الصدد أن جناحا ظل يحركه الشاعر أحمد نجمي ما فتئ ينتقد خطوات المكتب المسير ورئيسه عبد الرحيم العلام.

هذا وقد اعتبر العديد من المتتبعين لشأن اتحاد كتاب المغرب أن خفوت أنشطة الاتحاد والغياب شبه التام لأنشطة العديد من فروعه والتراجع الجلي لمنشوراته شجعت كلها على تعويض ثقافة الحوار الفكري والتدبير الأمثل للاختلاف داخل المنظمة، بثقافة الكولسة والاتهامات التي تأخذ شكل حرب كلامية في بعض الأحيان، والتي وصل صداها إلى ردهات المحاكم في العديد من الحالات.

وفي هذا الصدد، اعتبر المتتبعون أن من بين الأشياء التي عقدت الوضعية الداخلية للاتحاد تراجع الهيمنة الحزبية عليه، وبالتالي تراجع الوصاية والوساطة التي كان يلعبها التنظيم السياسي المهيمن دائما على رئاسة هذه الجمعية. وهو ما يفسر أن حسن نجمي (الرئيس السابق) وعبد الرحيم العلام المحسوبان معا على  الاتحاد الاشتراكي للقوات  الشعبية خرجا من مظلة الحزب وغدا كل منهما يلغو لغوه ويؤجج جنده.

وأما من سار في التأويل أكثر، فقد اعتبر أن الاتحاد إنما فقد بريقه، لأن أدواره التقليدية قد انتفت أو أصبح يلعبها جسم جمعوي آخر بمبادرات مغايرة. وقد أكد هذا التأويل ما حدث من استدراج الصراع نحو حلبة الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، والطرد الذي تعرض له عبد الرحيم العلام منه ثم رد هذا الأخير على حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب؛ ليتبين في الأخير أن الرهان لم يعد ثقافيا وأن ما يديره الاتحاد هو صراعات شخصية داخل منظمة أفل نجمها، فلم تعد تقدم سوى التهاني والتعازي وقليل من تذاكر السفر.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى