المهنة “سيدة أعمال”.. حين تتحول تضاريس الجسد ل”بزنس كلاص” بالعملة الصعبة

هبة بريس – الدار البيضاء

كثيرات هن من وصلن لقمة المجد و العلا في هذا الوطن مستعينات بمستواهن المعرفي و الفكري و الثقافي و بمهاراتهن المهنية و اللغوية و التقنية في مجال من المجالات…

كثيرات هن من اعتلين الصدراة و تبوأن الريادة في قطاع ما مستعينات بلغة الألقاب العائلية الرنانة و بسند عائلة لها وزن و مكانة في هذا المجتمع الذي ما يزال يؤمن بلغة “ولد من نتا”…

كثيرات هن من أصبحن سيدات أعمال ينافسن الرجال في تدبير مقاولات بملايين الدولارات ، يدرن شركات و مؤسسات عملاقة و أظهرن حنكتهن و تجربتهن و قدرتهن على التألق كما التأنق…

لكن بين كل أولئك الناجحات في حياتهن المهنية ، نجد ثلة من النساء من استطعن تسلق الهرم الاجتماعي و تحولن بين ليلة و أخرى لسيدات أعمال باستعمال وسيلة أخرى ، ربما هي أكثر نجاعة و أكثر مردودية و هي لغة الجسد.

المهنة “سيدة أعمال” ، بهاته العبارة أضحت العشرات من النساء يقدمن أنفسهن على مواقع التواصل الاجتماعي و وسط الأقران و المعارف بعد أن تغيرت حياتهن و مستواهن المعيشي و الطبقي بشكل سريع، حتى الأماكن التي يرتدنها تغيرت بتغير الحال و الواقع.

مؤخرا انتشر تطبيق على الهواتف الذكية يتيح الفرصة للتواصل بين النساء و الرجال بغرض “البزنس” ، نعم ، هكذا على الأقل يقدم التطبيق في صدر واجهته قبل التحميل ، غير أن قضاء بضع دقائق بهذا التطبيق يظهر أن الهدف الحقيقي من إنشائه ليس كما هو معلن في الأصل.

أول ما يثير متصفح هذا التطبيق الذي يحظى بانتشار كبير في الدول الخليجية كالسعودية و الإمارات و قطر و الكويت و سلطنة عمان فضلا على تركيا و المغرب ، هو أن جل “البروفايلات” التي تتخد أسماءا نسائية تجد في عبارة وصف المهنة “سيدة أعمال” أو “بزنس وومن”.

شابات بمختلف الأعمار و الأشكال ، ينشرن صورا لهن بملابس فاتنة شفافة تظهر أكثر مما تخفي ، يعرضن خدمات من نوع خاص على زبناء من نوع خاص أيضا ، هو نوع من “البزنس” لكنه يختلف كثيرا عن المألوف.

هذا التطبيق يتيح للراغبين في قضاء الليالي الحمراء فرصة لقاء الطرف الثاني دون الحاجة لأي جهد إضافي، تكفي فقط مجرد نقرة على بروفايل أي صورة تعجبك و العرض الذي يناسب “جيبك” لتتواصل مع صاحبته و تتفق على القيمة و المكان ، و لكل “مفاوض شطر” غايته و وسيلته للوصول للهدف.

“سكينة” و هو إسم مستعار لشابة تنحدر من مدينة الدار البيضاء و تقطن بمراكش ، هاته الفتاة التي بالكاد بلغت سنتها الواحدة و العشرون حباها الله بجمال و رشاقة من نوع خاص ، غير أن كل تلك سنوات الدراسة الطويلة التي قضتها بمؤسسات هذا الوطن لم تشفع لها في ضمان العيش الكريم و فرصة عمل تعينها على مطبات الحياة فاختارت الغوص في عالم هذا “البزنس” الموغل بالأسرار و الخبايا.

في حديثنا معها ، أكدت أنها تعرفت على هذا التطبيق في صنفه “المدفوع” عبر إحدى صديقتها التي تقيم بدولة الإمارات ، لتصبح فيما بعد مدمنة على تصفحه بل أن مورد رزقها الحالي أصبح من هذا التطبيق الذي غير حياتها بشكل كبير و جعلها تمتلك منزلا و سيارة في سن صغيرة.

“لم أكن أعتقد انني سأنجح في تحقيق ما وصلت إليه في هاته السن الصغيرة، كان كل حلمي أن أجد وظيفة بالقطاع الخاص أؤمن بها متطلبات حياة كريمة لي و لأسرتي ، غير أن الواقع شيء و الأحلام شيء أخر ، أنا الأن سيدة أعمال و أجني مدخولا محترما يغنيني عن أية وظيفة”، تقول سكينة.

و كيف تجنين المال و لماذا تصرين على لقب “سيد أعمال”؟ سؤال طرحناه على محاورتنا ، فكان جوابها سريعا و تلقائيا، “نعم أنا سيدة أعمال، في نهاية المطاف هو بزنس ، لكنه بزنس كلاس، من نوع خاص جدا ، مع زبناء من نوع خاص أيضا، نبيع خدمات خاصة ، التطبيق بسيط للغاية ، يمنح فرصة عرض مؤهلات كل فتاة من أجل ليلة أو بضع ليالي مقابل مبالغ تختلف باختلاف الزبون ، غير أن الزبناء هنا من طبقة راقية ، فالتطبيق مدفوع التكاليف و لا يمكن لأي كان أن يلجه”.

و توضح ذات المتحدثة بأن الأمر يعتمد على إقناع الزبون و الذي غالبا ما يكون من الخليج بلقاء حميمي خاص في إحدى الفنادق المصنفة بتركيا أو بالمغرب ، حيث يتكلف هذا الزبون بكافة المصاريف و بكافة طلبات الطرف الثاني و بالعملة الصعبة، قبل أن تختم: “كانعرف بزاف البنات في المغرب دارو لاباس من هاد البزنس و عايشين بخير و كاين لي ضبرات على راسها و تزوجات بشي أمير خليجي أو رجل أعمال بهاد الطريقة”.

“سيدات أعمال” ، هو إذن “بزنس” من نوع خاص، تجارة الأجساد ، حين تتحول تضاريس الجسد لمصدر للعيش ، عيش قد تختلف طريقته و مصدره من شخص لأخر في وطن المفارقات بامتياز…

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى