البيجيدي يستغل أحكام الريف والمهداوي للتستر على فضيحة الداودي

أعلنت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، في بلاغ سابق لها ، “تقديرها لتحمل  لحسن الداودي المسؤولية بطلب الإعفاء من مهمته الوزارية” عقب احتجاجه ضد الشعب امام البرلمان مساندة لشركات خاصة

الامانة العامة للحزب استعرضت مختلف المعطيات ذات الصلة، وتداول أعضائها في الموضوع واكدت أن مشاركة الوزير  لحسن الداودي في الوقفة الاحتجاجية المعنية تقدير مجانب للصواب وتصرف غير مناسب”

خروج ” البيجيدي ” للحديث عن زلة الداودي لم يكن من باب ربط المحاسبة  بالخطأ بل جاء تجت الضغط المجتمعي الذي تصدى لـ “:هرولة”  الداودي الذي حولته  من صفة وزير  “لمحامي سنطرال”.

بعد الضجة ومررو قليل من الوقت يظهر الداودي وزيرا منتدبا مكلفا بالشؤون العامة والحكامة ومنتصرا للرقم الاخضر ( 57 57)،  الذي ساهم  في إتلاف أكثر من 329 طن من المواد الاستهلاكية ضمانا للجودة وحماية للمواطن”.

ظهور الداودي بالبرلمان بعد الخطأ الجسيم الذي ارتكبه ابان حملة المقاطعة يثير كثيرا من علامات الاستفهام حول الجزاءات التي تنزل على البعض وتستثني البعض الاخر ، بل الاكثر من ذلك يسجل بتدمر كيف يحاول رئيس الحكومة ربح مزيدا من الوقت حتى يطال الموضوع النسيان وتصبح الاستقالة في خبر كان

ومن المؤكد ان الاحكام الاخيرة التي طالت الزفزافي ورفاقه ومعهم الصحفي حميد المهداوي تكاد تكون بردا وسلاما على الداودي والبيجيدي ، على اعتبار ان الاهتمام المجتمعي اتجهت بوصلته نحو هذا الظرف وسيكون مناسبا لهذا الحزب ان يتناسى ” فضيحة ” الداودي ، ليبقى السؤال ممرا نحو الحقيقة : كيف كانت ستكون سرعة  التنفيذ لو تعلق الامر  بوزير اخر من حزب غير “البيجيدي”؟   .

مسعى “البيجيدي”  يمكن اعتباره  عاديا على اعتبار ان الوزير الداودي ابن الدار وله من العلاقات “الاخوانية ” ما يضمن له البقاء كوزير ، وهذا الامر يحيل على رافد الثقة المنعدم بين الشعب والحكومة التي خرجت في اخر المطاف تحتج ضده  ، والا فمامعنى ان يعلن الداودي استعداده لمغادرته الوزارة في الوقت الذي يريد اخرون ربح الوقت للإبقاء عليه رغم فداحة الخطأ .

المعترك الذي تدور فيه اللعبة غير منصف تماما ..هناك رياح يستعصى معها ان يصل الشعب لمبتغاه ، وخير دليل يكمن في محاولة “البيجيدي” استغلال الراهن من الاحداث للفوز بالداودي وزيرا رغم انف الملايين ، ومن هنا يمكن التوقف عند سؤال مهم : هل فقد وزراء البيجيدي  بريقهم ” الشعبوي ” ؟ وهل يمكن الحديث عن وزراء كان لهم ماكان فاصبح الاهتمام غير الاهتمام ؟

لا يمكن الخوض في الجواب درءا للإساءة..ولايمكن التفصيل في النوايا ..لكن الابرز ان المحبة الخالصة لبعض الوزراء منتهية عند النقطة صفر مقارنة بوزراء لهم اسمهم في النضال وكان لهم ما كان .

عندما نتحدث عن وزراء احببناهم ، سنجد الا وزيرا الان قد يدخل هذا الغمار ، على عكس بعض الاسماء التي بصمت تاريخا في العطاء الايجابي ، ورحم الله  ،عبد الرحيم بوعبيد ، محمد المعطي بوعبيد ، عبد اللطيف السملالي ،عبد الرحمان أمالو ،ثريا جبران، نوال المتوكل ،محمد الأشعري  .. واسماء كثيرة حتى وان فشلت فهي خرجت دون ان تأخذ الكثير كما هو الحال الان …

كان بالإمكان ان نتحدث عن وزراء من العدالة والتنمية ..لكن الحصيلة مخيبة للغاية بعدما عقد الكثير من المغاربة الآمال المتبقية في تغيير واقع الحال المزري، غير ان  سفينتهم ابحرت  ضد مسار الرياح التي كانت تشتهيها أوسع فئات الشعب المغربي الصبورة الى ان حصلت الطامة الكبرى والتي اصبح فيها الوزير يسلك الاحتجاج بالشارع ضدا في الشعب  ؟

قد يعتقد البعض ان وزراء البيجيدي من فقراء الشعب وسيظلون كذلك ، وقد تعكس صورهم وهو يتسوقون بين المغاربة ويأكلون ” البيصارة ” انهم مازالو منهم واليهم ، لكن خروج الداودي تلك الخرجة ومحاولة البيجيدي التستر عليه ستوضح فعلا ان الامر لا يمكن ان يتعدى مساعي للاستمالة والتأثير علما ان الوزير لا يهم اطلاقا ان كان يأكل البيصارة او البطاطس المستوردة بقدر ما يهم ماقدم واعطى وافاد ..يكفي ان نتوقف عند اغفالهم لسياسة التقشف التي كانوا يتبجحون بها ..لم تعد مثمرة طبعا ..ورواتبهم وامتيازاتهم التي ليس في النية تخفيضها ..لقد ارادوا اختصار الطريق السيار الموصل الى قلوب الشعب وبعد ذلك يخرجون في مسيرات ضده …تالله انه الحمق .

بقاء الداودي وزيرا منتدبا ومحاولة طمس معالم الفضيحة باي شكل من الاشكال امر يعطي الانطباع اننا استأجرنا اعداءا يقاتلون في الصف الاخر ضدنا … ولا زالت فعاليات كاس العالم تخدم الداودي وعشاقه الاوفياء ؟ … جنون

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. واش زعما هاد الداودي indispensable ل هاد الدرجة ان المغرب ما يققدرش يستغنى عليه !؟! بكل بساطة في المغرب لا تستغرب كل شئ ممكن..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى