التليدي عن احكام الريف ..”الوسطاء اليوم تكلموا قبل أن يطلب منهم ذلك”

وزعت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء عشرات السنوات سجنا على معتقلي حراك الريف ، كان النصيب الأعلى منها لقائد الحراك ناصر الزفزافي، و”محركه” نبيل أحمجيق، اللذين كان نصيبهما 20 سنة سجنا نافذا لكل واحد. 

 الاحكام القاسية بحق معتقلي الريف أشعلت  الرأي العام ، حيث اتشحت مواقع التواصل الاجتماعي بـ”السواد”، قبل أن تخرج مسيرات غاضبة تجوب أهم شوارع المدن ، بالإضافة إلى إضراب عام في مدينة الحسيمة. 

الكاتب بلال التليدي قال في مقال تحت عنوان “هل تطلق أحكام معتقلي الريف في المغرب موجة ثانية من الحراك” انه لا يمكن لأحكام قاسية بهذا الشكل أن يعوَّل عليها لضبط المجتمع والتحكم فيه، وردع حراكه وفعالياته الاحتجاجية.”

واضاف بلال التليدي في فقرة من المقال ” فإذا كان المجتمع السياسي المنضبط بالسقف الدستوري والإطار القانوني والمؤطر بمنطق احترام المؤسسات؛ قد أعلن غضبه واستياءه من هذه الأحكام، وعبّر عن قلقه من أن تغذي أجواء الاحتقان وتدخل المشهد السياسي إلى المجهول، فإن مكونات الحراك، التي لا تأبه لأي تأطير دستوري أو سياسي، وتخاصم مكومات البيئة السياسية وتتمرد عليها، وتعتبر الحكومة آلية من آليات الاستبداد، وتعتبر الأحزاب السياسية مجرد دكاكين سياسية.. هذه المكونات التي هذه طبيعتها؛ لا يمكن أن يكون ردها شبيها ولا مماثلا لرد فعل المجتمع السياسي.”

واسترسل بالقول ” والظن الغالب، أن موجة ثانية من الحراك ستنطلق على إيقاع هذه الأحكام. ولا شك في أن قيمة الوفاء التي تعرف بها منطقة الريف ثقافيا ستكون مؤطرة لهذا الحراك المتنامي.

وختم التليدي مقاله بالقول ” نعيش اليوم على الإيقاع ذاته.. الوسطاء اليوم تكلموا قبل أن يطلب منهم ذلك، فجهات سياسية ومدنية ومثقفون وإعلاميون يحذرون من تداعيات هذه الأحكام على الوضع، بينما الحكومة لا تعلق على أحكام القضاء، ولا تريد أن يكتب عليها أنها تتدخل فيه، والمؤثرون في القرار السياسي- بدون فهم لطبيعة السياسة والحراك معا – يتطلعون لانتصار لغة الضبط والتحكم في المجتمع باسم هيبة الدولة، والفاعل السياسي الأكبر يراقب الوضع لحظة بلحظة، ويمتلك الفرص والمناسبات الكثيرة في صيف هذه السنة للتدخل لطي الملف، والتوقيع على نهاية الاحتقان بإعمال العفو الملكي أو الافراج الشامل على المعتقلين، أو إعمال سياسة نصف نصف، بالإفراج عن البعض وترك البعض لفرصة قادمة كجزء من معادلة إدارة الانفراج مع ناشطين يتمتعون بقدر عال من العناد النضالي”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى