أزمة مرتقبة في مجزرة بوقنادل تُنذر باختلال في الأمن الغذائي بجهة الرباط سلا القنيطرة

تشهد مجزرة بوقنادل، التي تُعد الأكبر على مستوى جهة الرباط سلا القنيطرة، حالة احتقان غير مسبوقة في صفوف الجزارين، عقب رفضهم تنفيذ عملية الذبح بسبب خلاف مستجد مع الشركة الخاصة المفوض لها نقل اللحوم. ويتمحور هذا الخلاف حول زيادة جديدة فرضتها الشركة تتعلق بـ”الدوارة”.

وكان الجزارون قد اعتادوا على أداء مبلغ 10 دراهم عن كل رأس من الغنم مقابل خدمة النقل، قبل أن يفاجَؤوا بزيادة إضافية بلغت 15 درهما، خُصصت حصريًا لنقل “الدوارة”، وهو ما اعتبروه قرارًا غير منطقي ومجحفًا في حقهم، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع اللحوم الحمراء بالمغرب.

وفي خطوة احتجاجية، وقّع عدد من الجزارين على عريضة رفعوها إلى الجهات الوصية، يطالبون فيها بإيجاد حل عاجل وعادل يراعي القدرة الاقتصادية لمهنيي القطاع، ويوقف ما وصفوه بـ”الاستغلال غير المبرر” من طرف الشركة المكلّفة بالنقل.

المعطيات المتوفرة تشير إلى أنه في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق يرضي الأطراف المعنية، فإن عملية الذبح ستتوقف بشكل كامل ابتداء من يوم غد، ما يعني تعذر تزويد الأسواق المحلية في الرباط وسلا والقنيطرة باللحوم الحمراء، الأمر الذي من شأنه أن يخلق أزمة حقيقية في الأمن الغذائي بالجهة، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين.

وتأتي هذه التطورات في سياق يعرف فيه قطاع اللحوم الحمراء اضطرابًا متواصلاً، على الرغم من تسجيل انخفاض ملحوظ في أسعار المواشي خلال الأسابيع الأخيرة، وهو الانخفاض الذي لم ينعكس بشكل إيجابي على المستهلك النهائي. ويُعزى ذلك، بحسب مهنيين، إلى غياب آليات ناجعة لضبط سلسلة التوزيع والتسويق، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الوساطة والنقل والتخزين.