المغرب إلى أين؟ “صيحة من أجل الوطن…”
الحلقة الأولى: المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين،
نزولًا عند رغبة مجموعة من الإخوة الأوفياء لوطنهم، الذين لمسوا في كتابي “المغرب إلى أين؟ صيحة من أجل الوطن” صدق الكلمة، وحرارة الشعور، وعمق التحليل، واستحضارًا لراهنية القضايا التي عالجها، ووعيًا مني بصعوبة القراءة المطوّلة لدى كثير من شباب هذا العصر الذين يميلون إلى المحتوى المختصر السريع…
قررتُ أن أقدّم هذا العمل في صيغة جديدة: حلقات قصيرة في حجمها، عميقة في معناها، مركّزة، موجّهة، صادقة، تعيد فتح النقاش حول مصير الوطن، وتنقل نبض الهم الوطني إلى كل ضمير حيّ، في داخل الوطن كما في خارجه.
نحن اليوم نعيش مرحلة مفصلية من تاريخ وطننا، تتكالب فيها التحديات من كل صوب، وتتعدّد فيها محاولات النيل من وحدتنا الوطنية، والنَّيْل من ثوابتنا الراسخة ومؤسساتنا السيادية. وفي المقابل، تخفت الأصوات الصادقة، ويعلو ضجيج التيئيس والتشكيك والتفرقة، في زمنٍ انفجرت فيه سبل التضليل، وتشابكت فيه خيوط الفتنة، حتى صار الباطل يُروَّج له بلبوس الحق، وصار الحق يُراد له أن يُطمر تحت ركام الصخب والتشويش.
من هنا، يصبح الصمت تواطؤًا، والحياد تقصيرًا، والمبادرة إلى تنوير العقول، وتحريك الضمائر، واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا لا يقبل التأجيل.
إن هذه الحلقات ليست تلخيصًا لكتاب صدر سنة 2021 فحسب، بل هي دعوة مفتوحة لإعادة قراءة واقعنا بتجرد ومسؤولية، وسعيٌ صادقٌ للمساهمة في بناء وعي جماعي متوازن، لا يكتفي بتوصيف الأعطاب، بل يبحث عن سبل الإنقاذ، ويزرع الأمل في زمن كثرت فيه الأوجاع.
ولأن الكلمة الصادقة قد تصنع الفرق، ولأن أمةً بلا وعي لا تملك مصيرها، أهيب بكل من يقرأ هذه السطور أن يُسهم في نشرها، وتوسيع دائرة مناقشتها، فربّ فكرة تلامس قلبًا، وربّ رسالة توقظ شعورًا نائمًا، وتُبعث فينا روح الغيرة الإيجابية والبناء.
ولأن الكتاب وُلد من حبٍّ عميق لهذا الوطن، وغيرة عليه، فكان إهداؤه صريحًا وواضحًا:
إهداء إلى…:
من قال موجها الخطاب لشعبه: “إني أعتز بخدمتك حتى آخر رمق، لأنني تربيت على حب الوطن، وعلى خدمة أبنائه، وأعاهدك الله على مواصلة العمل الصادق، وعلى التجاوب مع مطالبك، ولتحقيق تطلعاتك.”
إلى جلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده.
وإلى كل مغربي ومغربية، داخل الوطن وخارجه، يحمل في قلبه حب الوطن، وفي عقله أمل الإصلاح، وفي جوارحه إرادة العطاء.
فلننطلق معًا، في هذه الرحلة الفكرية والوجدانية، رحلة الصدق مع الذات، والوفاء للوطن، فلعلها تكون لبنة في بناء وعي وطني جامع، وسهمًا في معركة النهوض والانبعاث.
اللهم احفظ بلدنا وسائر بلاد المسلمين من شر الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وارفع قدره، وأعلِ شأنه، وألِّف بين قلوب أبنائه، واحْطُه بعينك التي لا تنام، ووفّق اللهم ملكنا محمد السادس لما تحب وترضى، وسدّده في القول والعمل، وأيده بنصرك المبين، ومتّعه بالصحة والعافية، واحفظه كما تحفظ عبادك الصالحين.
آمين، يا رب العالمين.
ورزازات، في 21 أبريل 2025.
إعداد: المهندس عبد الله أيت شعيب.
يتبع…