المقاوم”زايد أسكونتي” …تاريخ حافل بالبطولات والإنتصارات

لكل بداية نهاية، ولكل وطن شهداء وأبطال رفعوا راية المقاومة عالية خفاقة على إمتداد المغرب الكبير من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه،أولائك الأبطال الأشاوس الذين ظلت الأجيال تمجدهم إعترافا منها بتفانيهم وإنخراطهم في الكفاح الوطني المسلح ضد الأطماع التوسعية للإمبريالية المقيتة التي إستهدفت المغرب في القرن 18 إلى غاية أواسط القرن 19 حيث بزغ فجر الإستقلال والحرية مضيئا سماء المغرب الحبيب الذي ظنته القوى الإستعمارية بلدا عراءا ولقمة سائغة يسهل إبتلاعها لتصطدم بواقع مرير إسمه” المقاومة” خرج من رحم أمة وهبت رجالها ونسائها للدود عن كل شبر من أراضينا وتحصينه من الأطماع بمباركة بعض العملاء.

“زايد اسكونتي” رحمه الله هو واحد من المقاومين الذي سنتطرق إليه في هذا المقال رغبة منا في ربط الماضي بالحاضر واستحضار أهم نضالاته ومعاركه التي خاضها ضد الإستعمار الفرنسي منذ صغره، حيث ولد سنة 1890( تقريبا) بقصر “تاسكونتيت” بمنطقة “إدموما” ضواحي مدينة ميدلت التي كانت تسمى سابقا “الريش” إبان حقبة الإستعمار،ترعرع في بيت القائد “حمو عسو” وتشبع منذ صغره بقيم المقاومة والكفاح ضد المستعمر وأطماعه التوسعية.

فلا يمكن الحديث في التاريخ الحديث لجهة درعة تافيلالت عن مساهمة أبناء الجنوب في دحر الإستعمار دون أن يثار إسم المقاوم “زايد أسكونتي” كواحد من ألأعلام الكبار الذي وهب حياته فداءا للوطن،فكيف لا وهو الذي قاد معارك لا زال “جبل بادو” شاهدا على ضراوتها وخسائرها الفادحة التي تكبدتها القوات الغازية بالمنطقة فضلا عن معارك أخرى قادها بنفس طويل إلى جانب مقاومين آخرين كان لهم الفضل في إخضاع القوات الفرنسية وإعادة النظر في طريقة تعاملها مع المجاهدين بذل سياسة الإستصغار وفرض الأمر الواقع حسب ما تم التخطيط له سابقا.

وكان المقاوم “زايد أسكونتي” قد إنتقل منذ صغره رفقة والده إلى واحة”تاديغوست” التي إعتبرت بمثابة محطة مهمة في تاريخ مقاومة أهل الجنوب ومركز تدريب تخرج من بين نخيلها قائد من طينة الكبار الذين لا زالت تحتفظ لهم الذاكرة ببطولات حافلة بالإنتصارات.
“زايد أسكونتي” البطل المقدام الشجاع، خاض أيضا معارك أخرى ضارية ضد قوات الاستعمار الفرنسي آنذاك، مثل معركة “تالات ايغيش” بأعالي نهر “غريس” وبـ”أغبالونكردوس” وبـ”جبل بادو”، بتنسيق مع قادة المقاومة بالمنطقة وبدعم من الفقهاء والعلماء، واستطاع رفقة المقاومين تكبيد المستعمر خسائر كبيرة لا زالت تتغنى بها المنطقة في كل المناسبات إعترافا بالجميل ونكران الذات في سبيل الحرية والدفاع عن الأرض.

وكما أسلفنا أن لكل بداية نهاية .تميزت سنة 1944 بوفاة الزعيم والقائد الذي أربك العدو حيث ذكرت تقارير تاريخية أن الفرنسيين ومع إستحالة تحقيق إنتصار ميداني فكروا في طريقة أخرى للإنتقام بل القضاء على “زايد أسكونتي” من خلال تسخير خائن دفع به من أعلى قمة “بروج” بمنطقة ”أمسيد” حيث لقي حتفه وشاعت قصته بين الكبير والصغير حتى صار رمزا يفتخر به أهل المنطقة بما فيهم أحفاده الذين لا زالوا يعيشون فيها وينعثون ب”عائلة الأشراف”.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى