حركات تسخينية جادة لإنقلاب حكومي مرتقب بعد عطلة العيد

لعل المتتبع لشأن تدبير حكومة العثماني منذ ولادتها العسيرة , وبعد خلع بنكيران عن برجه لعجزه عن توحيد رؤى الأحزاب المشاركة له في المشاورات المضنية المشوبة بما سمي حينها بالبلوكاج المفتعل , يدري أن كامل مواصافاة الفشل الذريع مجتمعة , حيث أن تلكم الولادة المشوهة التي برزت بها أضفت عليها صورة الحكومة التي لن تحكم .

لقد بات من المؤكد اليوم أكثر من أي وقت مضى , أن مشاهد الإحتقان الإجتماعي السائد والذي لايزيد إلا صعودا , تؤكد على أن المملكة تسير فوق حقل من الألغام بالدليل الملموس الذي يغني عن التفكير في ذرة أمل قادمة لإنقاذ الوضع مما هو عليه الآن , فكتاب التوثر الحاصل بالمغرب عنوانه ” الإحتقان ” وفهرسه ينتهي بنهاية مأساوية لحكومة لاتحكم , تتأثر ولاتؤثر , ولن نسقط جام الغضب على الحكومة فحسب , بل أيضا على البرلمان بغرفتيه الذي أصبحت أدواره باهثة , فلامراقبة ولامشاريع ناجعة تحد من صخب الأوضاع المزرية .

فالإحتجاجات متنامية , وكل صفحة من صفحات كتاب ” الإحتقان ” تنسيك في الصفحة السابقة , بدءا بحراك الريف , ثم عطشى زاكورة , ومرورا بموتى ومعتقلي إقليم جرادة المنسي , ووصولا إلى لهيب الأسعار, دون أن نرى أو نسمع أو نعاين أدنى تحرك حكومي جاد لإحتواء أي من الأوضاع المذكورة , إلى أن حل الشعب محل الحكومة غير الحاكمة , واستلهم فكرة ” المقاطعة “التي باغث بها من أنهكوا ميزانية الدولة وجيوب مواطنين ” مداويخ ” بأجورهم السمينة , فيظهروا بين الفينة والأخرى في شاشات التلفاز وهم مبتسمون متفوهين بعبارات لايفهومنها إلا هم , فربطة العنق الأنيقة والعطر الباريسي , أنساهم أصواتا وضعت في الصناديق الإنتخابية وبوئتهم مناصب بغية تدبير الشأن العام , لكن أخلوا بالواجب اتجاه الملك والشعب , فدفعوا بعاهل البلاد غير ما مرة لأن يعري سوءتهم وسوءة الأحزاب السياسية التي لم نعد نعلم من دورها سوى الحملات الإنتخابية وترويج البرامج الوهمية , فأصبح المغاربة ينتظرون موجة إعفاءات أخرى لأن الأولى لم تفي بالغرض, والوزراء القابعون في متن حقائبهم لايرجى منهم خيرا .

هل من مصير مجهول لأمة بكاملها أكثر من الوضع المتأزم الحالي ؟ لوبيات تدافع عن مصالحها المالية علنا فوق أعناق متحشرجين في غياب كامل لحكومة فعلية تقدم حلولا موضوعية وتدبر الأزمات عدا التدخلات الأمنية وتلفيق التهم الجاهزة , فأصبح العالم الإفتراضي ومواقع الفايسبوك ملاذا آمنا من الإعتقالات والضرب والقمع , لتصريف المطالب , بل ولإتخاذ القرارات السريعة المتعلقة بالتنديد والإحتجاج كما وقع بخصوص المقاطعة التي لم تبرح مكانها بعد , بل شرعت في الإمتداد إلى عوالم أخرى كموازين والخطوط الجوية إلى غير ذلك من الأمور التي إشتكى منها المغاربة سواء للحكومة الحالية أو التي سبقتها , لكن على مايبدو أن الأمر خرج من يد من يسميون أنفسهم مسؤولون .
الوضع الحالي , أسفر عن شبه مخططات وتوجهات محتشمة , بطيئة جدا لاتوازي السرعة الفائقة لتدهور الأوضاع , تتمثل فيما يهيئ له ” البام ” بعد وصول بنشماس والتحالفات الجديدة القادمة , وتململ حزب الإستقلال بلباس المعارضة نحو تقديم ماسمي بمذكرات الإنقاذ إلى جانب إعلان النوايا الحسنة لبنشماش, وبدأت ورقة ملتمس الرقابة تلوح في الأفق كتهديد خفي لايغني ولايسمن من جوع, وفزاعة إقالة الحكومة برمتها , ومقترح تعديل حكومي يشمل وزارات الداخلية والخارجية والمالية , والحكامة , والفلاحة , والصحة , لذر الغبار في العيون , ومصادر تتحدث عن العودة القوية لوجوه تكنوقراطية لها حنكة في مجال التدبير والتسيير .

المغاربة سئموا سماع مصطلحات الزلزال السياسي , وهم يعيشون زلزالا حقيقيا لأوضاعهم الإجتماعية , أو تعديلا منتظرا , فهدر الزمن السياسي أصبح أمرا محتما , والثقة في تعديل أو تغيير وجوه بوجوه أخرى لم يعد مجديا أو مطمئنا لمغاربة شرعوا في تطبيق توجهات بلد برمته لخلق ثورة ملك وشعب جديدة بآليات حديثة ربما أكثر نفعا, وأقل خسائر مالية على صندوق أنهكته أجور وزراء ومدراء وأحزاب يضحكون ملئ فاهم على شعب فاق وعاق ,,,,

مقالات ذات صلة

‫11 تعليقات

  1. كلام معقول لان المغاربة يريدون مغربا قويا بكل المقاييس وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ونريد العيش جميعا لاننا نحب بلادنا من طانجة الى الكويرة ووطننا وملكنا

  2. انقلاب سياسي واضح على الرغبة الشعبية شبيه بالانقلاب المصري والتونسي والسعودي
    لكن القادم أعظم

  3. سئمنا من الكلام الأجوف. الشئ الإيجابي والذي يبشر بالخير هم ان المقاطعة مستمرة حتى تتحقق مطالب الشعب.

  4. ماذا استفاد الشعب من الزلزال السابق.
    الزلزال يجب ان يكون مصحوبا بالمحاسبة والا فلن يكون له تاثير .حيد حماد ادير بلاصتو ولد عمو حدو ا صافي.

  5. المقاطعة مستمرة حتى و لو تغيرة الحكومة الفاشلة سيعوضونها بواحدة افشل منها
    نحن مقاطعون حتى تتحسن الوضعية ادا افلست سنطرال نقاطع جودة حتى تفلس
    نحن المغاربة مولفين خبز و اتاي
    فل يدهب اقتصاد المغرب الى الجحيم لا نستفيد شيئ مع العلم اننا نساهم باداء الضريبة في كل شيئ

  6. لا حكومة ولاثغيير اول شيء هو الدستور إن لم يغير الدستور فلا تنتظروا اي شيء مهما كبر أو صغر ماذا ستفعل حكومة بدون صلاحيات

  7. التقرير صادق ولم يترك كبيرة ولا صغيرة وأعطى صورة عن الواقع لاغبار عليها، لكن المسكوت عنه هي القوة الخفية التي تقف وراء تأزيم الأوضاع وتأبى التغيير، من هم ؟ تماسيح؟ عفاريت؟ أشباح؟ إنها قوة فوق كل من علا شأنه أو دنى، قوة خارقة تقمع الشرعية؛ النواب، والوزراء، والعدالة ، فممن يخجلون هؤلاء جميعهم ويخافون ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى