فلسفة الانتحار في اقليم شفشاون ، انتقام أم استسلام أم عدوانية !!!‎

“عندما تكون الحياة مضنية يكون الموت ملاذا يسعى المرء اليه ..” مقولة خالدة لهيردوت ، لكنها تلخص في العمق دوافع الاقدام على الانتحار التي تجعل الانسان يضع حدا لحياته ، وتفتح المجال أمام طرح أسئلة كثيرة بخصوص تناسل حالات الانتحار بجوهرة أزرق لونها وعليل نسيمها ، وعالمي صيتها ، كل شي فيها جميل ورائع ، عدا وشاح السواد الذي أضحت ترتديه كل ليلة ، ورائحة الموت المنبعثة من ترابها وجذوع أشجارها وأسقف منازلها ، الأحياء فيها يصرخون بأعلى صوتهم من ينقذك يا “نوارة”  ؟
مؤخرا ، أصبح الانتحار وسيلة احتجاج لمن لاصوت لهم ، وصرخة ألم لاتنطلق نحو السماء ، بل للأسفل باتجاه الأرض ، فتذهب بصاحبها إلى قبر موحش يتقلب فيه ، ولو كان هناك من يسمعه ويحنو عليه ويشخص وضعه (النفسي والاجتماعي) لما انتهى به الحال هكذا!!
فسلفة الانتحار
إن معظم الأشخاص الذين يقررون الانتحار ، هم في الحقيقة يعانون من آلام نفسية حادة لايقوون على تحملها ، فيقررون وضع حد لحياتهم مهما كان الثمن ، يجاهدون بين قوتين متضادتان ، هما قوة القاتل وضعف القتيل وألمه ، ويؤكد علماء النفس أن المنتحر في لحظة الانتحار يعيش حالة واحدة من ثلاث حالات تكون هي مصدر قوته وتمكنه من الاستمرار والمضي قدما نحو حتفه باصرار ودون ارتباك أو خوف وبخطوات صارمة .
أولى هاته الحالات يؤكد علماء النفس، أنها الحالة الانتقامية والتي يوجه فيها المنتحر عدوانه نحو شخص آخر في مخيلته قد تسبب له في جرح معنوي ، ويكون قتل الشخص لنفسه هو قتل للشخص الذي بداخله ، أما الحالة الثانية فهي الاستسلام وفيها يكون المنتحر قد بلغ من اليأس أشده حتى تساوى عنده الموت والحياة ولم يعد يجذبه للحياة أي شيء وانتهت آماله وعطبت آفاقه  وهي أكثر الحالات انتشارا في عالمنا العربي !! ، في الحالة الثالثة يكون المنتحر شخصا عدوانيا ويقدم على الانتحار بدافع القتل والرغبة في ممارسة العنف حتى ولو كان تجاه نفسه .
رغم غياب احصائيات رسمية ..أرقام الانتحار بشفشاون صادمة .
تشير تفارير منظمة الصحة العالمية لعام 2014 أن اجمالي المنتحرين لكل عام وصل ل800 ألف منتحر ، أي بمعدل حالة انتحار لكل 40 ثانية ، حيث يشير التقرير الى أن هذه الأرقام فاقت أعداد ضحايا جرائم القتل والحروب معا ، أما في العالم العربي فقد صنف التقرير البلدان العربية حسب عدد من المنتحرين لكل 100 الف شخص ، حيث تصدرت السودان قائمة البلدان العربية ب 17.2 ، يليها المغرب  ب5.3 .
في اقليم شفشاون شمال المملكة ، ورغم غياب احصائيات رسمية بخصوص عدد حالات الانتحار خلال كل سنة ، إلا أن الأرقام تبقى صادمة ومخيفة ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ، سجل الاقليم خلال النصف الأخير من شهر ماي المنصرم من السنة الجارية 2018 ، حوالي عشرة حالات انتحار وهي أرقام تبقى نسبية .
لماذا ينتحر الشاونيون ؟
محاولتنا هاته ، تروم النبش في الاسباب والعوامل التي تدفع ساكنة شفشاون الى سلك طريق الانتحار ، وهي محاولة أيضا للوقوف على الوضع الاجتماعي والاقتصادي للاقليم والذي قد يكون من بين العوامل المساهمة في تناسل حالات الانتحار ، فطرحنا السؤال ذاته على السيد “عبد الحي الطيار ” عضو المجلس الجماعي بتمروت وعضو المجلس الافليمي لحزب الأصالة والمعاصرة باقليم شفشاون ، الذي اعتبر “شبح”  الانتحار  بالاقليم ظاهرة تتداخل فيها عدة عوامل من بينها  انتشار الفقر بشكل واسع و انهيار منظومة اقتصاد “الكيف”  بالاقليم باعتبارها الزراعة الاحادية لاغلب الفلاحين، وبسبب انخفاض الطلب الدولي على المغربي نتيجة ظهور دول اخرى منتجة للكيف باروبا خصوصا في اروبا الشرقية مثل بلغاريا و البانيا .
وأضاف الطيار أن السياسات الاوربية التي بدات تسمح بزراعة كمية محدودة من هذه النبتة في بعض الدول ، جعل اغلب الفلاحين يعيشون في ضائقة مالية قد تكون من بين مسببات الاقدام على الانتحار .
وأردف الطيار أن جهل عدد من العائلات بالحالات النفسية لابنائهم وعدم قدرتهم على توفير العلاج النفسي الذي يتطلب مصاريف كبيرة ومتابعة واستمرارية ، يدفع بالعديد من المرضى الى سلك طريق الانتحار في ظل ضعف البنية الصحية بصفة عامة والنفسية بصفة خاصة التي قد تساعد في تشخيص بعض الاعراض النفسية في بدايتها ومعالجتها قبل تطورها الى امراض نفسية مستعصية .
ولفت الطيار الى أن ضعف البنيات الرياضية والثقافية بالاقليم خصوصا في المراكز القروية علما أن ساكنة المنطقة معظمهم قروين ويتمركزن في الأرياف ،  يؤثر سلبا على الشباب مما يدفعهم للانحراف وتعاطي المخدرات بسب الفراغ القاتل الذي يعيشونه، حيث أن اغلب الجماعات القروية لا تتوفر على دور للشباب  اوملاعب للقرب .
وربط الطيار حالات الانتحار بالاقليم بحالة الخوف والرعب التي تسببها الشكايات المجهولة ، هذا الخوف لدى الآباء والكبار ينتقل للابناء الشباب والاطفال حيث أن الجميع يعيشون  دائما تحت دائرة الخوف والصراع النفسي من المصير او المستقبل المجهول.
وختم الطيار بالقول أن هناك سبب اخر مرتبط بتأثير الاعلام خصوصا برامج اعلامية حول  الجريمة والتي تشرح كيفية الانتحار وايضا تأثير الدراما المدبلجة والتي تقدم الانتحار على انه عمل بطولي من أجل الحبيب او الحبيبة وانه هو الخلاص من ظلم الواقع والاقارب عكس التنشئة الدينية التي تحرم الانتحار وتجعل مصير المنتحر هو “جهنم”.

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. رافو المغرب الدول العالمية كالتصنيف ااأولى في المشاريع كبرى ونحن نتصنف في المراكز البأولى في حوادت السير والإ،تحار راكم ماشييين مزاييين نخو غد مافيهش الريحة ديال الضو

  2. لمادا شفشاون أولا جميعنا نعلم أنا شقشاون يهرب لها عديد من المخدرات أو الكيف والمدينة معروفة لا داعية ليدكرها تانيا شفشاون تعرف عدد محترم من السياح في السنة وليس أي سياح أقصد المدمنين تالتا سفساون فيها أشجار والجبال مما يجعل المدمنين يتخيل إليهم أن الجبال تتكلم معهم إدن السبب واضح والطريقة للناجاة من هده الأفة هي محاربة السياح المدمنين ومحاربة وصول التدخين والكيف إلأى والشاون وزيادة الأمن والمساجد

  3. أٍقام تخوف أٍقام تدخل الشك هل لديهم عقول أم لا وماوراء الإنتحار سوا العداب وأول شيء ستلقاه بعد الإنتحار هو عداب القبر عندما يسألك الملكين مادا ستجب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى