أفول الانفصال | علاقة البوليساريو بالارهاب | الحلقة ( 7 تتمة )

اسماعيل بويعقوبي – هبة بريس

ماذا نعرف عن “مرتزقة” البوليساريو ! عن نشأتها ! عن تركيبتها الداخلية ! علاقاتها بالجزائر والارهاب وايران ! انتهاكاتها في مجال حقوق الانسان! …وغيرها من خلال هذه السلسلة سنضع قراءنا الأوفياء أمام حقيقة هذا الكيان الوهمي، بداية بكرونولوجيا “صنع ” الجبهة الانفصالية ومرورا بانهيار الطرح الانفصالي وتقلص قاعدة الدول المعترفة والداعمة وصولا الى المبادرة “الملكية الأطلسية ” التي أنهت أحلام الانفصاليين وداعمتهم الجزائر (…)

في سنة 2012 أعد أستاذ بمعهد “Potomac” للدراسات السياسية، تقريرا بعنوان ” الإرهاب في شمال إفريقيا، و الساحل 2012 أورد فيه : “إن الحالة السائدة خاصة في مخيمات اللاجئين التي يديرها البوليساريو بالقرب من تندوف، جنوب غرب الجزائر تدعو للقلق حيث أن تلك المخيمات سرعان ما تحولت إلى مشتل جهوي خصب لإنتقاء الإرهابيين “.

وفي 23 أكتوبر سنة 2012 ، القاعدة تختطف ثلاثة أعوان إنسانيين ( إسبانيين وإيطالية من قلب مخيمات تندوف التي لا يتنقل فيها الإنسان من مخيم إلى آخر إلا بترخيص من البوليساريو وبغطاء من المخابرات الجزائرية ) .

فتحرير الرهائن الأوروبيين لم يتم إلا بعد أن دفعت إسبانيا فدية مالية هامة للمجموعات الإرهابية الخاطفة و التي إستعملت تلك الشبكات للوصول إلى قلب المخيمات . منذ ذلك التاريخ اصدرت الحكومة الإسبانية تحذيرا للنشطاء الإسبان يمنعهم من زيارة مخيمات تندوف كما أنها أوقفت الدعم الكلي لتلك الجمعيات المساندة للبوليساريو .

كما أن البوليساريو استغلت على نطاق واسع انتشار ووفرة الأسلحة من الاتجار الدولي في منطقة الساحل والصحراء ، حيث انضم أعضاؤها إلى الحركات الإرهابية التي تكثر في هذه المنطقة لتنفيذ الأجندة التدميرية لهذا الكيان الوهمي التي تستهدف المغرب، ويتضح ذلك من خلال التصريحات ذات الطابع الحربي التي تبناها ممثلو ” البوليساريو ” خلال مؤتمراتهم الزائفة التي تدعو إلى القيام بأعمال إرهابية ضد المغرب.

وفي السياق ذاته أضحت المعسكرات بمخيمات تيندوف احتياطي لتجنيد الجهاديين لمختلف المنظمات الإرهابية النشطة في هذه المنطقة منذ عهد الجماعة السلفية للدعوة والقتال ، التي أصبحت لاحقا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي .

هذه المعسكرات أضحت اليوم مقرا معروفا لتزويد مختلف المنظمات التابعة ل” داعش ” بمرشحين إرهابيين ووقود للمدافع بمباركة وتواطؤ من قيادة ” البوليساريو “، التي تعمل تحت إمرة النظام العسكري لدولة تواصل تزويد هذا الكيان المزعوم بالدعم السياسي والدبلوماسي والمالي والعسكري ، وتساهم في إدامة خمسين عاما من المعاناة والألم التي لحقت بسكان مخيمات تيندوف المعزولين من خلال حرمانهم من أبسط حقوقهم الأساسية في حرية التنقل أو التعبير وحقهم في الحياة الكريمة.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى