لحسن حداد: علاقتي بالاستقلال تاريخية.. وإلغاء “العطل حسب الجهات” فكرة غير صائبة”

عرفت الحكومات المغربية مرور شخصيات ووجوه ظلت راسخة في أذهان المغاربة، سواء بإنجازاتهم أو خرجاتهم وكذا هفواتهم في بعض المناسبات.

في هذه السلسلة الرمضانية، سنستعيد رفقة وزراء سابقون كواليس استوزاهم وذكريات جلوسهم بالكرسي الوزاري، كما سنناقش قراءتهم لأبرز القضايا والملفات الراهنة، قبل أن نختم حوارنا بدردشة خفيفة حول عادات و “روتين” ضيوفنا خلال الشهر الكريم.

الحلقة الثانية: لحسن حداد

الثلاثاء 3 يناير سنة 2012، عين الملك محمد السادس،  لحسن حداد وزيرا للسياحة بحكومة عبد الاله بنكيران.

لحسن حداد، فتح قلبه لـ”هبة بريس” وحكى عن بدايات انخراطه بالعمل الحزبي بالحركة الشعبية وانتقاله لحزب الاستقلال، وكذا علاقاته بقيادات “الحزبين” ، ثم استوزاره وأبرز انجازاته على رأس وزارة السياحة، قبل أن يقدم قراءته للوضع الاجتماعي والسياسي والاقليمي.

عن مساره الأكاديمي و المهني، يقول لحسن حداد، “أعمل كخبير في التنمية الاجتماعية لدى البنك الدولي، وأستاذ جامعي بمدرسة تولوز الفرنسية للتدبير والأعمال، وكذا أستاذ المقاول وريادة الأعمال بجامعة محمد السادس البوليتكنيكية بالمغرب، ورئيس اللجنة المختلطة للبرلمانين الأوربي والمغربي، و كنت إلى وقت قريب عضوا بارزا في مجلس أمناء وورلد ليرنينغ الأمريكية بواشنطن وفيرمونت، و شغلت كذلك منصب نائب رئيس منظمة التنمية الدولية (2017-2022) وكذا منصب نائب رئيس الشبكة الدولية البرلمانية حول البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بين عامي 2018 و 2022، كما أني أشتغل أحيانا كخبير في الاقتصاد والتنمية لدى مدرسة فرانكفورت للمال والأعمال وكبير مستشاري أرثر دو ليتل (فرع دبي) في السياحة وصناعة السفر والطيران.

بين سنتي 2012 و 2016، يضيف حداد، اشتغلت وزيرا للسياحة في الحكومة المغربية وآنذاك كان لي شرف انتقال المغرب إلى ما فوق عشرة ملايين سائح وإلى وجهة مرجعية للسياحية العالمية وكذا وجهة نموذج في ميدان السياحة الإيكولوجية والسياحة الثقافية وسياحة المؤتمرات.

قبل ذلك ، ولمدة خمسة عشر سنة عملت لدى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وصناديق الأمم المتحدة ومانحين دوليين أمثال الاتحاد الأوربي ووكالة التنمية الفرنسية والألمانية والبريطانية كخبير دولي في التدبير الاستراتيجي والتنمية والتكوين والديمقراطية والتواصل والتتبع والتقييم وريادة الأعمال وتغيير السياسات.

أنا في الأساس أستاذ جامعي لأكثر من ثلاثين عامًا في مؤسسات مختلفة عبر العالم خصوصا في المغرب والولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا وإسبانيا، وصب اهتمامي في التدريس على ريادة الأعمال والآداب العالمية والتواصل والعلوم السياسية والاقتصاد والتنمية والقضايا الجيواستراتيجية وغيرها.

كما شغلت منصب المدير الإقليمي لأنظمة التدبير الدولية (2001-2012)والذي يوجد مقرها بواشنطن، ومديرًا أكاديميًا لبرنامج المغرب في مدرسة التدريب الدولية (2000-2011) والذي يوجد مقرها بولاية فيرمونت بالولايات المتحدة، ومديرا لوحدة “التنمية والثقافة” (1998-2002) بجامعة محمد الخامس بالرباط، ومديرا لبرنامج الماجستير في إدارة الأعمال بجامعة توماس أكويناس الأمريكية وهايتاك المغربية (1998-200)، ومديرا لشعبة التواصل بجامعة الأخوين (1994-1996) بمدينة إفران بالمغرب.

لكوني حاصل على دكتوراة الدولة من جامعة انديانا ودكتوراه السلك الثالث وكدا الماجستير من جامعة محمد الخامس، فإني أهتم كثيرا بالبحث وأعشق الكتابة بالانجليزية والعربية والفرنسية والإسبانية. لي عدة كتب وعشرات المقالات بكل هذا اللغات. وفي 2019 وحدها نشرت للتو كتابين (حول “جدلية التنموي والسياسي” باللغة العربية و حول “المساءلة والمحاسبة، أو كيف يمكن تقييم عمل الحكومات” باللغة الإنجليزية) وفي 2020 كتبت كتابا حول “الفايكنيوز والخطر على الديمقراطية” تم نشره في 2022.

ونشرت كتابا إلكترونيًا بالانجليزية في 2021 حول “إدارة الأعمال في زمن التغيرات التكنولوجية الكبرى” على موقع أمازون المشهور . وفي 2023 نشرت كتابا عنونته ب “في قلب العاصفة: رؤى نقدية في زمن التغيير”. كما أنني أشرفت على إعداد كتاب جميل حول مدينة أبي الجعد اسمه “بجعد؛ أرض التصوف والروحانيات(2023).

أما مقالاتي حول إدارة الأعمال فأقوم بنشرها في “الهارفارد بيزنيس ريفيو” و “أنترونبرونور”، وأنشر كذلك مقالات رأي في “الشرق الأوسط.” و “هيسبريس” و “موروكو وورلد نيوز” “وتشالينج” و “ألطايار” وغيرها.

وعن مساره السياسي، يقول الوزير السابق، “في الحقيقة آرائي نابعة من أفكار الحركة الوطنية وناضلت حين كنت شابا يافعا في أحضان اليسار وكانت لي علاقة أسرية متينة مع حزب الاستقلال، وجودي في الحركة الشعبية كان لأني كنت مهتما بقضايا البادية والمناطق الجبلية والثقافة الأمازيغية وكنت أرى فيها المكان اللائق للنضال من أجل هذه القضايا. وبالفعل كانت هناك جهود من أطر الحزب للتفكير في نموذج أمثل للبادية والإصلاح الزراعي وقضايا الثقافة، ولكن حمى قوية من الاستقطاب أصابت الحزب بعد تواري أحرضان إلى الوراء ولم تتمكن القيادة من رأب الصدع والدفع بالحزب للمضي قدما إلى الأمام، فغادر من غادر وغضب من غضب وتوارى الكثير إلى الوراء، و بدأ مسلسل من المد والجزر انتهى بمنع التزكيات عن المناضلين ودخل الحزب فترة تسوية حسابات ذات طابع شخصي لا علاقة لها بالنضال السياسي. آنذاك تبين لي، أن أعود إلى أحضان الحركة الوطنية وحزب الاستقلال بالضبط الذي لي أكثر من علاقة فكرية وأسرية وتاريخية معه.”

وتحدث حداد عن وزارة السياحة وعن أبرز ما تغير في القطاع إبان حقبته و ما بعدها، قائلا: “حين أحاول مراجعة الإنجازات تصيبني الدوخة، كل هذا في خمس سنوات؟ كانت خمس سنوات من الإنجاز والعطاء استثنائية، والكل رغم شح الموارد والأزمة والعراقيل التي نعرفها جميعا. ”

بين عامي 2012 و 2016 كوزير السياحة و رئيس مجلس إدارة الشركة المغربية للهندسة السياحية ورئيس مجلس إدارة المكتب الوطني المغربي للسياحة قُدْت تنفيذ استراتيجية تطوير السياحة على المدى الطويل، وكنت أتدخل في جميع سلاسل قيم السياحة وصناعة الأسفار، بما في ذلك التشريعات، وتطوير الفنادق والوجهات، وإدارة الوجهات، وتطوير الطلب، والتواصل، وتطوير الموارد البشرية. وقمت بتوقيع برامج تعاقدية مع كل جهات المغرب لتعزيز تطوير الوجهات و دعم الاستثمار في الفنادق والمطاعم وغيرها لإبراز مقومات الجهات وإمكانياتها. تحت إشرافي، وصل عدد السياح الوافدين إلى المغرب 10 ملايين في 2013 و 13 مليون في 2016. وعملت عن كثب مع المستثمرين ومطوري الفنادق وسلاسل الإدارة الدولية، مما زاد من قيمة الاستثمار في المغرب كوجهة لتصل إلى مليار دولار سنويًا. كما عملت بشراكة مع الدول الصديقة لتطوير الوجهات في أفريقيا والشرق الأوسط وكان صوت المغرب قويا في المعارض الدولية للسفر والمنتديات الاستثمارية.

وفي تلك الفترة ترأس المغرب لأول مرة اجتماع وزراء السياحة خمسة زائد خمسة في الدارالبيضاء (يناير 2016) حول موضوع “السياحة وتغير المناخ”. كما أننا قمنا بوضع برنامج خاص لتطوير السياحة في الأقاليم الجنوبية كجزء لا يتجزأ من النموذج التنموي للأقاليم الصحراوية الذي أشرف عليه جلالة الملك وتضمن التزامات تهم 84 مشروعًا بإجمالي تكلفة قدرها 360 مليون درهم .

وخلال هذه الفترة ارتفعت الطاقة الاستيعابية بشكل ملحوظ حيث تمت إضافة 39000 سرير، 40% منها في فنادق الإقامة، 20% في الرياضات، و11% في فنادق خمس نجوم، و9% في فنادق ثلاث نجوم…

كما أن الناتج المحلي الإجمالي للسياحة ارتفع بنسبة 3% سنويًا وارتفع الناتج الإجمالي القائم على العملة الصعبة من 5.7 مليار دولار إلى ما يقرب من 7 مليارات دولار خلال خمس سنوات، وارتفع رقم معاملات السياحة من 9 مليارات دولار إلى ما يقرب من 12 مليار دولار.و ارتفع الاستهلاك المحلي للسياحة بمتوسط 3.7% سنويًا من عام 2012 إلى عام 2016 .كما ارتفعت الوظائف المباشرة بناءً على السياحة بنسبة 2% سنويًا بين عامي 2012 و 2016.

كما أن عدد الوافدين العابرين للحدود نما بنسبة 3% سنويًا. ارتفع عدد الوافدين عبر الرحلات الجوية من 64% (إجمالي الوافدين) في عام 2012 إلى 69% في عام 2016.
وشهد عدد الوافدين عبر الجو نموًا سنويًا بنسبة 4% بين عامي 2012 و 2014.وارتفع عدد الوافدين من ألمانيا والمملكة المتحدة بمعدلات 13% و 12% على التوالي، وشهد عدد الوافدين من البرازيل والهند والصين نموًا سنويًا بنسب 19% و8% و15% على التوالي.

كان لي شرف تأسيس شراكات في جميع أنحاء العالم لتطوير السياحة وتبادل أفضل الممارسات في المجال، وهمت هذه الشراكات الغابون ومالي والكوت ديفوار وغينيا كوناكري، وإسبانيا، وفرنسا، والبرتغال، وفيتنام، وروسيا والصين، كما همت منظمات متعددة الأطراف كالبنك الدولي، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة السياحة العالمية والمنظمة العربية للسياحة.

أما على مستوى الترويج فقد قمت بقيادة وفد رعرفت الحكومات المغربية مرور شخصيات ووجوه ظلت راسخة في أذهان المغاربة، سواء جال ونساء الأعمال والمؤسسات المهتمة للتعريف بالوجهة المغربية في معارض عالمية وعلى مدى السنوات، خصوصا في برلين ITB، ومعرض باريس للسياحة العالمي، ومعرض لندن
WTM، ووارسو، وFitur مدريد، وATM دبي، وBIT ميلانو ومعرض سياحة بأبيدجان وغيرها. كما شاركت في منتديات الاستثمار في ميدان السياحة والضيافة وصناعة الأسفار بدبي، وباريس، ولندن، وموسكو، وبكين، ومدريد، والدار البيضاء، وتونس، ولشبونة، وبرلين، وليبرفيل، والرياض، وغيرها.

وفي 2015 قمت بتنظيم مبادرة السياحة العابرة للأطلسي بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية حيث حضر الحدث وزراء وممثلون من أوروبا والأمريكتين وأفريقيا. وكانت الأهداف هي تعزيز دور المغرب في تطوير العلاقات ما بين دول الجنوب ودول الشمال على أساس المشترك الذي هو المحيط الأطلسي. وتناولنا بالدرس التأثير الإيجابي للسياحة على تطوير المحيط الأطلسي كفضاء للسلام والازدهار.

وفي ديسمبر 2015 قمت بتنظيم القمة الرابعة للمدن السياحية وقمت بصياغة “ميثاق المدن السياحية” الذي وقع عليه المشاركون. كانت أهداف الميثاق هي توحيد الأطراف المعنية حول هدف تطوير السياحة الحضرية ورفع الوعي لدى السلطات المحلية وعمداء المدن بشأن أهمية السياحة فيما يتعلق بالمدن السياحية في أفريقيا والعالم.

في 2014 أخرجنا إلى الوجود مفهوم “العطل الجهوية” بشراكة مع وزارة التربية الوطنية وذلك لتشجيع السياحة الوطنية، وفي نفس السنة قمت بتعديل القانون المتعلق بالإقامات العقارية ذات الاستعمال السياحي (RIPT).

ويهدف تعديل القانون رقم 01-07 إلى تحويل نظام RIPT من نظام امتلاك الأراضي إلى نظام مهني، من خلال جعل مسؤولية وحدات الإقامة على عاتق المالكين.

كما يتيح الإطار المقترح للمشترين شراء سلعهم معفاة من الضريبة المضافة وتخفيف الشركات المسيرة من عبء تجهيز وحدات السكن الخاصة بالمنشآت السياحية. لقد أثرت هذه التغييرات بشكل إيجابي على الإيجارات المستحقة لأصحاب المشاركة وزادت من جاذبية المنتوج.

وفي 2014 أجريت تعديلا مهما على نظام تصنيف المؤسسات السياحية، وتتمثل إحدى الابتكارات الرئيسة للنظام الجديد للتصنيف في إدخال مفهوم التدقيق في الجودة على شكل زيارات سرية يقوم بها مدققون متخصصون، خاصة بالنسبة للمنشآت الفاخرة (الفنادق، نوادي الفنادق، بيوت الضيافة، الرياضات والقصبات في الفئات التي تزيد عن أو تساوي 3 نجوم).

وفي 2014 نظمت الندوة الدولية الرابعة حول السياحة المستدامة والمؤتمر السنوي الرابع للشراكة العالمية للسياحة المستدامة وساهم هذا الحدث في إبراز المغرب كوجهة مرجعية في الحوض البحري المتوسط فيما يتعلق بالاستدامة. كما سمح اللقاء بجمع عدد كبير من الخبراء الوطنيين والدوليين الذين جاؤوا لمناقشة وتبادل الآراء حول موضوع ذي أهمية : “السياحة المستدامة: كيفية قياس الإنجاز والتقدم نحو الأهداف المسطرة “.

وفي 2013، أسست صندوقًا لتطوير تنافسية الشركات السياحية و سميناه ب”مساندة سياحة” ويهدف إلى دعم المقاولات السياسية التي تريد أن تستثمر في استراتيجية التطوير أو الجودة أو التنمية المستدامة أو التنظيم والموارد البشرية أو تكنولوجيا المعلومات أو المحاسبة والتمويل. قيمة الصندوق في البداية هي 500 مليون درهم.

وتحدث لحسن حداد، عن تواجده في حكومة بنكيران و عن أبرز ما ميز علاقته بالوزراء و التجربة الوزارية، خصوصا حزب ذو مرجعية دينية مع قطاع سياحي منفتح، قائلا”لم يكن من السهل إقناع من كانوا من العدالة والتنمية بأهمية السياحة ولم يكن بعضهم يدرك أهمية تنمية قطاع صناعة السفر والخدمات المتعلقة بها، بل هناك من كان ينظر إلى السياحة على أنها فقط سمر ومجون، وعلى أن السياحة العائلية المحترمة غير مطورة بالشكل المطلوب، وعلى كل، فالفنادق باهظة الثمن وليست في متناول العائلات. ورغم أن هناك شيء من الحقيقة فيما يقوله البعض منهم فالسياحة لم تكن ذات أولوية بالنسبة للكثير منهم. ونظرة البعض للاقتصاد منهم كانت كلاسيكية حتى النخاع: يجب الاعتماد على الصناعة الثقيلة؛ أما الخدمات فهي ثانوية.

أضف إلى هذا، يسترسل الوزير السابق، أن حكومة بنكيران واجهت أزمة مالية واقتصادية تطلبت إعادة ترتيب الأولويات والسياحة لم تكن ضمن هذه الأولويات، لهذا فالعمل الذي قمنا به كان رغم شح الموارد وخفض الاستثمار ب 16 مليار درهم في 2014، وعدم إعطاء السياحة المكانة اللائقة كقطاع خالق للثروة والشغل بامتياز.

وعن تجربة العطل المدرسية حسب الجهات لتشجيع السياحة الداخلية، أكد حداد على أنها كانت فكرة رائدة عمل عليها بشراكة مع وزارة التربية الوطنية وكانت قد أعطت أكلها حيث قل الاكتظاظ وانخفضت أثمان الفنادق وكثرت المنافسة فيما بينها وتم بموجبها تطويل عمر العطل على مدى ما يناهز شهرا مما كان له بالغ الأثرعلى السياحة الداخلية.

الغريب في الأمر، يضيف حداد، أن قرار وزير التربية إيقاف العمل بها آنذاك لم يكن بتشاور مع وزير السياحة، حسب علمي. والقرار غير صائب مهما كانت الأعذار التي تقدم بها وزير التربية وأعوانه. ولكن الغريب في الأمر هو أن وزير السياحة آنذاك والمهنيون لم يحركوا ساكنا، لم ينتقدوا القرار ولم يخبروا البرلمان به ولم يطلبوا التراجع عنه وهم من ظل ينادي بهذا منذ سنوات.

وعن قراءته للوضع السياسي و الاقتصادي بالمغرب في ظل الظروف الراهنة، اعتبر حداد أن الوضع السياسي يتميز بشيء من الإنتظارية والترقب، هل سيكون هناك تعديل حكومي لمواكبة التحولات الطارئة ولتزويد الحكومة بالكفاءات السياسية اللازمة لتدبير الشأن العمومي؟ ربما بعد مؤتمر حزب الاستقلال. على المستوى الحزبي، بعد مؤتمر الأصالة والمعاصرة الذي أدى إخراج قيادة ثلاثية مع ما تقتضيه من فرص وتحديات؛ من جانب آخر، سيعقد حزب الاستقلال مؤتمره في أواخر أبريل. مؤتمرات حزب الاستقلال دائماً تعرف مخاضا عسيرا ولكن الحزب يخرج دائما أقوى.

واعتبر الوزير السابق، أه المعارضة لا زالت مشتتة ولم تقدر بعد على الأخذ بزمام أمر نقد الحكومة نقدا يعطيها السبق في استغلال بعض الإحباط الموجود على مستوى الشارع، لهذا فرواد وسائل التواصل الاجتماعي هم من يقود المعارضة من خارج البرلمان ولكن بشيء من الشعبوية والتحامل وهو ما سيكون له أثر سلبي على النقاش الديمقراطي.

ووصف حداد الوضع الاقتصادي ب”المقلق شيئا ما”، وذلك بسبب استمرار عوامل اللاستقرار على المستوى الدولي تعني أن التضخم لا زال واردا، و سلاسل الإنتاج والتزود لازالت غير مستقرة، كما أن الحروب التجارية لأسباب جيو استراتيجية ستكون مكلفة. توالي الجفاف وشح المياه في المغرب سيكون له أثر على المالية العمومية وعلى أسعار المواد الفلاحية، نسبة البطالة في ارتفاع نظرا لتباطؤ الإنتاج الفلاحي (بسبب شح المياه) وعدم فعالية بعض البرامج الحكومية في ميدان التشغيل، كما أن الاستثمار في السياحة لم يعط أكله بعد وعلى الفاعلين أن يقوموا بتدريب وتكوين الشباب واستخدامهم في مهن السياحة والخدمات خصوصا وأن عدد السياح في ارتفاع مستمر بفضل الرفع من الترويح على مستوى الأسواق السياحية الكلاسيكية والواعدة.

ودعا حداد الحكومة الى إعطاء الأولوية لإدماج المرأة في سوق الشغل كما وعدت، مشيرا إلى أن قانوني المالية السابقين لم يأتيا بإجراءات في هذه الإطار.

وفي قراءته لعلاقة المغرب بمحيطه الإقليمي و الوضع الأمني بالمنطقة المغاربية، اعتبر حداد أن التهديدات واردة وهي حقيقية، من الجيران، من الجريمة المنظمة، والمنظمات الإرهابية في الساحل، والهجرة غير المنظمة، و حالة اللاستقرار في الصحراء الكبري وبعض دول إفريقيا الغربية. المغرب يطور ترسانته الدفاعية وأجهزته الأمنية يقظة وتعمل بمهنية، وجنوده يرابطون على الثغور، وهناك إجماع وطني على أن الوحدة الترابية وأمن البلاد أمر حيوي بل ومقدس. ولكن العمل مع شركائنا في اوربا وأمريكا والشرق الأوسط وإفريقيا أساسي للاستباق وإيجاد الحلول السلمية للقضايا الخلافية وتبادل المعلومات وتدريب قوات التدخل وديمومة جاهزية المنظومة الأمنية في الداخل والخارج. الخطر وارد ولكننا جاهزون لرفع التحدي مهما كان أصله وطبيعته.

و بعيدا عن السياسة و الحياة المهنية، تحدث الوزير السابق عن “روتينه” في الشهر الكريم، مشيرا أن “رمضان له طقوسه الخاصة وطعم خاص، الصوم والصلاة ولحظة الإفطار مع الأهل والأحباب والأصدقاء والسمر في بعض الأحيان هذه كلها تعطي نكهة خاصة لأجواء رمضان. أحب الموسيقى الصوفية والأمداح والقراءات الجميلة للقرآن.. أنا أشتغل في الصباح وأكتب وأقرأ طول النهار وقبل آذان المغرب أقوم بشيء من الرياضة. قد أزور الوالد والعائلة وبعض الأصدقاء نهارا، برنامجي بسيط ولكنه حافل بالأنشطة. أكلٌ قليل وبسيط في الليل ونوم معقول، أحاول ألا أغير برنامجي كثيرا حتى أكون بنفس مستوى الإنتاجية في رمضان”

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. العطل الدراسية بفرنسا تتم حسب الجهات لتقليص الاكتظاظ وتشجيع السياحة، وربما سي الحداد أتى بهذه الفكرة قدوة بنظام العطل الدراسية، وهي فكرة صائبة.

  2. سلام الله عليكم.ان التجربة تقول ان التطور القطاعي لاي قطاع معين لايكون بقرارات وزارية.كما هنا اجماع الاعتبار العائد الماي الجباءي يبقى المؤشر الحقيقي بقدرة ديناميكية اي قطاع .ادن ماهي المردودية الجباءي للقطاع السياحي غير ما بدره من عملة صعبة التي يتعين تدقيقها بعد خصم نفقاتها ،اي العملة التي تحول إلى الخارج و لنفس الغرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى