برامج القنوات العمومية تغرد خارج السرب في شهر رمضان
عام بعد عام ترسخ القنوات العمومية طبيعتها الإستهلاكية للشعب وتتكثف هذه الصورة النمطية مع قدوم كل شهر رمضان حيث ان المتابع لهذه القناة يكتشف بأن هذه القناة تمعن في استبلاد متابعيها .
وقد بقيت هذه القناة وفية لهذه الاستراتيجية سواء من حيث تحليلنا للمواضيع التي تتناولها تلك البرامج أو من حيث شكلها . ففيما يخص المواضيع تجدها لا تنعكس على واقع المواطن المغربي سواء السياسي منه أو الاجتماعي لتبقى في كليتها تائهة في السوريالية كونها تحاول تصوير المواطن المغربي على أنه بسيط في فكره وفي سلوكه وفي نفس الوقت جعله يتمثل تلك الصورة والركون إليها والاقتناع بها أما من حيث الشكل فهي تتبنى خطابا أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه كوميدي بهلواني لا يصلح في حقيقة الأمر إلا لمخاطبة أطفال لم يتجاوزوا مرحلة المستوى الابتدائي على أكثر تقدير.
فجميع الأعمال والبرامج الرمضانية المبثوثة هذه السنة بالمغرب هادنت الوضع السياسي والاجتماعي المتردي للمغاربة، وأحجمت عن إدانته وتذنيبه ،وتناولت بالمقابل وقائع جانبية لا تتسم بالحيوية والجاذبية ، ولا تتماشى وتلبية انتظارات المغاربة من تحقيق السلم والأمن الاجتماعي ، جميع المقاربات تطبعها السخرية بهدف الضحك والفرفشة من قبيل تمثلات جزء من المغاربة لمواقع التواصل الاجتماعي ،وتناول قضايا العقار ..وتلك التجاذبات التقليدية بين البدوي والحضري .. بعيدا عن اعتبار التلفزيون منصة للعقاب السياسي للحكومة بطريقة فنية.