إحتفال المغاربة برأس السنة الميلادية و الجدل ” المتجدد”
كل نهاية سنة، يتجدد ” الجدل ” بين المغاربة، حول مشروعية الاحتفال برأس السنة الميلادية، بين محرم لها ومجيز، وهو الأمر الذي يتكرر مع عدد من المناسبات كما هو الأمر مع احتفالية المولد النبوي الشريف، حيث أن الغالبية من المغاربة يحتفلون بنهاية السنة من دون نية “التشبه بالنصارى أو تبني معتقداتهم”، ولكن الاحتفال بالنسبة لهم لقاء في إطار عائلي تطبعه الفرحة والبهجة لا غير.
في الجانب الآخر الذي يعترض على الاحتفال، نجد هناك شيوخ خصوصا من المشرق لا يجيزون هذه الاحتفالات خصوصا ما تعلق منها بنفس احتفالات أهل الكتاب، وطقوسهم في الاحتفال.
علماء مسلمون يعتبرون أن كُل عملٍ يُراد به التقرُّبُ إلى الله تعالى ينبغي أَنْ يكون وَفْقَ شَرْعِه وعلى نحوِ ما أدَّاهُ نبيُّهُ صلَّى الله عليه وسلَّم، ومراعاة الكمِّيةَ والكيفية والمكان والزمان المعيَّنة شرعًا، فإِنْ لم يَهْتَدِ بذلك فتحصلُ المُحْدَثاتُ التي حذَّرَنا منها النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في قوله: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ»(١)، وقد قال تعالى: ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْ﴾ [الحشر: 7]، وقال تعالى: ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓأَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور]”.
في سياق متصل، هناك مدافعين عن مشروعية الاحتفال وتهنئة النصارى بعيدهم، نجد رئيس رابطة العالم وزير العدل السعودي السابق الشيخ محمد العيسى، الذي قال في حديث لقناة “أم بي سي”، إنه “لا يوجد نص شرعي يمنع تهنئة غير المسلمين بـ”الكريسماس” وغيرها من الأعياد الأخرى، لافتًا إلى أن تبادل التهاني مع غير المسلمين، صدر بجوازها فتاوى من علماء كبار في العالم الإسلامي، ولا يجوز الاعتراض على أي مسألة تتعلق باجتهاد شرعي”.
وأكد العيسى، أن الاعتراض فقط يكون في المسائل المجمع عليها إجماعا قطعيا، وليس ظنيا، مشيرا إلى أن تهنئة غير المسلمين، مصلحة ظاهرة تخدم سمعة الإسلام، مضيفًا أن الإسلام يبيح أكل طعام “أهل الكتاب”، وهي الذبائح، ولم يبح طعام غيرهم مستدركا، وهذا لا يعني الإقرار بدينهم.
وأشار إلى أن الزواج عند أهل الكتاب، يتم على عقيدة “باسم الأب والابن والروح القدس”، معلقا، ورغم ذلك زواجهم صح على عقيدتهم بدليل لو أسلموا لا يطلب منهم تصحيح العقد، قائلا، ولا يفهم من ذلك الإقرار بعقيدتهم أو التشجيع عليها، متابعًا أن الهدف من هذه التهاني، هو تعزيز التعايش والوئام، في عالم هو اليوم أحوج ما يكون لذلك.
وتشكل نهاية السنة، فرصة للمغاربة للتجمع العائلي، وتبادل التهاني بين أفراد المجتمع، كما يتم كذلك الاحتفال بالسنة الهجرية، دون خوض الكثيرين في المشروعية من عدمها، ويبقى اللقاء العائلي او مع الاصدقاء من أبرز الاشياء الإيجابية للسنة الميلادية .