سحب البيرو اعترافها بجمهورية الوهم ..اختراق للدبلوماسية المغربية وتحدي لكسب اليسار الكولمبي

نجحت الدبلوماسية المغربية مؤخرا في تليين وتحييد مواقف مجموعة من دول أمريكا اللاتينية والجنوبية، والتي ظلت لعقود رهينة سياسة “الكرسي الفارغ” الذي استغلته البوليساريو عبر داعمتها الجزائر في الترويج لاطروحة الانفصال وجمهورية “الوهم”.

الاختراق الدبلوماسي للمغرب ، في دول أمريكا الجنوبية جسده سحب دول عديدة اعترافها بجمهورية الوهم وتجميد اخرى لهذا الاعتراف، اخرها دولة البيرو، التي عبرت في بلاغ صادر عن وزارة العلاقات الخارجية، عن احترامها للوحدة الترابية للمملكة المغربية، وسيادتها الوطنية، وكذا لمخطط الحكم الذاتي المتعلق بهذا النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.

سحب البيرو اعترافها بجمهورية الوهم اتُّخذ انسجاما مع الشرعية الدولية المنصوص عليها في ميثاق منظمة الأمم المتحدة، وفي احترام كامل لمبادئ الوحدة الترابية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وياتي – كما عبرت الخارجية البيروفية – لدعم الجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن من أجل التوصل إلى حل سياسي وواقعي ودائم وتوافقي للنزاع حول الصحراء ، وهو ما يشكل ضربة موجعة لجبهة البوليساريو الانفصالية .

وفي الوقت الذي نجحت فيه الدبلوماسية المغربية في تحقيق مكسب سياسي كبير بسحب البيرو اعترافها بالبوليساريو ،يبرز تحدي توجيه البوصلة صوب دول – كولومبيا – برزت فيها احزاب يسارية تجهل تاريخ النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية ، ورهينة رؤية السبعينيات والثمانينيات التي تلعب على وترها جبهة البوليساريو ومكنها – بمكر – من تسول تعاطف بوكوتا .

ويبقى التوجه صوب دول أمريكا اللاتينية والجنوبية( اخر معاقل جمهورية الوهم ) قدرا محتوما على الدبلوماسية المغربية ، سيما بعد اقتناع عدد من دولها بالمشروع السياسي المفلس وغير الاخلاقي لشرذمة البوليساريو .