أخنوش بمجلس المستشارين لمناقشة “واقع التعليم وخطة الإصلاح”

بادء ذي بدء ،لابد ان ننوه بالاعتراف بأن التعليم في حاجة اصلاح، بسبب العديد من المخططات التي اتخذت في السابق دون رؤية واضحة و التشخيص الدقيق لواقع النتاءج السلبية التي تم الحصول عليها في مجال تربية و تعليم اولادنا ببلادنا،
و من اجل اصلاح شمولي لمنظومة التربية و التعليم ببلادنا ،و الرقي بها لمصاف الدول الرائدة في هذا المجال ،لابد اولا من تحديد اي تعليم نريد ، حيث يعتبر تحديد الهدف المرحلة الاولى في هذا الاصلاح ، ثانيا تحديد الوسائل التي بواسطتها يمكن تحقيق الهدف المسطر، ثالثا دراسة الوسائل في علاقتها بالهدف ،بناء على مؤشرات و الاستئناس بالتجارب المقارنة في هذا المجال،
وقبل مباشرة العملية ،يتعين القيام لمرحلة تمهيدية الهدف منها تشخيص مختلف العراقيل و العواءق التي تحول دون الرقي بالعملية التعليمية ببلادنا ،انطلاقا من القطع مع سياسة الاسقاطات التي نهجتها مختلف الحكومات في هذا المجال ،و الابتعاد عن التجارب المقارنة التي ابانت عن فشلها .خصوصا التجربة الفرنكوفونية ،التي كانت تصلح لمرحلة تاريخية معينة،و الانفتاح على بعض التجارب الانكلوساكسونية و بعض التجارب بالدول الإسكندنافية.
و تاتي في المرحلة الأخيرة ،عملية التقييم ،والتي يتعين أن تكون في مدة قصيرة و محددة،
من الناحية السياسية ،يجب ان يحظى التعليم بالاولوية في السياسات العمومية ،و يرقى إلى أهم استراتيجيات الدولة،بعيدا عن المزايدات السياسية و المصالح الانتخابية ،بالنظر الى دور العملية التعليمية في تكوين و تنشءة الأجيال ،التي ستكون قادرة في المستقبل على تحمل المسؤولية العمومية.