“نيستلي” تهين المرأة المغربية.. هل تطالها حملة “المقاطعة الشعبية؟
أطلقت شركة “نيستلي” قبل أيام، أولى حلقات برنامج إشهاري جديد من نوع “تلفزيون الواقع” تحت عنوان “باغي نتزوج”.
فكرة البرنامج، تدور حول بحث “الحاجة” وهي أم مغربية على زوجة “مثالية” لابنها الوسيم والمدلل”سيدي أنس”، حيث تقدمن خمس شابات يمثلن فئات اجتماعية وثقافية مختلفة، للمسابقة للفوز بالاختبارات ونيل رضا “الحاجة” وقبول ابنها “سيدي أنس”.
برنامج “نيسلتي” خلق ضجة كبيرة وغير مسبوقة بين النشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي، والذبن لم يتعودوا على برامج كماثلة تهين المرأة المغربية بشكل خاص وتحط من كرامة الأنثى بشكل عام.
برنامج “نيسلتي” الذي صور المرأة المغربية على أنها سلعة رخيصة يتم اختيارها وترويضها حسب هوى العريس ووالدته، لقي انتقاذا واسعا من قبل النشطاء الذين اعتبروا محتواه دون المستوى ولا يمثل شيئا مما وصلت إليه المرأة في الوقت الحالي وعلى أرض الواقع.
برنامج “نيستلي” أعاد الترويج لأفكار “رجعية” و”تقليدية” تسعى إلى حصر دور المرأة في البحث عن زوج والسعي إلى تدليله وإسعاده ووالدته، متناسيا أن المجتمع قاد ثورة هامة طيلة السنوات الماضية للرفع من قيمة المرأة وتقديرها وإبراز قدراتها وكفاءتها في كافة المجالات والقطاعات.
برنامج “نيستلي” الذي يهدف إلى الترويج لمنتوجه، تعمد اعتبار المرأة المغربية مجرد أداة سهلة ورخيصة للاشهار، وحاول تصويرها مجرد كائن يصلح للطبخ والتنظيف والتدليل والحمل والولادة.
برنامج “نيستلي” التي حاولت تمرير أفكار “رجعية” و”سلبية” بطريقة اشهارية، لم تسيء فقط إلى المرأة المغربية التي ناضلت وكافحت لاستقلال بلدها وللمساهمة في تنميته الاقتصادية والثقافية والعلمية، بل أساءت إلى مجتمع بأكمله يسعى جاهدا إلى إبراز مكانة هذه الفئة وقيمتها عبر جميع المجالات.
برنامج “نيستلي” سعى إلى خلق “البوز” الفارغ والسيء، معتمدا على مقولة “الغاية تبرر الوسيلة” ومتناسيا أن هذه “الوسيلة” أكبر وأسمى وأعلى من أن تكون مجرد أداة إشهارية للترويج لمنتوج مهما بلغت أهميته أو قيمته.
“نيستلي”اليوم وبدل الاعتذار عن برنامجها ومحتواه الحاط من كرامة المرأة المغربية والمحتقر لمطانتها في المجتمع، زادت الطنة بلة بتقديم تبريرات “بليدة” و”غير معقولة” عنه، كما أصرت وتعمدت التأكيد على استمراره وعدم توقيفه لأي سبب من الأسباب،
“نيستلي” اليوم سعت ببرنامجها إلى الترويج إلى منتوجها والزيادة من مبيعاته في السوق المغربية، غير أنها لم تدرك أو تعمدت عدم الإدراك بأنها وقعت في فخ خسارة شريحة مهمة من زبنائها ومن المغاربة الذين قد يضيفون منتوجها الى “اللائحة السوداء” للمقاطعة “الشعبية”.