يونس البولماني ..انعتاق من الهامش واستقبال جماهيري فريد
يونس البولماني أصبح الآن إسما مألوفا لدى المغاربة فحيثما وليت وجهك في الإعلام المقروء والمسموع والقائمة تطول إلى النت بمواقعه الإجتماعية وجرائده الإلكترونية،.. فالصورة تداهمك و الطلب أصبح واسعا على هذه الإيقونة النادرة التي لم يجعلونها بنادرة عندما ظهرت لأول مرة..إذن فما سر هذه النزوة الفجائية؟ وهذا الشغف الكبير بالنجم التي قدمه الإعلام في أبهى قوام وأحلى صوره حتى أضحت الجماهير تقول من حيث لا تدري (نجم النجوم).
فباعتبار المستوى الفني فلن نجد ليونس ما يشفع له ليظهر مبدعا باعتبار تواضع صوته وبدائية التوزيع الموسيقي لأغانيه التي تنبري في الإطار الهاوي لا غير، إلا أن اعتبارات أخرى وجب الوقوف عليها بإمعان لتقديم مقاربة سليمة و منصفة ربما وجب الأخد بها مستقبلا في عملية الشوبينغ الفني.
فيونس في المخيال الجمعي المغربي يمثل الهامش بجميع تجلياته، فمظهره البسيط وملامحه التي تنهل من محبق العمق المغربي، إضافة إلى تفاعله السلس الغير مصطنع مع الجمهور والذي أضفى على الجمل الموسيقية رونقا بهيا يصل لحد الإبهار؛ ـ قلت ـ كل هذه العوامل حسمت في انتشار أغنية البولماني التي تتماهى مع الذوق الفني العام السائد حاليا والدي ينتصر للكلمات البسيطة والرمز الإيحائي المباشر وهذا ما جسدته عمليا الكلمات الإستهلالية للأغنية ” حتى لقيت لي تبغيني…” التي أصبحت لازمة توظف في مختلف الصور الكلامية على وسائل التواصل الإجتماعي.
هذا التواصل والتفاعل المميز بين المطرب وبين إطاره الإجتماعي سيؤسس لا محالة لنهوض موجة غنائية جديدة ستتماثل في الأشكال والمضامين والأنغام وستنهل من نفس تجربة البولماني لاقتيات النجاح ما دام التسويق هو العلامة الفارقة في ذلك لأن المنتوج الأكثر لمعانا وبريقا هو الدي أصبح يرتقي بصاحبه جماهريا وليس العكس.