قبيل “عيد الشغل”.. الحكومة توقع اتفاقا مع النقابات

ترأس رئيس الحكومة، عزيز أخنوش بمعية السادة الأمناء والكتاب العامون للمركزيات النقابية الأكثر تمثيلا أو من ينوب عنهم،: الميلودي المخارق الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، والنعم ميارة الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وخالد العلمي لهوير وبوشتى بوخالفة ممثلي الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وشكيب لعلج رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، ومحمد العموري رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، اجتماع اللجنة العليا للحوار الاجتماعي، يومه السبت 30 أبريل 2022 بمقر رئاسة الحكومة بالرباط.

وقد حضر هذا الاجتماع أعضاء الحكومة السيدات والسادة: نادية فتاح وزيرة الاقتصاد والمالية، ويونس سكوري وزير الإدماج والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، وفوزي لقجع الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، وغيثة مزور الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة.

وخصص هذا الاجتماع لاختتام جولة أبريل للحوار الاجتماعي، إذ تميز بحفل التوقيع على محضر اتفاق 28 رمضان 1443 ه الذي يعد الأول من نوعه، في سياق شروع بلادنا في تنفيذ محاور النموذج التنموي الجديد الذي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده انطلاقته الفعلية.

فقد حرصت الحكومة منذ تحملها المسؤولية وفقا للتوجهات السامية لصاحب الجلالة نصره الله، وباعتبار الطبقة العاملة المغربية شريكا في المجهود الوطني الاجتماعي لتكريس أسس الدولة الاجتماعية، عل فتح حوار صادق وجدي وواقعي مع النقابات، في إطار عزمها الأكيد على تعزيز التجربة المغربية الغنية في مجال الحوار الاجتماعي، حيث أعطى السيد رئيس الحكومة انطلاقة هذه الجولة خلال اجتماعاته مع المركزيات النقابية الأكثر تمثيلا والاتحاد العام لمقاولات المغرب يومي 24 و25 فبراير 2022.

وبعد سلسلة من الاجتماعات الثلاثية المسترسلة على مستوى اللجن المنبثقة عن اللجنة العليا للحوار الاجتماعي، ويتعلق الأمر بلجنة القطاع الخاص وتشريعات العمل ولجنة المأسسة ولجنة القطاع العام واللجنة المشتركة، وبفضل الإرادة الجماعية لأطراف الحوار، والتفاعل الإيجابي للحكومة مع المذكرات المطلبية للشركاء الاجتماعيين، والرغبة الثابتة لإنجاح جولة الحوار الاجتماعي وإعطائه دينامية جديدة، مبنية على المزاوجة بين تدعيم ركائز الدولة الاجتماعية وتعزيز تنافسية النسيج الاقتصادي الوطني.

وبفضل الروح الوطنية الكبيرة والحس التوافقي العالي والتعاطي الإيجابي للمركزيات النقابية الأكثر تمثيلا والاتحاد العام لمقاولات المغرب والكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، واستحضارا للظرفية الاقتصادية الوطنية والدولية، فقد أفضت هذه الجولة إلى توافق الأطراف الثلاثة والتوقيع على محضر اتفاق للفترة ما بين 2022 و2024.

ويضم هذا الاتفاق مجموعة من الالتزامات المتبادلة منها على وجه الخصوص الرفع من الحد الأدنى للأجر بقطاعات الصناعة والتجارة والخدمات بنسبة 10% على سنتين، والتوحيد التدريجي للحد الأدنى القانوني للأجر بين قطاعات الصناعة والتجارة والمهن الحرة والقطاع الفلاحي، ورفع الأجر الأدنى بالقطاع العام إلى 3500 درهم صافية، بالإضافة إلى حذف السلم السابع بالنسبة للموظفين المنتمين لهيئتي المساعدين الإداريين والمساعدين التقنيين ورفع حصيص الترقي في الدرجة من %33 إلى %36، والرفع من قيمة التعويضات العائلية للأبناء الرابع والخامس والسادس في القطاعين العام والخاص.

كما تقرر تخفيض شرط الاستفادة من معاش الشيخوخة من 3.240 يوم اشتراك إلى 1320 يوما، وتمكين المؤمن له البالغ حد السن القانوني للتقاعد المتوفر على أقل من 1320 يوما من الاشتراك من استرجاع الاشتراكات الأجرية واشتراكات المشغل، بالإضافة إلى تمكين المؤمن لهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، المحالين على التقاعد المتضررين من الجائحة من معاش الشيخوخة، دون احتساب الحالة التي لم يحصلوا فيها على أي أجر أو حصلوا فيها على أجر غير كامل.

كما تعمل الدولة على تقديم عرض، تتحمل تكاليفه، يساهم في تخفيض كلفة الأجر الخاص بالعاملات والعمال المنزليين لدى مشغليهم، إسهاما منها في تشجيع النساء العاملات المشغلات على الانخراط في سوق الشغل ورفع نسبة نشاطهن الاقتصادي.

كل هذه المكتسبات، تنضاف إلى الاتفاقات المبرمة في إطار الحوار الاجتماعي على مستوى قطاعات الصحة والتربية الوطنية، والتي تضمنت مكاسب مهمة لفائدة شغيلة هذه القطاعات، فضلا عن الإجراءات والتدابير التي اتخذتها الحكومة في إطار التفاعل مع تداعيات الظرفية الاستثنائية الناتجة عن مواصلة مرحلة التعافي الاقتصادي جراء الجائحة والظروف المناخية الصعبة وتقلبات أسعار المواد الأولية والمحروقات في الأسواق الدولية لفائدة القطاعات المتضررة، والرفع من قيمة الدعم المباشر للمواد الأساسية خاصة القمح والسكر وغاز البوطان وثمن الكهرباء لضمان استقرار الأسعار والحفاظ على القدرة الشرائية لعموم المواطنات والمواطنين.

وقد تم الاتفاق على جدولة زمنية لإخراج القانون التنظيمي المتعلق بشروط ممارسة حق الإضراب ومراجعة بعض مقتضيات مدونة الشغل والقانون المتعلق بالنقابات المهنية ومراجعة القوانين المنظمة للانتخابات المهنية، وفق المنهجية التي ستتخذها اللجنة المحدثة بموجب الميثاق الوطني للحوار الاجتماعي، باعتبارها الفضاء الأمثل لمناقشة تشريعات العمل وتحديد التعديلات.

ومن ناحية أخرى، تميزت هذه الجولة، بتوقيع الأطراف الثلاثة على الميثاق الوطني للحوار الاجتماعي، استجابة للمطلب الجماعي الملح بمأسسة الحوار الاجتماعي، من أجل تعزيز مكتسبات التجربة المغربية وإيجاد الآليات الكفيلة بتفادي نقط ضعفها لاسيما على مستوى تنفيذ الاتفاقات، وتأمين الاستدامة والانتظام.

وستمكن هذه التجربة غير المسبوقة، من تدبير الحوار الاجتماعي متعدد المستويات، بالارتكاز على مرجعية السنة الاجتماعية وفق منهجية واضحة ودورية ومواعيد مضبوطة وأدوار محددة لمختلف الهياكل المنبثقة عن اللجنة العليا لقيادة الحوار الاجتماعي والآليات القائمة في إطار مدونة الشغل، مع حكامة فعالة لضمان التكامل والالتقائية بين مختلف الآليات.

وإيمانا بالأدوار الكبرى التي تضطلع بها المنظمات النقابية، باعتبارها شريكا أساسيا، فسيتم إحداث، ولأول مرة، آليات مواكبة للمأسسة، ويتعلق الأمر بالمرصد الوطني للحوار الاجتماعي ليشكل فضاء لترسيخ الثلاثية وتوسيع دائرة القوة الاقتراحية ويتولى مهمة اليقظة الاجتماعية وإنتاج المؤشرات وتتبع وتحيين المعطيات وتنسيق إعداد التقرير السنوي حول المناخ الاجتماعي. هذا بالإضافة إلى إحداث أكاديمية التكوين في مجال الشغل والتشغيل ومناخ الاستثمار من أجل الرفع من قدرات الفاعلين في مجال الحوار الاجتماعي والمفاوضة الجماعية والآليات البديلة لحل وتدبير النزاعات والوساطة الاجتماعية.

مقالات ذات صلة

‫19 تعليقات

  1. إن الاتفاق الجديد سيعطي خطوة إيجابية استراتيجية في طريق إرساء الثقة بين الحكومة والنقابات…

  2. نتمني ان يتحقق هذا الإنفاق الحكومي بين النقابات وليس كلام حبر على ورق فقط نريد المعقول والتغيير والاصلاحات في حق الشغيلة الجماعية والصحية والتعلمية والاقتصادية في مغربنا الحبيب.

  3. يجب أن تكون المصداقية والشفافية وروح وطنية شاملة الأمانة المالية والمسؤولية التضامنية مع الحكومة والنقابات من أجل إيجاد الحلول الجدرية المناسبة للقضايا العالقة كما نتمنى تبادل الاراء والنقاشات في كل ما يهم الموظفين الشغيلة…

  4. نطالب من الحكومة الجديدة أن تراعي متطلبات الموظفين المهنيين والشغيلة وذالك في زيادة الأجور والمعاشات وبهذه الطريقة نكون شيئا ما خففنا من وضعيتهم الإقتصادية والمعيشية القاسية التي يعيشها المجتمع المغربي حالياً..

  5. نريد المعقول والتغيير والاصلاحات وفرص عمل وظائف ووووو وليس التفاهات وكلام فارغ لامحل له من الوجود…

  6. لدينا مطاليب ولكن للاسف الشديد تطبق منها إلا القليل والجزء الآخر يذهب الى سلة المهملات هههههههههههه.

  7. لماذا ، على عكس جميع دول العالم ، المتقاعدون مبعدون دائماً من جدول الاعمال لمثل هذه الاجتماعات ..؟؟؟ ارجو ان اكون على خطأ…

  8. لا أظن أن الحكومة الجديدة ستطبق مطالب الشغيلة الجماعية والصحية والتعلمية والاقتصادية إلا لم يكن هناك حلول مناسبة للقضاء على الوضعية الصعبة الراهنة…

  9. إنها مجرد بروطوكول سياسي فقط تريدون التهدئة فقط شيئ معقول غير مجود أرقام وهمية فقط كلام حبر على ورق فقط هههههههههههه.

  10. أنتم تعرفون جيدا الظرفية الراهنة الصعبة التي يمر منها العالم بصفة عامة وبصفة خاصة المجتمع المغربي حالياً ولجد الآن لم تجدوا حلا مناسبا يرضي الجميع بدون شوشرة ولا مضاهرات…

  11. الاتفاق يتم بينهم وليس بين المواطنين . إنها مجرد اضوكة تضحكون علينا واستهزاءات علينا فقط لا شيء يتغير كل يوم تزداد التفهات ولا حولة لهم ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

  12. إن المنطق النقابي في المغرب جد ماسة إلى التغيير والاصلاح وليس التفاهات وكلام فارغ لامحل له من الوجود. يجب الالتزام بتعاهداتكم ووعودكم للطبقة الفقيرة والكادحة والارامل بتطبيقها…..

  13. هناك فرق كبير بين الطبقة العاملة في اوروبا والمغرب حيث في اوروبا تطبق لهم جميع حقوقهم المشروعة ولكن في بلدنا العكس صحيح هههههههههههه.

  14. ان كانت النقابات تمثل الشغيلة في المجال الخاص و العام و المتقاعدين للدفاع عن حقوقهم المشروعة في بلدنا فالحكومة يجب ان تكون عند حسن الظن لتحقيق هذه المطالب لانها تدرك تماما أحوال الناس لانهم يعيشون داخل البلد و يعرفون اكثر من النقابات ما يجب فعله و يكونون قد قاموا بواجبهم باطمئنان و عملهم يكون محسوبا عليهم لان التاريخ يسجل على الحكومات ماحققوه للشعب الذي ينتخب عليهم بكل الربحية حتى تبقى الثقة في العمل الحكومي و ذون فقدان الامل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى