سطات واقع يَختزل المعاناة في زمن مابعد الانتخابات

اختفاء بعض المنتخبين ممن أفرزتهم صناديق الاقتراع في الانتخابات الأخيرة بعاصمة الشاوية سطات يطرح أكثر من علامات استفهام، بل وإن عدم ظهور البعض منهم في ساحات المدينة وهم يرسمون معالم برامجهم الانتخابية التي عاهدوا الناس عليها، وتعهدوا بتنزيلها يطرح أكثر من علامات استفهام…نتمنى أن يكون المانع خيرا.

أصل الكلام هنا، يستمد قوته من مرجعيات دستورية وقانونية، منها الخطب الملكية التي تعتبر تعليمات صارمة تحدد التوجهات الاستراتيجية الكبرى للدولة..فقد شدد جلالته في أكثر من مناسبة على ضرورة أن يتفاعل الفاعل السياسي مع محيطه الانتخابي لأنه يشتغل لصالح المواطنين وليس لحسابه الخاص، حين قال: ” …وهنا يجب التشديد على أن المنتخب كالطبيب والمحامي والمعلم والموظف وغيرهم، يجب أن يشتغل كل يوم، بل عليه أن يعمل أكثر منهم، لأنه مسؤول على مصالح الناس، ولا يعمل لحسابه الخاص، غير أن هناك بعض المنتخبين يظنون أن دورهم يقتصر على الترشح فقط، وليس من أجل العمل، وعندما يفوزون في الانتخابات يختفون لخمس سنوات أو ست، ولا يظهرون إلا مع الانتخابات الموالية”.

كما أشار جلالته في وقت سابق بالقول:” إذا كان عدد من المواطنين لايهتمون كثيرا بالانتخابات ولايشاركون فيها، فلأن بعض المنتخبين لايقومون بواجبهم، وعلى الوجه المطلوب، بل إن من بينهم من لايعرف حتى منتخبيه”.

نتمنى من جديد أن يلتقط البعض من منتخبينا بمختلف المدن الرسائل من الخطب الملكية السامية، وأن يترجموها إلى حقائق وأرقام ملموس، بظهور علني بالميدان، بهدف معالجة كافة الاشكالات، والاجابة عن تساؤلات المواطنين وانتظاراتهم وحقهم في الحصول المعلومة حين يتعلق الأمر بخلق مناصب شغل تقيهم وأبناءهم شبح البطالة في مدينة تمتاز بموقع استراتيجي ومجمع صناعي بدوره يعاني السكتة القلبية.

فمدينة سطات التي باتت تتغنى بشعار ” لَمْزوق من برا آش خبارك من الداخل”، في إشارة إلى أعمدتها الكهربائية المتلألئة المنتصبة بمدخلها الشمالي، سرعان ما ينجلي جمال صورتها لتظهر مشاهد أخرى مقززة توحي بأن المدينة لازالت تعيش زمن القرون الوسطى، مشاهد يجد معها السطاتيون صعوبة بالغة في الحديث عن شيء جميل أنجز بمدينتهم، فما أن يقوم المرء بجولة قصيرة في عمقها وأحيائها حتى ينكشف المستور وتظهر حقيقة مدينة ظلت تتغنى بالانجازات بمنطق ” الزواق من برا”….أشغال حفر مستمرة، وشوارع تشكي حالها من كثرة الحفر، وباعة جائلون وكأنهم يتحدون السلطات.

وإلى أن تتحقق أهداف الوعود المعسولة الممزوجة بالخطابات في زمن الحملات الانتخابية السابقة، وإلى أن ينزل بعض منتخبينا إلى الساحات والميادين لحمل معاول الاصلاح وفتح قنوات التواصل المباشرة وتنظيم ندوات لبسط برامجهم الانتخابية والسقف الزمني لانجازها…يبقى الأمل معقود على مواطني المدينة وشبابها من الغيورين، ونسيجها الاعلامي والحقوقي، والجمعوي الحر الغير المسيَّس للقيام بواجبه الدستوري كشريك في التنمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى