حملة طبية لإزالة “الجْلاَّلة” بسطات.. ازدحام وسوء تنظيم وزبونية على الأبواب

ازدحام وارتباك وسوء تنظيم وعدم احترام الأسبقية وزبونية بطعم السياسة، هي خلاصة لمشاهد وصور من قلب مستشفى الحسن الثاني بسطات، لمواطنين بسطاء فقراء قادهم القدر والمرض للبحث عن العلاج مجرد ما سمعوا وأخبروا بتنظيم حملة تضامنية لمعالجة المياه البيضاء او مايطلق عليها بمرض ” الجلالة” التي تصيب العيون.

صور لمواطنين وخاصة من العجز حجوا أمس الأحد بكثافة من مختلف الجماعات القروية وحتى المجال الحضري، ضمن وعود مسبقة قدمت لهم….فمن المحظوظين من فاز بالموعد وتمكن من العبور بسرعة البرق ولو لم يكن مسجلا أصلا باللوائح، ومن الناس من جاء مدعوما ببعض المنتخبين والسياسيين والمسؤولين الذين سهلوا له عملية الولوج دون عناء، ومن الناس ممن لا يملكون قوة ولاجاه، وقفوا يتابعون أحداث التدافع والارتباك والفوضى والصراخ والازدحام أمام الباب الرئيسي لمركز التشخيص الطبي دون مراعاة لشروط السلامة الصحية والتباعد الاجتماعي والالتزام بالتدابير الاحترازية وعادوا أدراجهم خاويي الوفاض… ومن النساء ممن احذوذبت ظهورهن، جلسن تحت ظلة شجرة يتابعن بحسرة وتأفف وابتهال للمولى عز وجل.

إن تطرقنا لهذا الموضوع، ليس تنقيصا أو تقزيما من أدوار أي كان من المنظمين، بل الغاية منه تسليط الضوء على الحدث برؤية مغايرة بهدف العمل على تصحيح الأخطاء وترتيب الأولويات دون محاباة من أجل أن تحقق هذه الحملة التضامنية أهدافها النبيلة وتستهدف الفئات الهشة والمعوزة، بدل أن تصبح فرصة للبعض لتحقيق أغراض ذاتية شخصية.

الموضوع ذاته، تفاعل معه الناشط الجمعوي والسياسي والمستشار الجماعي السابق بسطات “عزيز بيدن”، حين كتب على صفحته الفايسبوكية تدوينة قال فيها بالحرف:” الإقبال الشديد الذي عرفه مستشفى الحسن الثاني نهاية الأسبوع الماضي واليوم الأحد بمناسبة الحملة التي ينظمها المجلس الإقليمي لسطات لتشخيص المياه البيضاء لفائدة ساكنة إقليم سطات دليل واضح على هشاشة المنظومة الصحية بالإقليم، وكذلك توضح لنا قلة الحيلة عند فئة لا يستهان بها من المواطنين الذين سئموا الإنتظار وطول المواعيد بالمستشفيات العمومية بالإقليم ولفقرهم وحاجتهم لم يقصدوا المصحات الخاصة”.

وأضاف “بيدن” قائلا: ” فبقدر ما نحبذ مثل هذه المبادرات الإنسانية لفائدة الطبقة التي تعاني العوز والهشاشة بقدر ما نشجب بعض الممارسات اللامسؤولة في طريقة التنظيم والمحسوبية من طرف بعض أعضاء المجلس الإقليمي الذين كانوا أبطال هذه الحملة حرصا على أصواتهم الانتخابية وكأن الملايين التي رصدت للحملة من أموالهم الخاصة وليست من المال العام، هذا الأمر أثر بشكل سلبي على الحاضرين من ساكنة مدينة سطات الذين أحسوا بالغبن جراء إهمالهم رغم حضورهم مبكرا بمستشفى الحسن الثاني”.

وختم المتحدث تدوينته قائلا: ” مثل هذه الحملات تستوجب التفكير والعقلانية، فكان من المفروض تخصيص أسبوع كامل بحيث يتم تخصيص يوم لكل مركز قروي بالإقليم وبالتالي نتجنب الفوضى والإكتظاظ الذي لا يصلح في الوقت الراهن جراء وباء كورونا الذي تعمل السلطات العمومية على احتوائه وتبدل مجهودات جبارة لاحتوائه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى