المتخلى عنهم بسطات.. بعد رفض استقبالهم، مستعجلات المستشفى تحتضنهم

بعد مقال هبة بريس بعنوان “من غرائب الزمان…مستعجلات سطات يقوم مقام دار العجزة والمسنين”، سارعت السلطات المحلية ومعها الصحية لاخلاء قسم المستعجلات من بعض المتخلى عنهم، حيث تم نقل أحدهم على وجه السرعة صوب مستشفى الأمراض العقلية بمدينة برشيد، لكن القائمين على هذا المرفق رفضوا استقباله بدعوى أنه خارج اختصاصاتهم مادام ان الرجل لاتبدو عليه علامات الامراض العقلية والنفسية حسب تقرير طبي، ليتم تحويله صوب ” خيرية المدينة”، هناك تم رفض استقباله من جديد بدعوى أن حالته لا تتلاءم ونزلاء الخيرية.

عاد الرجل المسكين أدراجه، ليتخذ من قسم المستعجلات بمستشفى الثاني بسطات مأوى له ومبيتا في انتظار التفاتة مسؤولة وقرار جريء يسمح لهذا الآدمي الاستفادة من خدمات دار العجزة والمسنين اسوة بباقي النزلاء الآخرين.

للاشارة، فبعد الحملات المحتشمة التي تقوم بها الجهات المعنية لانتشال المتخلى عنهم والمتشردين من الشوارع في زمن البرد والقر، سرعان ما تتم عملية توجيههم صوب قسم المستعجلات بمستشفى الحسن الثاني بسطات لتلقي بعض الاسعافات الاولية.

لكن السؤال المطروح: لماذا لم تتم عملية إعادة ايواء هؤلاء بعد تماثلهم للشفاء وتحسن وضعياتهم الصحية؟ لماذا يحتفظ بهم داخل قسم المستعجلات بدل ترحيلهم صوب دار العجزة والمسنين التي تتوفر على مواصفات وتجهيزات وموارد بشرية تفي بالغرض؟

إن تحول قسم المستعجلات هذا إلى مايشبه دار لإيواء المتشردين والمتخلى عنهم والعجزة ممن تلقوا العلاجات الضرورية واختاروا البقاء والمبيت لشهور طويلة فوق أسِّرة المرضى المهترئة، محولين إلى منطلق للروائح النثنة والنفايات وبقايا الأطعمة، من شأن ذلك ان يعيق الخدمات الطبية بهذا المرفق الصحي الذي يعاني بدوره من اكراهات جمة بفعل ضعف الموارد البشرية والاكتظاظ والغيابات المتكررة لبعض العاملين به خاصة بقاعة مقاومة الصدمات…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى