بلاغ الخارجية الألمانية …إشارات لطي ”الخلاف” وبوادر ”إنفراج الأزمة“

أصدرت الخارجية الألمانية يوم أمس بلاغا حول العلاقات بين المغرب وألمانيا، ركزت فيه على أهمية العلاقات بين البلدين، ومشيدة في نفس الوقت بالمسار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والحقوقي الذي انخرط فيه المغرب، كما عبرت بشكل صريح عن أهمية مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لحل نزاع الصحراء، وكذا عن دعمها للمسار السياسي الذي يطلقه “ستيفان ديمستورا” المبعوث الأممي للمنطقة.

ويرى مراقبون بأن بلاغ الخارجية الألمانية الذي جاء بعيد يومين من تنصيب مستشار جديد لألمانيا خلفا “لأنجيلا ميركل” التي عرفت علاقات المغرب بألمانيا في عهدها لحظات تطور وفترات تدهور خاصة في الآونة الأخيرة، اعتبره مراقبون محاولة ألمانية جدية لإنهاء مسلسل التوتر في العلاقات وإعادة مسارها الى الطريق الصحيح والطبيعي.

ويزكي هذا الطرح الإشارات الإيجابية التي جاء بها البلاغ وخاصة محاولة تبديد المخاوف من الأخبار التي نسبت لتقارير استخباراتية ألمانيا، أبدت فيها الأخيرة تخوفها من سرعة التطور المغربي سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا، وتمتين وتنويع علاقاته الخارجية، وكذا الغموض الذي يلف الموقف الألماني من قضية الصحراء المغربية، والتي تعتبره المملكة ”مناورات عدائية ضد وحدتها الترابية“.

وفي هذا السياق يرى عصام العروسي أستاذ العلاقات الدولية، أن بلاغ الخارجية الألمانية يتسم بالرسمية، وهو من نتائج تعيين المستشار الألماني الجديد، الأمر الذي يفتح المجال أمام إعادة تقييم وتصويب علاقات ألمانيا مع عدد من الدول التي شهدت علاقتها بهم، نوع من التوتر والأزمات كالمغرب، معتبرا البلاغ، مؤشر إيجابي يعني أن المانيا أدركت أخيرا أن حجم خسائرها من قطع العلاقات مع المغرب، أكبر من خسائرها الناتجة عن أزمات مرتبطة بدول اخرى كالجزائر مثلا أو دول أفريقية أخرى.

واسترسل ذات المتحدث في تصريح لجريدة ”هبة بريس“ الإلكترونية، أن المغرب هو الآخر يستفيد من علاقاته بألمانيا مؤكداً وملحاً على العمل بمنطق تبادل المصالح، ومستحسناً في الآن نفسه من أجل طي هذا الخلاف، على اعتبار أن البادرة الألمانية الحالية مهمة وتسير في هذا الاتجاه.

وشدد المتحدث ذاته، على أن التغيير الحاصل في القيادة الألمانية من خلال تعيين المستشار “أولاف سولتشز” والبلاغ الذي أصدرته الخارجية الألمانية مؤشر جدي ومهم، يؤكد على رغبة ألمانيا في تحقيق انفراج وتجاوز للأزمة، التي خيمت على علاقات البلدين، من خلال محاولتها إزالة اللبس عن مجموعة من التقارير التي تم ترويجها سابقا، ومحاولة تصحيح وطمأنة المغرب بخصوص النظرة الألمانية من المغرب باعتباره شريك محوري.

وأردف العروسي، مسترسلاً على أن المؤشر الايجابي الآخر هو تضمين البلاغ لموقف ألمانيا بدعم مقترح الحكم الذاتي واعتباره مقترحا مغربيا مهما، وكذلك دعم المسار السياسي للأمم المتحدة بقيادة المبعوث الشخصي للأمين العام “ستيفان ديميستورا”.

وخلص المحلل السياسي، إلى أن هذا البلاغ الصادر هو دعوة ألمانية جدية إلى حل الأزمة وتبديد المخاوف والانطلاق في شراكة حقيقية جديدة، وعلى المغرب أن ينظر إليها بعيون المصلحة الوطنيا العليا ومصالحه الأساسية، لأن ألمانيا تزن علاقتها بالمغرب بالذهب حيث يقدم لها المغرب أكثر مما يمكن أن تقدمه دول أفريقية أخرى في مجالات الشراكة والاقتصاد والأمن وغير ذلك، معتبرا أن الديبلوماسية المغربية قادرة على الالتقاط الجيد لهذه الاشارات وستعمل على فك رموز الأزمة وإعادة العلاقات الى طبيعتها بما يخدم مصالح البلدين.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مجرد
    من يحتضن إيكوكو السنة القادمة !!!؟؟؟
    أعلنت ألمانيا إحتضانها السنة المقبلة للندوة الاوروبية للتضامن ودعم الشعب الصحراوي (إيكوكو – EUCOCO). وقد تم إتخاذ هذا القرار في ختام الندوة الحالية المنعقد في إسبانيا يومي 10 و 11/12/2021.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى