تصريحات ماكرون عن نظام ”الكابرانات“…رغبة في التجديد وبداية القطيعة

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال لقاء عقده مع شباب فرنسيين ينحدر بعض منهم من أصول جزائرية، أحفاد أعضاء الجيش الفرنسي الذين خدموا بالجزائر والمعروفون ب”الحراكيين، أنه يرى أن النظام الجزائري متعب وقد أضعفه الحراك، مسترسلا بالقول :” لدي حوار جيد مع الرئيس تبون ، لكنني أرى أنه عالق داخل نظام صعب للغاية“، إضافة إلى تصريحات أخرى بشأن الاستعمار الفرنسي للجزائر.

وأثارت هذه التصريحات موجة غضب شعبية قوية، تلاها رد فعل جزائري رسمي، حيث استدعت الجزائر سفيرها في باريس للتشاور، بينما توقع مراقبون أن الجزائر بصدد اتخاد خطوات أخرى ردا على هذه التصريحات.

واعتبر بعض المحللين السياسين والمهمتين، على أن فرنسا باتت تمقت الطبقة العسكرية الحاكمة، وتحاول ايجاد بديل لهم قادر على خلق صيغ تفاهم جديدة، وضمان استمرار مصالحها في الجزائر.

وفي هذا السياق قال رشيد لزرق أستاذ العلوم السياسية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، إن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة عن الجزائر، تشير إلى قرب حدوث تغيير في النظام الجزائري، من خلال انقلاب عسكري سيقوده الضباط الشباب في المؤسسة العسكرية، المتشبعين بمطالب الحراك الشعبي الجزائرية، والرافضين لهيمنة جنرالات فرنسا القدامى أي جيل الخمسينات والستينات.

وأضاف لزرق في تصريح لجريدة هبة بريس الالكترونية، أن الرئيس ماكرون وفرنسا أكثر قدرة على تشخيص أعطاب النظام الجزائري الحالي، باعتبارها الدولة المستعمرة، وكذلك لكون مخابراتها متوغلة بشكل كبير في الجزائر، وتعلم الصغيرة قبل الكبيرة في أمور الجزائر ونظام حكمها، مشيرا إلى أن وصف ماكرون للنظام العسكري الحاكم بالجزائر بالنظام المغلق والصعب للغاية، هو إشارة إلى دخول فرنسا في مرحلة الرغبة في التخلص من أركان النظام القدامى الموالين لها، واستبدالهم بجيل جديد يمكن أن يؤمن المصالح الفرنسية في الجزائر مستقبلا

ولفت المحلل السياسي، إلى أن مناورات النظام الجزائري الأخيرة ضد المغرب، هي محاولات لجر المغرب إلى صراع سيتم من خلاله تمكين النظام الجزائري من فرصة للتنفيس على نفسه، وفك الاختناق الذي يعيشه نظام جنرالات الخمسينات والستينات، مشددا على أن الشعب الجزائري وعدد من ضباط الجيش الرافضين للطغمة الحاكمة سيقولون كلمتهم مستقبلا وسيعملون على تغيير هذا النظام والالتحاق بصوت الحراك الشعبي وتبني مطالبه.

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. التغيير في الجزاىر ات لا محالة في ذلك لان الشباب الجزاىري اليوم لا يقبل الخضوع لنظام عسكري مستبد فهو تواق الى حكم مدني ديمقراطي يحمي حقوق الشعب ويضمن العيش الكريم للمواطن البسيط هذا ما ستعرفه الساحة السياسية قريبا بالجزاىر التي تعيش اليوم على صفيح ساخن وغير مطمىن

  2. مكرون قدم هدية جديدة لجنرلات العسكر ،لان الهدية المغربية لم تاتي اكلها ۔عكس ما يظن المحلل ۔هده الهدية ستدمر الحراك و تقضي علی ما بقي منه۔

  3. مجرد تساؤل.
    هل الجزائر مستباحة !!!؟؟؟
    جاء في المقال ما نصه:
    “واعتبر بعض المحللين السياسيين والمهمتين، على أن فرنسا باتت تمقت الطبقة العسكرية الحاكمة، وتحاول إيجاد بديل لهم قادر على خلق صيغ تفاهم جديدة، وضمان استمرار مصالحها في الجزائر.” انتهى الاقتباس
    هذا الكلام صحيح، لأن الجزائر بدأت تطرد الشركة الفرنسية الوهمية التي استنزفت أموال الخزينة العمومية بفضل الإمتيازات التي منحتها لها العصابة على حساب الشركات الوطنية وشركات الدول الأخرى. ذلك ما لم يهضمه ماكرون وظن أن الجزائر ستبقى واحة مستباحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى