في جلسة بدون صحافة.. الثانوي رئيسا للمجلس البلدي بسطات

في جلسة غابت عنها كاميرات ممثلي الصحافة والاعلام، وحضرت فيها تقنية النقل المباشر على هاتف صفحة الفايسبوك، حسم الاستقلالي المصطفى الثانوي النزال في مواجهة غريمه على كرسي رئاسة المجلس البلدي بسطات بعد حصوله على 18 صوتا من 35 مقعدا، و امتناع ثلاثة مستشارين عن التصويت.

وقد عرف محيط قصر بلدية سطات منذ الساعات الأولى من صبيحة أمس الأربعاء حضورا أمنيا مكثفا بدعم من أفراد القوات المساعدة ورجال السلطة المحلية، فيما مُنع ممثلو وسائل الاعلام من حضور جلسة التصويت التي عرفت شد وجذب بين مكونات الأغلبية وفريق المعارضة، هؤلاء الذين أصروا على حضور الصحافة مستنكرين استبعادها عن مجريات الأحداث.

وقد انطلقت أطوار الجلسة التي انتخب فيها المصطفى الثانوي رئيسا، على وقع الصراعات والمشادات والنقل المباشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ شوهد الجميع ممن كانوا بمحيط البلدية، وهم يتابعون الحدث عبر هواتفهم النقالة من خارج القاعة، فيما تعالت الأصوات من داخلها من قبل بعض المستشارين، الذين أصروا على ضرورة السماح لممثلي المنابر الاعلامية بولوج القاعة دون أن يتم تلبية الطلب بدعوى التخوفات من تفشي فيروس كورونا.

وظل العشرات من مناصري الرئيس الجديد مرابطين وراء السياج الحديدي الذي تم نصبه بمحيط قصر بلدية سطات، ينتظرون خروج الأخير، الذي ترجل ملوحا بشارة النصرة ومهنئا مناصريه بالفوز متعهدا بضرورة العمل على فتح اوراش العمل وخلق فرص للشغل للفئات العاطلة عن العمل، والاسراع إلى معالجة كافة المشاكل المرتبطة بالخدمات والبنيات التحتية، فيما رفعت في الجانب الآخر شعارات معاكسة ومنددة لمناصري الفئة الأخرى.

ويعتبر الثانوي من رموز الساسة الذين سبق وأن تعاقبوا على تسيير دواليب المجالس البلدية السابقة، حيث فاز اليوم في منافسة وصفت ب”الأشرس” في تاريخ المدينة، بعد حصوله على 18 صوتا من مجلس يتكون من 35 مقعدا؛ منها 12 للتمثيلية النسوية، وامتناع ثلاثة مستشارين، اثنين منهم ينتميان إلى تحالف فيدرالية اليسار وواحد إلى الحزب الاشتراكي الموحد، ناهيك عن عن اختيار أربعة عشر مستشارا منطق الانسحاب من الجلسة.

وقد أفرزت التركيبة الجديدة عن انتخاب كل من لحسن الطالبي نائبا أول للرئيس، ورحال فاروق نائبا ثانيا، وبوشعيب الأمامي نائبا ثالثا، ورشيد المشماشي نائبا رابعا، ويوسف منبر نائبا خامسا، وعبد المجيد عطوف نائبا سادسا، وأمينة الربيعي نائبة سابعة، كما تولت فاطمة قرناني مهمة كاتبة المجلس ونائبتها حبيبة بوعزة.

هذا وكان الرأي العام المحلي قد انتظر كثيرا ما كانت ستفرزه جلسة اليوم، لاسيما بعد كثرة الحديث عن طبيعة الأغلبية التي ستتقلد دواليب تدبير الشأن المحلي بمدينة سطات، والتي سمحت للفضاء الأزرق ومواقع التواصل الاجتماعي بتداول معطياتها وأخبارها الحصرية، وعيون المراقبين من متتبعي الشأن المحلي ومعهم ساكنة المدينة يتطلعون لغد أفضل يخرج المدينة من دوامة الاهمال والتهميش والتدبير الارتجالي.

لكن المصطفى الثانوي حينها كان يخرج بين الفينة والأخرى في اتصالات هاتفية حصرية مع هبة بريس، مطمئنا ومتيقنا من أن التركيبة المرتقبة لتسيير وتدبير دواليب المجلس البلدي بالمدينة يسودها الانسجام والتشبع بروح المسؤولية، ولا يهمه محاولات البعض لخلق نوع من الشرخ والبلبلة من خلال اتصالاتهم الهاتفية المتكررة للنيل من التماسك القوي الذي أبان عنه كل من ممثلي حزب الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار، والإتحاد الدستوري، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والحركة الديمقراطية الاجتماعية، والحرية و العدالة الاجتماعية وحزب العهد، والحركة الشعبية، والتقدم و الاشتراكية .
هكذا تكون مدينة سطات، قد طَويت حقبة العدالة والتنمية التي تربعت على كرسي الرئاسة خلال الولاية السابقة قبل أن تجد نفسها في خانة المعارضة خلال الولاية الحالية، تاركة الكرسي للاستقلالي المصطفى الثانوي، الذي لا محالة سيجد أمامه ملفات حارقة بأبعاد مختلفة، منها ما يتعلق بضعف البنيات التحتية وغياب فرص الشغل وارتفاع منسوب العطالة والبطالة، وبعض المشاكل التي تعرفها بعض الوداديات والتجزئات السكنية، ومنها ما يتعلق بضعف الخدمات الطبية والتمريضية، ومنها ما يتعلق بانتشار مظاهر البداوة والكلاب الضالة والدواب المنتشرة، ومنها ما يتعلق بانتشار الباعة وأصحاب العربات، ومنها ما يتعلق بتقزيم بعض الشوارع وطمس ذاكرتها كشارع محمد الخامس الذي أربك حركة السير وساهم في ارتفاع الضغط على شوارع أخرى….كلها ملفات تتطلب حكمة وتبصر ومقاربة تشاركية لمعالجتها انسجاما مع البرنامج الذي رفعه الرجل بمعية باقي ممثلي الاحزاب المشاركة في تشكيلة المجلس البلدي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى