الحملات الانتخابية.. أحزاب ترشح أشباحا على لوائحها

انطلقت الحملات الانتخابية وانطلقت معها أصوات مسؤولي الغد ممن عاهدوا وتعهدوا بخدمة البلاد والعباد…كل واحد منهم يغني على ليلاه، ويتغنى ببرنامجه الانتخابي، ومنهم من عاهد نفسه ومواطني دائرته ومدينته وعقد العزم على تحقيق مطالبهم وهو يعلم علم اليقين أنه صادق في الأمر مع ذاته..فله أجرين على مانوى…ومنهم من بات يتفنن في فن الخطابة والدعاية ويسوق لبرنامجه الانتخابي الذي لا يعلم حتى محتواه ومضمونه ولا حتى النقط المدرجة به، ومنهم من سابق الزمن لوضع ترشيحه والافراج عن لائحته مدعومة بصور وهويات لباقي مكونات لائحته الانتخابية، ومنهم من ارتأى عدم الافصاح عن هويات البعض من مكونات لائحته واكتفى بوضع الاسم دون الصورة، وكأن الأمر يتعلق بشبح غير مرئي في سابقة من نوعها، مما سيجعل المواطن الذي سيدلي بصوته أمام حيرة من نفسه، عندما لا يتعرف حتى على من سيمثله….هؤلاء الذين اختاروا هذا النمط من عدم الكشف عن بعض صور مترشحيهم تحججوا كون الأمر يتعلق ببعض المترشحات من نون النسوة اللواتي رفضن وضع صورهن على الملصقات والاعلانات الانتخابية.

فمادام هؤلاء المتسابقون أو المتسابقات على منصب المسؤولية يرفضوا أو يرفضن الكشف عن هوياتهم أو هن، فكيف لهم غدا بعد تقلدهم للمسؤولية، أن يتواصلوا مع المواطنين، وهم في حقيقة الأمر لم يتعرفوا عليهم؟

ملصقات واعلانات انتخابية لأحزاب سياسية بدون ملامح لأصحابها تثير الاستغراب، بيد أنها تحولت حتى إلى مادة دسمة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال أحد المتفاعلين: ” هذا لي مبغاش يوري وجهو، باين نهار غادي ينجح غادي يهرب بالمرة”، فيما قال آخر: ” من باب المنافسة الشريفة أن يكشف المترشح عن هويته وعن برنامجه الانتخابي للمواطنين الذين منحوه أصواتهم”.

لكن في المقابل، هناك مترشحون يُعدُّون من شرفاء البرامج الانتخابية، من أبناء الوطن وشبابه، شرفهم ومواقفهم هي أغلى ما يملكون، لا يسألون الناس الحافا، ومنهم من انخرط طواعية في تلبية حاجيات العباد دون “بهرجة” ولا اقتناص فرص، وانصرفوا في صمت، عكس البعض ممن ارتأوا التشهير طرب البندير وامتهان الكرامة والتفنن في التقاط الصور وتوزيعها على مواقع التواصل الاجتماعي بنكهة الانتخابات.

بلادنا تعيش مرحلة محورية، وعلى ايقاعات الحملات الانتخابية وما ستفرزه صناديقها من نتائج، وفي أوج أزمة كورونا وتداعياتها، دعونا نحذر من ظاهرة التعناق و”البوسان بلا سباب” الذي في الأصل ماهو إلا رمز للنفاق السياسي على موائد الولائم…لهؤلاء، نقول إن الانتخابات المقبلة هي محطة مفصلية لقطع الطريق أمام مثل هكذا مظاهر وعادات وطقوس قد طلعت للناس في روسهم بلغة العامية أو الدارجة سمها ماشئت…لكن في المحصلة استحضروا مصلحة الوطن، فهو في حاجة ماسة للرجال في زمن النضال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى