مستشفى سطات ومقولة لَمْزَوّق من بَرّا آش خْبارك من داخل؟

بعد أن ظل لشهور عدة بلا اسم ولا عنوان، وبعد أن اختفت يافظته الرسمية من واجهته وفوق بابه الرئيسي إثر أشغال تهيئة محتشمة لم تبلغ مبلغ تطلعات مرضاه ومرتفقيه وأطره الطبية، وبعد أن غادره مديره السابق خالد رقيب تاركا الإدارة تعاني فراغا على مستوى التواصل والاشراف الميداني على مختلف الاجراءات الادارية وفض النزاعات في حينها، عاد المستشفى الاقليمي بسطات من جديد ليطل على وافديه بيافظة تحمل اسمه من جديد باللغة العربية والفرنسية وحتى الأمازيغية، وهي بشارة خير يأمل المواطنون أن تعكس حجم آمالهم في تطوير وتجويد الخدمات به، بدل سياسة ترديد مقولة ” يا لمزوق من برا آش خبارك من داخل”.

فمستشفى سطات الذي غادره الكثيرون من أطره المشهود لهم بالكفاءة، بات محطة أنظار وتساؤلات من قبل العديد من المتتبعين للشأن المحلي، الكل أجمعوا على ضرورة التدخل لانقاذ هذا المرفق الصحي الذي يعاني معاناة حقيقية من سوء تدبير مواعيد العمليات الجراحية ومواعيد التشخيص الطبي، والاكتظاظ والعراك شبه اليومي بقلب قسم المستعجلات، و أفواج من المواطنين يرغبون في اجراء التحليلات المخبرية دون احترام قواعد التباعد والالتزام بالتدابير الاحترازية….داخل أروقته وأجنحته، تجد مرضى من مختلف الأصناف وهم متذمرون، منهم من يتوسل حارس أمن أن يقدم له مساعدة أو يدله على ضالته وحاجته، ومنهم من يبحث تائها بحثا عن طبيبه المختص لتشخيص علته وإعادة قراءة كشوفات الفحوصات الطبية موضوع زيارته، ومنهم من استوفى جميع الاجراءات الادارية والطبية وبيده يحمل ملفه الطبي بحثا عن موعد محدد لاجراء عمليته الجراحية دون أن يأخذ مطلبه على محمل الجد، ومنهم من فقد الأمل فعاد من حيث أتى حاملا معه مرضه وعلته، أو توجه صوب المصحات الخاصة مكرها.

في المقابل، تجد البعض من العاملين به يتحججون بظاهرة الاكتظاظ واكراهات العمل وحساسية المرحلة في زمن كورونا، لكن لا يجب أن يأخذ ذلك كشماعة لتبرير ضعف الخدمات، فهناك مواطنون يبحثون عن حقهم في التطبيب وهم في حاجة لاستقبال يليق بكرامتهم وانسانيتهم تماشيا وروح الدستور.

نعم نتفهم حساسية المرحلة واكراهات العمل، وهي فرصة نشد من خلالها على أيدي الاطر الطبية من الشرفاء بحرارة على وطنيتهم واخلاصهم ونبل أخلاقهم، لكن أن يظل المرضى الآخرون الباحثين عن موعد لتشخيص أمراضهم والاستفادة من اجراء عملياتهم الجراحي تائهين ينتظرون ويعانون ويشكون ويبكون على حائط المستشفى وعلى بابه الرئيسي بدعوى حساسية المرحلة والضغط الكبير على المرافق والقاعات، في حين تجد البعض من الأطر الطبية يسارعون الخطى للعمل بالمصحات الخاصة..فتلك قصة أخرى.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. اليافطة مجرد دلالة على مستوى المرفق الصحي، نتمنى تمكين المسؤولية لأشخاص أكفاء ترقى الى تطلعات الساكنة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى