الشّناقة” وأصحاب “الجيليات الصفراء”.. الثنائي المتلازم زمن العيد
محمد منفلوطي_هبة بريس
لاحديث اليوم داخل أوساط الأسر وعائلاتهم وكبار السن، إلا عن شعار طويل عريض ” واش اشريتي العيد…أو بشحال…”….ويكاد يجزم المرء أن أثمنة الأضاحي لهذه السنة تختلف اختلافا عن عن سابقاتها في المواسم السابقة، بتسجيل فارق كبير اختزل البعض من الكسابة أسبابه في ارتفاع ثمن الأعلاف وتداعيات سنوات الجفاف ونفوق العديد من رؤوس الأغنام…
بين هذا وذاك، يتسلل كائن انساني اعتاد على الظهور أياما قبيل العيد، ليشنق رقاب العباد رفقة باقي الشناقة من بني جلدته معكرا صفو أجواء العيد، ومؤثرا بشكل كبير في أثمنة الأضاحي بأسلوب محبوك يبتز العارضين من خلاله لإجبارهم بالقوة على بيع معروضاتهم تحت طائلة البيع بالمزاد العلني.
مشهد آخر ، لايختلف اختلافا عن سابقه كثيرا، ذلك المتعلق بظاهرة أصحاب الجيليات الصفراء الذين يقفون على رقاب العباد بأسلوب تهديدي، ووجه عبوس، ضاربين عرض الحائط النداءات والأصوات المطالبة بتقنين القطاع، يحتلون كل زاوية وظل، يفرضون قانونهم بأسلوب سلطوي” والله ومخلصتي لمشيتي”….
جولة بسيطة هنا بمعظم أسواق إقليم سطات، قامت بها هبة بريس، حطت الرحال من خلالها ببعض شوارع المدينة، ومحيط السوق الأسبوعي لبيع المواشي، هنا تسود قوانين أخرى لهذه الفئة التي تبدو وكأنها تقيم حواجز عنوانها ” خلص عاد دوز”، والغريب في الأمر والمفارقة المثيرة للجدل، هو أن محيط السوق هذا يضم مرافق أخرى من قبيل مؤسسات للتكوين المهني، وأخرى سكنية، وأخرى بمثابة تجمعات صناعية، وهو ما يجعل المتوجهين إليها يجدون صعوبة بالغة في المرور، بعد أن يستوقفهم هؤلاء بحجة أنهم كانوا زبناء للسوق الأسبوعي وعليهم أداء فاتورة الصنك…في الجهة الأخرى يستوقفك شخص آخر يرتدي “جيلي أصفر” بدوره، لا يسمح لك بالتحرك قبل أن تؤدي…
ووسط ضجيج اليوق، يقف صاحب الكبش المسكين من صغار القوم وأفقرهم، يحكم قبضته على حبل التحكم، بعد أن استطاع تجاوز محنة الشناقة، وأصوات الباعة، وغبار السوق وروائحه النثنة، تجده يقف متسمرا على الباب الرئيسي يتصبب عرقا يتحسس جيبه شبه الفارغ، يبحث عن دريهمات، لعلها تكفيه لنقل أضحيته وهذه المرة على متن دراجة ثلاثية العجلات، أو أن يختار اقتيادها جرا تحت لهيب حر الشمس، وعيون العباد تراقبه وألسنتهم تسأله الحاحا: ” بشحال هذا الخير يا عمي…”.