محلل: ”زيارة هنية للمغرب صححت سوء الفهم ولا يمكن أن تتم دون موافقة الدولة“

هبة بريس – إدريس بيكلم

وصف رشيد البكر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط أن زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، ب”زيارة لتصحيح سوء الفهم ولتقويم المواقف“،  وأنها تندرج في إطار تأكيد المغرب مساندته للقضية الفلسطينية  وثوابتها،  دون إغفال قضاياه الكبرى ومصالحه الوطنية.

وأضاف رشيد البكر، في تصريح لجريدة ”هبة بريس“ الإلكترونية،  أن الزيارة جاءت في وقت تشهد القضية الفلسطينية مرحلة صعبة إثر الحرب الأخيرة على غزة  والتي  خلفت تباينا في المواقف حول هذه  القضية، إنبنى بعضها على مصالح معينة أو اصطفافات إديولوجية ، مشددا على أن المغرب كان دائما الى جانب القضية الفلسطينية ومع الشرعية الدولية وحل الدولتين ، كما أنه موقفه واضحا ومعروفا، رغم كل ما تم ترويجه مؤخرا  من طرف جهات معادية ومتحاملة على المغرب بكونه  أدار ضهره للقضية الفلسطينية  باستئناف علاقته مع اسرائيل، مشدداً في الآن نفسه على أن زيارة هنية أعادت الأمور الى نصابها وصححت هذه المواقف.

واسترسل ذات المتحدث في تصريحه، بخصوص مبادرة دعوة اسماعيل هنية من طرف حزب العدالة والتنمية،  مؤكدا أن هذا  الحزب هو المؤهل أكثر من غيره للدعوة،  لاعتبارات متعددة منها التقارب الإيديولوجي، وكذلك مساهمة منه في  الديبلوماسية الموازية التي من المفروض أن تقوم بها  الأحزاب السياسية، لدعم القضايا الوطنية، مشددا على أن زيارة من هذا الحجم لا يمكن أن تتم بدون موافق وضوء أخضر من الدولة.

واسترسل البكر، مؤكداً أن الزيارة نجحت في تبديد سوء الفهم وأوضحت لمن يريدون الاصطياد في الماء العكر أن المغرب سياسيا ودينيا مع القضية الفلسطينية  ومع حل الدولتين، كما له مصالح وقضايا مع إسرائيل، حيث تتواجد جالية عريضة ومواطنين مغاربة مقيمين هناك، مسترسلاً بالقول :”وبالتالي فالمغرب حاول أخد مسافة بينهما ، والبحث عن توافق وتقريب الهوة بين الجانبين، للدفع نحو حل الدولتين، فضلا على  أن المغرب عمل  دائما على إبقاء الوضع الأصلي لمدينة القدس، ووقف ضد كل محاولات التهويد مدافعا عن المسجد الأقصى والمقدسات الدينية بالمدينة، كما أن الملك  محمد السادس مازال رئيسا للجنة القدس، التي تضطلع بمهام كبيرة وجليلة للقدس والمقدسيين“.

وأورد ذات المحلل السياسي، مشيراً إلى أن تقديم إسماعيل هنية الشكر للملك محمد السادس ، مؤشر على نجاح الزيارة وتحقيق أهدافها، ورسالة لكل من يريد أن يصور المغرب كدولة انقلبت على مبادئها وعلى القضية الفلسطينية ، وعلاقته مع الشعب الفلسطيني وكفاحه علاقة تابته وقوية، وتصريح هنية تأكيد على ذلك، وتصحيح للمغالطات الكثيرة التي صرفت ضد المغرب، مؤكدا  أن هذه المرحلة بحاجة لتفعيل الديبلوماسية وفتح الباب أمام اللقاءات الرسمية وغير الرسمية الموازية  لتقريب وجهات النضر، حتى تحقيق حل الدولتين الدي من شأنه أن يضع صيغ التعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وبخصوص إستئناف المغرب لعلاقته باسرئيل، إعتبر رشيد لبكر أن المسألة دقيقة ووجب التعامل معها بحذر شديد، حتى لا ينحو التحليل منحنيات لا تعبر عن المواقف الحقيقية للدول، مشددا من جديد على أن المغرب ظل متشبثا بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، ووضع القدس الشرقية كعاصمة لها، كما أنه بالمقابل يدافع وينافح عن قضاياه الوطنية وهي مسألة طبيعية، لافتا إلى أن التأزم الحاصل في العلاقات مع الجارة اسبانيا، دليل على صوابية التوجه المغربي نحو تنويع شركائه والبحث عن حلفاء وداعمين جدد لقضيته الوطنية،  لمواجهة المواقف المعادية التي تمارسها أو يبديها ضده جيرانه سواء في الشرق لجزائر أو في الشمال إسبانيا.

وأضاف في نفس السياق أن إستئناف العلاقات مع إسرائيل يدخل في هذا الإطار،  لكن دون أن يعني ذلك أن المغرب أدار ضهره للقضية الفلسطينية، فالقضية الفلسطينية تتملك الوجدان الجماعي للدولة والشعب المغربي، وفي العلاقات الدولية لا يفترض  صراع أو نزاع دولتين أن تتخذ دولة ثالثة موقفا معاديا لإحداهما،  بل يقتضي ذلك  أن يتم التوفيق بين الدولتين المتصارعتين عبر علاقة جيدة معهما معا والبحث عن حل مرضي لجميع الأطراف على حد قول المتحدث.

وختم البكر بالقول بأن الطرف الفلسطيني أصبح واع بهذه المسألة ولن يسمح بضرب علاقته بالمغرب كدولة قوية وذات وزن مهم في المنطقة، والتي كانت دائما داعمة للشعب الفلسطيني وقضيته، وبإمكانها أن تقدم الكثير للشعب الفلسطيني، مشددا على أنه  كما يجعل الفلسطينيون قضيتهم فوق كل اعتبار، فالمغرب كذلك يجعل قضيته الوطنية فوق أي اعتبار، وقضية مصيرية بالنسبة إليه ويدافع عنها بكل الطرق والوسائل.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. مع الشعب الفلسطيني , نعم , لا مع ميليشية إيران التي أزاحت بالقوة وسلاح إيران “فتح ” من غزة..هل نسيتم ؟ لماذا لا يطلب من هذه المنظمة إبداء علنيا موقفها من صحرائنا ؟ لقد صرحت , منذ زمان, السيدة حنان العشراوي, أن تدخل بعض الدول للمصلحتها ,هي التي تعرقل وتمنع الفلسطينيين من تقرير مصيرهم….تذكروا ما قاله المغفول له الملك الحسن : “..لو كنت جار إسرئيل , لحلت القضية منذ زمان “….أيها السيد العثماني , لا تجعلنا نشك في أن لديك قضية أهم من صحرائنا..

  2. القضية الفليسيطنية هي القضية الوحيدة التي تأخد الأولوية الأولى حسب ملك البلاد والحكومة والشعب لأن الصحراء المغربية ليست قضية المغرب في صحراءه والصحراء في مغربها جفت الأقلام ورفعت الصحف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى